كتابات

الاتحاد العالمي لعلماء المسملين: مشاركة الشعب التركي في الانتخابات فريضة شرعية

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. يفتي بأن المشاركة في الانتخابات فريضة شرعية، وضرورة واقعية، ويدعو الشعب التركي بجميع أطيافه إلى المشاركة القوية والفاعلة في الانتخابات المقبلة لضمان نجاحها، وأنّ أصواتهم أمانة يجب أن تُعطى لمن يستحقها شرعاً، ولمن لديه القدرة على تحقيق الخير للبلاد والعباد.

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاةُ والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين، ومَن اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد..

فلا يخفى على الجميع أن تركيا من خلال حكومة حزب العدالة والتنمية قد تقدمت في المجالات المختلفة، وأنها حققت إنجازات كبيرة، بما قدمه رجال هذه الحكومة المخلصة لشعبها ودينها، وهو ما ظهر جليا في الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي، والثورة العلمية.

ولا ينسى المسلمون أن تركيا وقفت وتقف مع قضايا الأمة الإسلامية العادلة، وفتحت بلادها للمظلومين والمضطهدين في الدول المجاورة، وهذا حق إسلامي وإنساني، تفرضه الشريعة، وتوجبه المبادئ الأخلاقية والإنسانية جمعاء.

وإن ما يزيد على مليار وسبعمائة مليون مسلم في شتى أنحاء العالم لينظرون إلى تركيا و وعيونهم تتطلع إلى انتخاباتها، وقلوبهم مع حزب العدالة والتنمية، الذي يصل ماضيه بحاضره، ولا يتخلى عن جذوره الإسلامية، مع انفتاحه على الحضارة الغربية.

ينظر المسلمون إلى تركيا التي انتصرت بالإسلام وللإسلام، وحملت لواء الدفاع عن الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وقادت العالم الإسلامي عدة قرون من الزمن، وحمته من هجمات الاستعمار الأوربي ومخاطر التمدد الصفوي، والتي يعمل رئيسها المؤمن أردوغان، ورئيس وزرائه الأمين داود أوغلو: أصحاب المبادئ الفاضلة، والأيادي النظيفة، والقضايا العادلة، والسياسة الحكيمة لخدمة الأمة التركية، والأمة الإسلامية الكبرى.

ونحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نفخر بهذه الإنجازات العظيمة، ونؤيد أصحابها، ونرى أن من مسؤوليتنا، ومن منطلق النصيحة الواجبة للأئمة المسلمين وعامتهم، أن نؤكد على ما يلي:

1- أن مسألة الانتخابات داخلة في مسائل السياسة الشرعية، المبنية على فقه المصالح والمفاسد، وفقه الموازنات وفقه المآلات، وفقه الأولويات،  بالإضافة إلى ذلك فهي من القضايا المستحدثة، التي تدلّ الأدلة المعتبرة على الأخذ بها والعمل على نزاهتها. فهي فرصة لتنتخب أقرب الناس إلى تحقيق ما تريده الأمة المسلمة لدينها ودنياها.

2- إن المشاركة في هذه الانتخابات والإدلاء بالصوت لمن هو أهل للأمانة، فريضة شرعية، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وأن دعوة الناس إلى المشاركة واختيار الأصلح من الواجبات ، ومن أهم الأسباب للاستقرار وتحقيق الأمن. ويدل على الوجوب أن الإدلاء بالصوت شهادة، والشهادة يحرم كتمانها، ويجب أداؤها قال تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ  وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ  } (سورة البقرة 283)، وقال سبحانه: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} [البقرة:282] .

3- إن الشهادة يجب أن تعطى لمن هو أهل لحمل الأمانة، ومنح الصوت لمن لا يستحقه شهادة زور من أكبر  الكبائر، التي قرنها القران الكريم  بعبادة الأوثان، قال تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}  [الحج:30]. وعدها الرسول الكريم من أكبر الكبائر فقال صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى، فعد صلى الله عليه وسلم بعضا منها، ثم قال: ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وما زال يكررها حتى قال الصحابة: ليته سكت

يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } [النساء 135].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أ.د علي محي الدين القره داغي                      أ.د / يوسف القرضاوى

            الأمين العام                                                   رئيس الاتحاد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى