أخبار ومتابعات

د. ناصر العمر: من موانع النصر المعاصي والتنازل عن المنهج الصحيح

شرح فضيلة الدكتور الشيخ ناصر العمر المشرف العام على ديوان المسلم, أسباب وموانع تحقيق النصر وذلك خلال درسه الأسبوعي مساء يوم الأحد الماضي.

وأكد فضيلته على أن أعظم هذه الأسباب الإخلاص والمتابعة بمعنى أن يكون الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى, مشيرا إلا أن هذا ما يفسر وقوع بعض الإخفاقات حيث قد تختلط النية فيتحول الأمر للرغبة في الانتصار من أجل الحزب أو الجماعة أو القبيلة

وأفاد بأن من أعظم الأسباب المعينة على النصر الإيمان بالله والعمل الصالح والعبادة ومن أهمها, ذكر الله عز وجل كما قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا كثيرا لعلكم تفلحون”.

كما أشار فضيلته إلى تحكيم شرع الله فهناك بعض الجماعات تجاهد وفيها خير ولكن لا تسعى لتحكيم شرع الله بل تريد دولة “ديمقراطية” أو “علمانية”, لافتا إلى أنه لا يقصد العلمانيين بل بعض الجماعات الإسلامية, موضحا أن مما يدخل في تحكيم شرع الله إقامة الحدود, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وذكر الدكتور العمر أن من الأسباب كذلك تآلف القلوب وطهارتها, مشيرا إلى أنه وجد من خلال تجربة شخصية في الصلح بين المجاهدين في أفغانستان وما بعدها أن من أعظم أسباب تأخر النصر تفرق القلوب.

وشدد على أهمية الصبر والصلاة لتحقيق النصر, واستشهد بقوله تعالى “واستعينوا بالصبر والصلاة”, وقوله “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا”.

كما أكد على ضرورة الدعاء مستشهدا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر عندما ألح بشدة في الدعاء طالبا النصر من الله.

كما أشار فضيلته إلى موانع النصر وأسباب تأخره ومن أهمها, عدم سلامة وصفاء المنهج, لافتا إلى انتشار جماعات التكفير والغلو وهو ما يؤخر النصر ويعرقل المجاهدين, ونقل فضيلته عن أحد علماء العراق أن نسبة كبرى من أهل السنة هجّروا من البلاد بسبب سيطرة الغلاة ولم يحدث ذلك من أيام هولاكو.

وأفاد الشيخ العمر بأن هذا لا ينفي بأن مليشيات الحشد الشيعي الموالية لإيران و تدعمها الحكومة العراقية, تفعل أكثر من ذلك ضد أهل السنة.

وأضاف الدكتور العمر أن من موانع النصر, التنازل عن المنهج الصحيح, لافتا إلى أن بعض الجماعات الإسلامية في العراق كانت تسكن في المنطقة الخضراء التي يحميها الاحتلال الأمريكي.

وتابع فضيلته, أن الله قد يؤخر النصر كنوع من الابتلاء كما  قال تعالى “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله”, ومن فوائد ذلك فضح المنافقين والكفار وتمييز الصفوف كما حدث في فلسطين واليمن والشام.

وأكد أن من موانع النصر الاستعجال, كما قال تعالى “فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذيم لا يوقنون”, مشيرا إلى أن من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه.

ومن الموانع أيضا التي أوضحها فضيلته التفرق والاختلاف, وكذلك عدم أهلية المسلمين للنصر, واستدل على ذلك بقصة التيه بين موسى عليه السلام وقوم “إسرائيل”.

وزاد فضيلته: إن من موانع النصر سوء الظن بالله, مشيرا إلى أهمية التفاؤل, موضحا أن هذا يحدث عندما يرى المسلمون تغلب الأعداء عليهم في أكثر من موقع.

وحذر الشيخ العمر من المعاصي التي تحدث من قبل بعض الأفراد فقد تؤخر النصر كما قال تعالى “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”, مستدلا بما جرى في غزوة أحد.

كذلك لفت إلى ضعف الإيمان بقضاء الله وقدره, وإرادة الدنيا كما جرى في بعض البلدان ومنها أفغانستان عندما حدث تنازع على المناصب قبل استتباب الأمر .

كما شدد الدكتور العمر على الهزيمة النفسية التي يعاني منها كثير من المسلمين وأثرها في تأخر النصر.

كما كشف فضيلته عن طول الأمد وضرب مثالا بما يجرى في سوريا وقبل ذلك في فلسطين والعراق, حيث بدأ الدعم من أهل الخير لهم بقوة ثم تضاءل مع مرور الوقت.

كما أشار إلى أن التنازع والتفرق وانتشار الحزبيات والعصبيات يؤثر بقوة في هذا الباب.

وقد أوضح فضيلته بعد ذلك معنى الانتصار وأكد أن البعض يعتقد أن الانتصار هو الانتصار في المعركة فقط وهو خطأ.

ولفت إلى أن الانتصار قد يكون انتصار المنهج وهو من أعظم الانتصارات كما يجري في سوريا حاليا.

وأشار إلى بعض الحقائق الهامة في هذا الموضوع مثل عدم ربط الأسباب بالنتائج الظاهرة, فالنصر بيد الله وليس بأيدينا.

كما شدد على ضرورة اتهام النفس عند تأخر النصر فالله أغير على دينه من أي أحد, كذلك التفاؤل الدائم مهما كانت الظروف.

وختم نصيحته بأهمية الإيجابية الكاملة, مشيرا إلى أن على الجميع المساهمة في هذا النصر بما يستطيع ولو بكف الأذي والتثبيط, محذرا مما يفعله البعض عندما يدعو للتعايش مع أعداء الله بدعوى الاستضعاف.

المصدر: الملتقى الفقهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى