أخبار ومتابعات

باحث شرعي: لا يجوز فرض غرامة على المدين لتأخره في سداد الدّين

حذر فضيلة الدكتور محمد مهني، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مما هو منتشر في بعض مجتمعات المسلمين من تقاضي ” غرامة ” من المدين نظير تأخير قضاء الدين، مشيرا أن هذا يعد ربا بإجماع العلماء.

وأضاف مهني أن جزاء السلف، الحمد والأداء، كما في الحديث الذي رواه أحمد, وابن ماجه, والنسائي, واللفظ له، عن عبد الله بن أبي ربيعة قال: استقرض مني النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعين ألفًا، فجاءه مال فدفعه إليّ، وقال: “بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف: الحمد والأداء” ( أحمد وابن ماجه والنسائي)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها, أتلفه الله” ( البخاري).

وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن الواجب على المدين إحسان النية في أداء ما اقترضه متى ما استطاع ذلك, وأن يصدق أصحاب الدين, ولا يخادعهم بالكذب والحيلة, ولا يماطلهم في أداء حقوقهم إن تيسر له ذلك؛ فالمطل ظلم، لما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مطل الغني ظلم” ( البخاري ومسلم )، وقوله -صلى الله عليه وسلم-:” لَي الواجد يحل عرضه وعقوبته” ( أبو داود, والنسائي)، قال العلماء: يحل عرضه بأن يقول: ظلمني، ومطلني، وعقوبته: الحبس والتعزير.

وفي السياق نفسه حث مهني أصحاب الدَّين على إنظار المدين المعسر، لقوله تعالى: } وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ{ )البقرة: 280)، ملفتا أنه لا يجوز فرض غرامة تأخير على المدين عند تأخره في السداد، ولو رضي بذلك، فهذا عين الربا، وهو مثل قول أهل الجاهلية: إما أن تقضي, وإما أن تربي، وقد توعد الله أهله بالحرب والمحق؛ قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ{ [البقرة:278-279], وفي صحيح مسلم، وغيره، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ” لعن آكل الربا, وموكله, وكاتبه, وشاهديه, وقال:”هم سواء” ( مسلم )

المصدر: الملتقى الفقهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى