كتابات المنتدى

غاية وجود الإنسان في القرآن

بقلم د. وصفي عاشور أبو زيد

من الأمور التي توضح بجلاء قيمةَ القرآن المجيد في حياة المسلِم أنَّ فيه رسمَ الخطوط الرئيسة، والأهداف الكبيرة، والمقاصد الكليَّة من خَلْق هذا الإنسان، فحدَّدَ أن المقصد من خلق الإنسان ثلاثة:

1- العبادة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

2- العمارة؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61].

3- الخِلافة؛ قال تعالى: ﴿ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 129]، وغيرها من الآيات.

وقد ذكر الراغب الأصفهاني هذه المقاصدَ الثلاثة تحت عنوان: “ما لأجله خُلِق الإنسان”، كما ذكرها شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي، وهي: العبادة، والخلافة، والعمارة، يقول الشيخ: “إنَّ هذه المقاصد الثلاثة مِن خَلْق الله للإنسان متكاملة ومتلازمة؛ فعبادة الله تعالى جزء من خلافته، والخلافة والعمارة ضَرْب من العبادة لله تعالى، والمؤمن الحقُّ هو الذي يجمعها في تكاملٍ واتِّساق، وبقدر ما يحقِّق الإنسان من هذه المقاصد أو الأهداف يكون تقدُّمه، وبقدر إخفاقه فيها يكون تخلُّفه”[1].

فالإنسان موجود ومخلوق في هذه الحياة لهذه الأغراض، وكل سَعْيٍ تغيَّا أغراضًا أخرى غير هذه الأغراض أو ما يساعدها ويوصل إليها – فهو مناقضٌ لمقاصد خلق الله للإنسان كما ذكر في كتابه الحكيم.


[1] انظر: “الإسلام حضارة الغد”؛ للشيخ يوسف القرضاوي (196)، مؤسسة الرسالة، ط أولى، 1422هـ/ 2001م، وانظر: “الذريعة إلى مكارم الشريعة” (82، 83)، طبعة دار السلام 2007م، بتحقيق أستاذنا الدكتور أبو اليزيد العجمي.

المصدر: شبكة الألوكة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى