كتاباتكتابات مختارة

المترجمون في «بيت الحكمة»

المترجمون في «بيت الحكمة»

بقلم المنشاوي الورداني

يعد بيت الحكمة أنموذجًا رائعًا لعصر التألق الفكري والإبداع الإنساني حيث تحول إلى منارة للعلوم بما قدم للإنسانية من تراث فكري رائع وترجمات لثقافات البلاد والشعوب بكافة أطيافها، فاستفادت منها البشرية، وكان بيت الحكمة بذلك دليلًا على نهضة حضارية إسلامية وعربية حقيقية ولا نبالغ إذا قلنا: إنه كان أكاديميةً عالميةً توفر العلوم للمريدين ومنارةً تمنح الضوء للضالين.

     وإذا كان العهد الأموي قد شهد محاولات جادة للترجمة بأمر من خالد بن يزيد بن معاوية، ولكنها اقتصرت على العلوم العملية كالصناعة والطب والنجوم. ثم جاء العهد العباسي فبلغت الترجمة شأوًا عظيمًا، وامتدت إلى العلوم العقلية كالمنطق والفلسفة والهندسة وغيرها، فكانت الترجمة بذلك مدرسةً كبيرةً لا يضيرها موت فرد أو أفراد منها كما كان يحدث في عهد الدولة الأموية.

ازدهار الترجمة في العصر العباسي

     لقد كان العصر العباسي بداية ازدهار الحضارة الإسلامية، فازدهرت العلوم والآداب، واهتم الخلفاء بالعلم والمعرفة، وكان من بين هولاء الخلفاء أبو جعفر المنصور الذي ترجمت في عهده كتب الطب والفلك والهندسة والآداب، وكانت تلك الكتب تحفظ في قصر الخلافة ببغداد، حتى جاء هارون الرشيد فقام بإخراج المخطوطات والكتب القيمة التي تم تخزينها في قصر الخلافة ووضعها في دار فاخرة أسماها بـ(خزانة الحكمة) تقديرًا لرسالتها. وكان هارون الرشيد مغرمًا بالعلم والمعرفة، لدرجة أنه كان يقبل الجزية كتبًا! بدلًا من تقديمها على شكل أموال، وهذا يدلنا على مدى عناية الرشيد بالكتب وشغفه باقتنائها، ولا أدل على ولع الرشيد بالكتب غير أن عدد الكتب أيامه في بيت الحكمة بلغ المليون كتاب!

     وما إن جاء عهد الخليفة المأمون حتى تطورت خزانة الحكمة، فنمت وازدهرت وتحولت إلى أكاديمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان هذا سببًا في تغيير اسمها لتصبح (بيت الحكمة)، إذ أصبح هناك أماكن للدرس، وأماكن لتخزين الكتب، وأماكن للتأليف، وجلب المأمون الكتب من كافة أصقاع الأرض، من الهند وبلاد الروم والفرس، وجمع المأمون في بيت الحكمة أعظم العلماء والمفكرين والمترجمين، وأغدق عليهم العطاء والأموال.

دوافع الترجمة

     وكانت أهم دوافع الترجمة في العصر العباسي أن المسلمين قد أوغلوا في الحضارة وهي تستند إلى العلم، فالتمسوه عند أهله من أصحاب الحضارات. وكان المترجمون في العادة يجيدون اللغة التي ينقلون عنها إجادتهم للغة التي ينقلون إليها مع إلمامهم التام بموضوعات ترجماتهم. وكان أغلبهم يلتزمون الدقة ويتوخون الأمانة فيما ينقلون. فكانوا في العادة يحرصون على أن تكون تحت يدهم نسخ الأصل الذي ينقلون عنه وترجماتها في غير العربية – السريانية – ليقابلوا بين بعضها والبعض الآخر. وكانوا يقسمون الجمل إلى بنود وفصول وفقرات حتى يتيسر نقل معانيها إلى العربية في وضوح لا يحتمل اللبس، كما كان يفعل ابن الأشعث فيما يروي ابن أبي أصيبعة. وشروحهم للأصل تشهد بأنهم كانوا على إلمام دقيق بالتعبيرات الدارجة والمصطلحات المألوفة في اللغة التي ينقلون عنها، وإن بدا أن بعض المترجمين كانوا على عكس هذا يتوخون الترجمة الحرفية. وقد أدى اختلاف التراكيب في اللغات وعدم تكافئ الألفاظ فيها إلى غموض المعاني في الترجمة العربية أحيانًا. ولكن أكثر الترجمات التي جرى أصحابها على هذا النهج قد قام مترجمون ممتازون بإصلاحها أو إعادة ترجمتها. وإذا كان ابن البطريق مثلا قد تصدى للترجمة عن اليونانية وهو لا يجيدها برغم تمكنه من اللاتينية؛ فإن إسحاق بن حنين قد نهض بإصلاح أو إعادة ترجمة ابن البطريق من مؤلفات جالينوس؛ بل لقد كان «حنين» يعيد ترجمة ما سبق له أن نقله إلى العربية في صباه، وفعل في ترجمات «اصطفان بن باسيل» مثل ما فعل في ترجمات «ابن البطريق»، وقد مكنه من ذلك أنه (حنين) كان يجيد ثلاث لغات غير العربية وهي الفارسية واليونانية والسريانية. وكان «حنين» بشهادة المؤرخين جيد الأسلوب واضح المعنى.

     وتزخر كتب التراث العربي بأخبار المجيدين لأكثر من لغة في ظل الدولة العربية الإسلامية حيث تعلم كثيرون من العرب لغات كالفارسية والسريانية فأجادوها وأحسنوا الأداء بها وكان موسى الأسواري، من وعاظ البصرة وقصاصها – كما يقول الجاحظ – من أعاجيب الدنيا، كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية، وكان يجلس في مجلسه المشهور به، فتقعد العرب عن يمينه والفرس عن يساره، فيقرأ الآية من كتاب الله ويفسرها للعرب بالعربية، ثم يحول وجهه إلى الفرس فيفسرها لهم بالفارسية، فلا يدري بأي لسان هو أبين!

     كما تخصص المترجمون في النقل عن لغات بعينها تحريًا للدقة فاشتهر في الترجمة عن الهندية (السنسكريتية) مُنكة الهندي وابن ذهن الهندي وعن النبطية أحمد بن وحشية النبطي (ت800م) صاحب كتاب «الفلاحة النبطية» وكثيرًا ما كانت الترجمات يعاد تدقيقها وتحسينها واستدرك ما فاتها، حيث قامت «مدرسة ثابت بن قرة للترجمة» بتحسين بعض الترجمات التي قامت بها مدرسة حنين بن إسحاق (809-877م) للترجمة. وقد أصلح ثابت بن قرة ترجمة الحجاج بن يوسف بن مطر الحاسب لكتاب المجسطي Megale لبطليموس، وهو المعروف بالكتاب الأعظم، وعندما تُرجم من العربية إلى اللاتينية احتفظ باسمه العربي Megasit وكان وسام وأخوه سهل بن هارون من أنبه المترجمين عن الفارسية وكانا يراجعان الترجمات عن اليونانية وينقحانها.

عناية الخلفاء ومحبي العلم بالترجمة

     وكان سخاء الخلفاء وأهل اليسار من محبي العلم في معاملة هؤلاء المترجمين كبيرًا، إلى حد أن حنين بن إسحاق كان يتقاضى وزن ترجماته ذهبًا – وقيل: إنه كان يكتب ترجماته على ورق سميك ثقيل الوزن، ويكبر الحروف ويوسع ما بين الأسطر حتى تعظم مكافأته من الذهب – وكان هذا خليقًا بأن يغري المترجمين بالتسرع في الترجمة، ولكن هذا لم يحدث في العادة. ويذكر ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء أن الخليفة المتوكل جعل لحنين بن إسحاق كُتابا نحارير عالمين بالترجمة، يترجمون بين يديه، وهو يتصفح ما ترجموا، وأهداه ثلاث دور من دوره كاملة التأثيث، وثلاثة خدم من الروم، وأقطعه وأهله الإقطاعات وخلع عليهم الخلع، وجعل له خمسة عشر ألف درهم راتبًا شهريًا. وتذكر المصادر أن بختيشوع بن جبريل (870م) قد وصف للمتوكل دواءً في إحدى وعكاته فأمر له بثلاث مئة ألف درهم وثلاثين تختًا من الثياب، وبتشجيع من الخلفاء كان لابن داود المعتزلي – مستشار المأمون والمعتصم والواثق- ندوة كبيرة يختلف إليها كبار المترجمين والأطباء.

     وارتبطت أسماء مترجمين ومؤلفين بأسماء بعينها من أصحاب العطايا الذين كانوا يمولون ترجماتهم وأبحاثهم كارتباط اسم إسحاق بن حنين بالقاسم بن عبد الله وزير الخليفة المعتمد، وترجم قسطا بن لوقا البعلبكي اليوناني الأصل (ت300هـ) كتاب هيرون في (علم الحيل) لصالح الخليفة المستعين، وترجم الجامع في الدخول إلى علم الطب لإبراهيم بن المدبر، وألف رسالة في «الفرق بين النفس والروح» تمت ترجمتها إلى اللاتينية. كما جند كبار الأطباء مثل يوحنا بن ماسويه وبختيشوع بن جبريل بن بختيشوع المترجمين، وأغدقوا الأموال والخلع عليهم لينقلوا لهم كتب الطب اليونانية إلى العربية، حيث نقل حنين بن إسحاق ليختيشوع كثيرًا من كتب جالينوس الطبية. فقد أنعم الله من لدنه على بختيشوع مالًا وعلمًا سخر أولهما لثانيهما، وكان بالأول يضاهي الخليفة المتوكل في زينته وفراشه وملبسه ومشربه وعنايته بالعلماء، وبالتالي كان يضيف لبنات جديدة للحضارة الإنسانية تحمل البصمات العربية والإسلامية. وقد اشتهر الكثيرون من مترجمي العرب من أمثال حنين ومدرسته، وثابت ابن قرة وقسطا بن لوقا بالأمانة والدقة والقدرة على فهم الأصل والتعبير عنه بالعربية الواضحة الفصحى، حتى قال بعض المؤرخين من الغربيين: إن المقابلة بين كتابات جالينوس وكتابات ابن سينا تشهد بغموض أولهما وسوء ترتيبه، ووضوح ثانيهما وحسن تنسيقه، بل إن ترجمات العرب عن اليونانية أو غيرها إلى العربية وترجمات الفرنجة من العربية إلى اللاتينية – في صقلية أو أسبانيا – تشهد بأن العرب كانوا أكثر أمانةً ودقةً ووضوحًا، بل كان من المترجمين الفرنجة من لا يحسن العربية أو لا يعرفها أصلا، مكتفيًا بالنقل عن ترجمات عبرانية سقيمة أو لغات دارجة، مما جعل نزاهتهم ودقتهم مثارًا للريب.

     وهكذا انتقل إلى تراثنا العربي الإسلامي تراث الأمم المتقدمة المتحضرة – ولا سيما فارس والهند واليونان – واتصلت هذه الروافد كلها بتراثنا الأصيل وتفاعلت معه في ضوء خبرات العرب الحسية وتأملاتهم العقلية. وكان منها ذلك التراث العلمي الحافل بوجوه الأصالة والابتكار.

بيت الحكمة من الداخل

     وكان يقوم بالترجمة عادة في العصر العباسي خاصة – جماعات من المترجمين، يشرف على كل منها رئيس يراجع أعمالهم ويصحح أخطاءهم، ويقف وراء حركتهم الخلفاء والأمراء وأهل اليسار من محبي العلم، يغذونها بالمال ويتعهدون أهلها بالرعاية والتقدير.

     ويتمثل ذلك خاصة في مكتبة بيت الحكمة التي يقال: إن الرشيد أنشأها وأن المأمون قد تعهدها ونماها. وكانت تضم مترجمين من اليونانية منهم يوحنا بن مساويه، ومن الفارسية منهم ابن نويخت. وللمترجمين رئيس ومساعدون، ومع هؤلاء نساخ وعمال ومجلدون.. وللمكتبة مدير يشرف مع معاونيه على شؤونها.

     وقريب من هذا يقال في مكتبة دار الحكمة في القاهرة؛ فقد أنشأها الحاكم بأمر الله عام 395هـ/ 1005هـ. وقد كانت بها قاعات للترجمة والنسخ والتأليف والمناظرة. وقد حبس عليها الحاكم بأمر الله أوقافًا ضخمة. وعلى نمط هاتين المكتبتين كانت المكتبات في حواضر الإسلام في المشرق والمغرب الإسلاميين.

أدوار الترجمة وأشهر المترجمين وأعمالهم

     لقد كانت الترجمة حركة أمة في مطلع العصر العباسي واستمرت حتى آخر القرن العاشر. ومرت الترجمة فيما يقول سانتيلانا في محاضراته بالجامعة المصرية عام 11-1910م بثلاثة أدوار :

     أولها من خلافة المنصور إلى وفاة الرشيد 136- 193هـ. ويمتد ثانيها من ولاية المأمون حتى موت حبيش بن الأعسم آخر أتباع مدرسة حنين بن إسحاق 198-300هـ. وبنهاية هذه المدرسة تم للمسلمين اجتياز مرحلة النقل والترجمة بوجه عام. وانتقلوا بخطى سريعة إلى مرحلة الإنتاج الخصب الأصيل المبتكر، كنتيجة لتفاعل الفكر الأجنبي الدخيل مع التراث الإسلامي الأصيل. وامتد الدور الثالث حتى منتصف القرن الرابع الهجري. ولكن غزوات المغول (في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي) قد دمرت حضارة الإسلام.

     وفي الدور الأول من أدوار الترجمة السالفة الذكر تم نقل مؤلفات أرسطو وشروح الإسكندريين عليها، وبعض مؤلفات أفلاطون وأهم كتب جالينوس في الطب. وترجم في الجملة أهم ما وصل إليه العقل اليوناني في العلم والفلسفة. وترجم ابن المقفع كليلة ودمنة من الفارسية. كما نقل غيره «السند هند» من الهندية، ومنطق أرسطو، وكتاب المجسطي في الفلك.. ومن أشهر المترجمين في هذا الدور جورجيس بن جبريل ويوحنا بن ماسويه وابن المقفع. وفي هذا الدور اتصلت المعتزلة بالكتب المترجمة فالنظام عرف أرسطو وقرأ بعض كتبه في الفلسفة، فتأثرت أبحاثهم بالمنطق، وتكلموا في الطفرة والجوهر والعرض وغيره.

     وفي الدور الثاني من أدوار الترجمة كان أشهر مترجميه يوحنا بن البطريق، وقد ترجم الكثير من كتب أرسطو، وكانت الفلسفة أغلب عليه من الطب، والحجاج بن يوسف بن مطر الوراق الكوفي (عاش سنة 314هـ)، وقسطا بن لوقا البعلبكي (عاش سنة 230هـ)، وعبد المسيح بن ناعمة الحمصي (عاش سنة 520هـ)، وحنين بن إسحاق (شيخ المترجمين) 260هـ، وابنه إسحاق 298هـ وقد عني بكتب الفلسفة عناية أبيه بالطب، وثابت بن قرة (ت288هـ)، وحبيش الأعسم ابن أخت حنين (ت 301هـ /911م) وغيرهم.

     وفي هذا الدور ترجم هؤلاء المترجمون أهم الكتب اليونانية في كل فن، وأعيدت ترجمة المجسطي لبطليموس في الفلك، والحكم الذهبية لفيثاغورث، وعدة مصنفات في الطب منها تصانيف لبقراط وجالينوس، ومحاورات طيماوس والسياسة المدنية، والنواميس لأفلاطون، والمقولات لأرسطو. وكل ذلك ترجم على يد حنين بن إسحاق ومدرسته.

     أما الدور الثالث من أدوار الترجمة فكان من أشهر مترجميه متى بن يونس (في بغداد عام320هـ) وسنان بن ثابت بن قرة (ت 360هـ) ويحي بن عدي (ت 364هـ) وابن زرعة (ت 398هـ). وأهم ما ترجموه إلى العربية كانت الكتب المنطقية والطبيعية لأرسطو وتفسيرها، كما يروي سامتلانا في محاضراته، وابن النديم في الفهرست وابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء والقفطي في أخبار الحكماء جرجي زيدان في التمدن الإسلامي.

المسلمون لم يكونوا مجرد نقلة

     ولم يكن المسلمون مجرد نقلة، بل كانوا في شروحهم للنصوص التي ينقلونها يضيفون إليها من نتائج خبراتهم، وخلاصة تأملاتهم، ويبدون من أصالة الفكر ما شهد به المنصفون من المستشرقين. أفادوا مما أخذوا ولكنهم أضافوا وزادوا، حتى في المنطق اليوناني، مع أن المنطق بالذات كان له أثره في العلوم العربية، وسلطانه على عقول أهلها. واصطبغت به طريقة الجدل والبحث والتعبير والتدليل. وبدا هذا واضحا في أساليب المتكلمين وتعبيرات الفقهاء وفي كتب النحو واللغة.. ولكنهم تناولوا المنطق اليوناني بالنقد والتحليل. وفي موقف ابن خلدون في مقدمته شاهد صدق على ذلك. حقيقة نقل المسلمون عن اليونان ولكنهم أضافوا وزادوا وابتكروا، لأنهم كانوا ينظرون بعين إلى الثقافة اليونانية، وبالعين الأخرى إلى التعاليم الإسلامية. وظهرت ابتكاراتهم من خلال توفيقهم بين الشريعة والحكمة ولا سيما في العصر العباسي الثاني، أيام إخوان الصفا والفارابي وابن سينا وابن رشد وأمثالهم. ويتفق مؤرخوا العلوم عند العرب على هذه الحقيقة ويقدمون نماذج لها من ممارسات العلماء العرب والمسلمين، فقد أدى العالم الرياضي أبو علي الحسن ابن الهيثم البصري (965-1039م) دورًا مهمًا في إثارة الفلكيين العرب كي يتجاوزوا بطليموس الإسكندري واليونان، وقد فعل هذا بتوضيح شكوكه حول النظرية الفلكية البطلمية في تعليقه على كتاب (المجسطي Megasit)… وكان يمتلك الجرأة ليقرر أن الترتيبات التي تفترضها حركات الأجرام كما هي في المجسطي خاطئة!

     وإذا كان مفهوم المترجم في اللاتينيةTrans Ductor يعني الموصل من وإلى، ولم يأخذ معناه المعروف لدينا اليوم حتى سنة 1400م، فقد كان العرب بين القرنين التاسع والثالث عشر الميلاديين خير موصل خلاق وخير أمين على الحضارة الإنسانية. فقد استوعبوا ثقافات الشعوب الإسلامية جميعها وحرصوا على إغناء معارفهم بها عن طريق أبنائها الذين تعلموا العربية، فقد أسهم أبناء الشعوب الإسلامية من غير العرب في بناء صرح الحضارة العربية الإسلامية منذ منتصف القرن الثامن الميلادي عندما أصبحت بغداد منارة علم ومعرفة للعالم أجمع.

*  *  *

مصادر البحث

1-      في تراثنا العربي والإسلامي – د. توفيق الطويل – سلسلة عالم المعرفة بالكويت – عدد 87 مارس 1985م

2-      الترجمة وسيلة بناء وتجديد في الثقافة العربية والإسلامية وتواصلها مع الثقافة الإسبانية – د. محمد عبد الله الجعيدي أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة مدريد – أبحاث المؤتمر الثالث عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية – القاهرة 1423هـ – 2002م

3-      دور العرب في تكوين الفكر الأوربي – عبد الرحمن بدوي – دارالآداب – بيروت – 1965م.

4-      الترجمة رؤية في الواقع العربي – د. محمد بن عبد الله العبد اللطيف – كتاب المجلة العربية بالسعودية – عدد 131 ديسمبر 2007م.

5-      مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي – المكتبة التوفيقية – القاهرة – 1997م.

(المصدر: مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى