تقارير وإضاءات

عمره 800 عام.. ماذا فعلت الصين بمسجد كيريا إيتيكا؟

عمره 800 عام.. ماذا فعلت الصين بمسجد كيريا إيتيكا؟

نجت في باريس كاتدرائية نوتردام التي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1163 من حريق هائل الاثنين، لكن ليس من الواضح إن كان قد بقي شيء من مسجد كيريا إيتيكا الذي شُيد في نفس الفترة تقريبا، في إقليم شينجيانغ غربي الصين.

تقارير جديدة تشير إلى قيام بكين في أوائل 2018 بهدم المسجد الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1237 ميلادي، حسب طالب القانون في جامعة بريتيش كولومبيا الكندية شون تشانغ الذي نشر صورا على تويتر تظهر موقع المسجد قبل إزالته وبعدها.

كان مسجد كيريا إتيكا قد أدرج في عام 2017 ضمن التراث المعماري الصيني، وبالتالي ما كان يمكن المساس به من دون موافقة مسبقة من مجلس الدولة الصيني.

تشانغ كتب في تغريدات أن صور “غوغل إيرث” تبين أن المسجد لم يعد له وجود.

 D3KyuVjU8AAbnRd

صورة للمسجد قبل (يسار) وبعد اختفائه- الصورة منشورة على حساب الطالب الصيني

يعتقد تشانغ أن هذه آخر صورة للمسجد قبل هدمه في 2018:

Sm

هكذا كان يبدو في عام 2012:

 Adsız

 Sm2

آخرون مهتمون بمسألة هدم المعالم الدينية حول العالم أشاروا إلى هذه القضية

ويقول موقع أرشيف الإنترنت Web Archive إن المسجد بني عام 1200 ميلادية في مقاطعة يوتيان الواقعة في إقليم شينجيانغ، وإنه خضع لعملية ترميم واسعة النطاق عام 1998.

وتبلغ مساحة المسجد حوالي 17 ألف متر مربع، ويتضمن حديقة تبلغ مساحتها 3066 مترا مربعا.

صحيفة ليبراسيون الفرنسية تتبعت صور الأقمار الصناعية بواسطة برنامج خاص، ونشرت مجموعة صور متتابعة. آخر تلك الصور التقطت في الخامس من أيلول/سبتمبر عام 2018، وتظهر اختفاء المسجد.

ونشرت شركة openfacto أيضا صورا رجحت هدم مبنى المسجد في الفترة بين 11 كانون الثاني/يناير و12 أيار/مايو 2018.

 D3TP8XmWAAIoClk

وأكد موقع Bellingcat المختص في الصحافة الاستقصائية أن مسجدين على الأقل تم تغيير معالمهما مؤخرا، أحدهما مسجد كيريا إيتيكا.

 DC009C44-E1A4-4ACC-8171-863FECB56B37_w650_r0_s

صورة للمسجد وبنايتين خلفه – المصدر bellingcat

​الموقع استعان بخدمات شركة Planet Labs التي تتابع بواسطة الأقمار الصناعية التغييرات التي تحدث “يوميا” على كوكب الأرض، وتبين له أن شكل الموقع اختلف بين يومي 19 و20 آذار/مارس الماضيين.

في يوم الـ19، ظهر مبنى المسجد في الصور الملتقطة، في حين اختفى في اليوم التالي.

بناية أخرى تقع خلف مبنى المسجد اختفت أيضا في اليوم التالي، في حين أن بناية تأخذ شكلا مستطيلا، ويعتقد أنها الصالة الرئيسية للصلاة، لا تزال موجودة.

وتزامنت الأنباء عن هدم المسجد مع تقرير نشرته صحيفة غلوبال تايمز الصينية، تحدث عن ضرورة تبني المسلمين لإسلام “يتناسب مع الثقافة الصينية”.

وتتهم منظمات تابعة للأمم المتحدة وأخرى حقوقية الحكومة الصينية بهدم معالم دينية لأقلية الأويغور المسلمة التي تعيش في إقليم شينجيانغ في أقصى غرب البلاد، فضلا عن اعتقال آلاف منهم ووضعهم في معسكرات “تثقيفية” بدعوى محاربة “التطرف”.

وحسب محققين في الأمم المتحدة، فإن أكثر من مليون مواطن صيني، بينهم أويغور وأعضاء في إثنيات مسلمة أخرى مثل الكازاخ، معتقلون أو اعتقلوا في معسكرات “إعادة تأهيل” خارج نطاق القانون، في شينجيانغ.

ودعا نحو 40 عضوا في الكونغرس الأميركي إلى فرض عقوبات على مسؤول صيني كبير على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان، خصوصا الاعتقالات الجماعية لأفراد من أقلية الأويغور.

وذكر أحدث تقارير وزارة الخارجية الأميركية لحقوق الإنسان أن الحكومة الصينية كثفت في العام الماضي حملتها ضد الأويغور بهدف محو هوياتهم الدينية والعرقية.

وشملت انتهاكات حقوق الإنسان في الصين أيضا عمليات قتل تعسفي وحالات اختفاء قسري وتعذيب.

(المصدر: تركستان تايمز)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى