كتابات

الهجرة إلى بلاد الغرب بين الواقع والحكم الشرعي

الهجرة إلى بلاد الغرب بين الواقع والحكم الشرعي

د.عامر الهوشان – مقالات شرعية

لا يختلف اثنان على أن ترك الأوطان أمر في غاية الصعوبة، فقد جُبل الإنسان على حب المكان والأرض التي ولد وترعرع فيها، ففيها جذوره وأصوله وأرحامه وذكرياته وطفولته، وقد عبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، عن ذلك الحب والتعلق بقوله -حين خرج من وطنه ومكان ولادته ونشأته مكة مهاجرا إلى المدينة المنورة:- (وَاَللّهِ إنّك لَأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَيّ وَإِنّك لَأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَى اللّهِ وَلَوْلَا أَنّ أَهْلَك أَخْرَجُونِي مِنْك مَا خَرَجْت) “الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام للسهيلي 4/133”.

إلا أن أسباب كثيرة قد تدفع الإنسان إلى ترك بلده ووطنه، أهمها: طلب العلم والمعرفة التي قد لا تكون متوفرة وميسورة في بلده، وكذلك الحروب التي يطال أثرها المدنيين ولا تقتصر على المقاتلين في الوقت المعاصر، وما تسببه من خوف وذعر بين الناس على أنفسهم وأهليهم وأولادهم، بالإضافة لطلب الرزق والتوسع منه ومن أسباب الحياة التي قد تكون ضيقة قليلة في وطن الإنسان، ناهيك عن الهجرة فرار بالدين، والتي تعتبر من أعظم أنواع وأسباب الهجرة قديما وحديثا، ومنها هجرة المسلمين إلى الحبشة والمدينة المنورة.

وإذا كانت الهجرة في سبيل الله فراراً من الفتنة في العقيدة والدين، وانتقالا من ديار الكفر إلى بلاد الإسلام محمودة ومأجورة، وقد حث الله تعالى عباده إليها بأكثر من موقع في القرآن الكريم وآية، قال تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} النساء/100 , وقال تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} النحل/110.

كما حث النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابة على هذا النوع من الهجرة حين اشتد أذى المشركين على المسلمين في مكة وبالغوا في فتنتهم عن دينهم، فأمرهم بالهجرة إلى الحبشة أولا ثم إلى المدينة، وهي سنة يتأسى بها المسلمون الذين يفتنون عن دينهم في أي أرض وفي كل عصر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إلا أن واقع هجرة المسلمين في هذا الزمان تختلف اختلافاً جذرياً عما كانت عليه الهجرة في واقع المسلمين الأوائل، فبينما كانت الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، أضحت اليوم من بلاد المسلمين إلى بلاد الغرب، وفي حين كان الغرب يرسل أبناءه لنيل العلوم والمعارف من بلاد المسلمين أصحاب الحضارة في ذلك الوقت، أصبح المسلمون يرسلون فلذات أكبادهم إلى بلاد الغرب للتزود بالعلوم الحديثة التي يفتقدونها في بلادهم.

فما هو حكم هذه الهجرة بمختلف أسبابها؟؟ وإلى أي مدى تتحمل الحكومات الإسلامية مسؤولية تزايد هذه الهجرة وتداعياتها الدينية والدنيوية؟؟ هذا ما سأحاول الحديث عنه في هذا المقال مبتدأً بتعريف مختصر عن دار الإسلام ودار الكفر والحرب، كتمهيد ضروري لفهم حكم الهجرة من دار الإسلام إلى بلاد الغرب.

ولمتابعة المقالة بالكامل يرجى الضغط على رابط “شبكة الألوكة” أدناه:

http://majles.alukah.net/t140608

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى