يخشون الانتقام.. مسلمو سريلانكا تحت الضغط

يخشون الانتقام.. مسلمو سريلانكا تحت الضغط

يشير تقرير نشرته صحيفة لاكروا الفرنسية إلى الهجمات التي هزت سريلانكا الأسبوع الماضي خلال الاحتفال بعيد القيامة وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، بينهم كثير من المسيحيين، ويقول إن تبني تنظيم الدولة الإسلامية لهذه الهجمات تسبب في انتشار التوترات بين الطوائف الدينية.

وتنسب الكاتبة دولفين ميشو في تقريرها إلى مسؤولين مسلمين في سريلانكا التصريح بأن “من ارتكبوا هذه الهجمات الهمجية ليسوا منا”.

وفي حين أعرب المفتي ريزويه أمام الصحفيين عن إدانته المطلقة لتصرفات الانتحاريين التسعة، فتح زعماء مسلمون أبواب مساجدهم أمام المسيحيين الذين يرغبون في الصلاة هناك، خاصة في ظل إغلاق الكنائس لأسباب أمنية.

ويضيف التقرير أن رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ دعا إلى عودة الهدوء، وأنه صرح بأن أغلب المسلمين يدينون الحادثة وأنهم غاضبون مثلهم مثل التاميليين أو السنهاليين.

خشية وعقوبات
وتنسب كاتبة التقرير إلى العالم في الجغرافيا والباحث المشارك في مركز الدراسات عن الهند وجنوب آسيا ديلون مادافون القول إن “المسلمين يُعاقبون ثلاث مرات، فقد كانوا هدفا للعنف في الماضي، وهم في الوقت الراهن خائفون من الانتقام بعد الهجمات الأخيرة، وذلك بالإضافة إلى أنهم يعانون جراء التمييز في الحياة اليومية، وخاصة في الإدارات”.

ويضيف التقرير أن أصحاب أراضٍ طردوا لاجئين أحمديين كانوا يؤونهم فيها، وذلك خوفا من أن تصبح ممتلكاتهم مستهدفة من جانب الجماعات التي تسعى للانتقام ردا على الهجمات الأخيرة.

تعايش هش
وتقول الكاتبة إنه منذ الهجمات الأخيرة، والسلطات السريلانكية تخشى من انهيار الحوار بين مختلف الطوائف وإنها تسعى إلى الحفاظ على وحدة البلاد، وتشير إلى أنه يعيش في سريلانكا نحو 21 مليون نسمة، في فسيفساء من العرقيات والأديان المختلفة التي تعيش معا في سلم نوعا ما، وذلك على غرار البوذيين والتاميليين والهندوس والمسيحيين والمسلمين.

وتضيف أنه وفقا لمادافون، فإن ثقافة التعايش موجودة في سريلانكا، وذلك “حيث تحترم كل طائفة أعياد الطائفة الأخرى، كما يجري تبادل المأكولات بين الجيران خلال الاحتفالات الدينية، حتى أنه توجد أماكن مشتركة للعبادة”.

وتستدرك الكاتبة: لكن الغضب الذي ينتاب المسيحيين في الوقت الراهن يهدد تماسك هذا التعايش الهش، وأن تعزيز الشعور المعادي للمسلمين سيكون بمثابة انتصار لتنظيم الدولة، الذي سيلعب ورقة النزاعات الطائفية.

وتشير الصحيفة إلى قيام السلطات بحجب مواقع الشبكات الاجتماعية، وذلك لمنع نشوب مواجهات طائفية قد يؤججها نشر مغالطات، مضيفة أن متطرفين بوذيين دعوا عبر موقعي فيسبوك وواتساب إلى نشر الكراهية ضد المسلمين. وتقول إن العديد من المساجد تعرض للتدمير، فضلا عن إعلان حالة الطوارئ لمدة عشرة أيام في البلاد.

وتضيف أن مئات اللاجئين المسلمين في مدينة نيجومبو، الواقعة غربي سريلانكا، احتموا بالمساجد وبمراكز للشرطة بعد تعرضهم للتهديد، خاصة بعد تعرض أحد المسلمين للضرب.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى