متابعات

الحدائق التوراتية في القدس المحتلة وسيلة الاحتلال في مصادرة ما تبقى من أرض

الحدائق التوراتية في القدس المحتلة وسيلة الاحتلال في مصادرة ما تبقى من أرض

أصبحت شماعة الحدائق التوراتية في القدس المحتلة وسيلة الاحتلال وبلديته في مصادرة ما تبقى من الأرض في القدس، ففي العيساوية والطور تنوي سلطات الاحتلال مصادرة ما يزيد على 700 دونم لبناء حدائق توراتية للمستوطنين، بينما يعاني الأهالي من نقص حاد في الأراضي للتوسع نتيجة الزيادة السكانية.

يقول هاني العيساوي، عضو اللجنة الأهلية لقرية العيساوية: المخطط في إقامة حدائق توراتية للمستوطنين قائم منذ عام 2005م، ورفضنا هذا المشروع، واليوم يأتي الاحتلال ليلتف علينا بشماعة أخرى وهي إقامة محمية طبيعية في المكان المنوي مصادرته وحرمان أهالي العيساوية الذين يقدر عددهم بعشرين ألف مواطن وأهالي الطور من هذه الأرض، ويضيف: لم يعد في القدس أرض للسكن، بل يقوم الاحتلال بهدم ما هو قائم في العيساوية وغيرها، وفرق تصوير المباني لا تتوقف عن التصوير تقدمة للهدم المرتقب.

وتابع قائلاً: قمنا بتقديم الاعتراضات على هذا المشروع للجنة اللوائية التي ستنظر في هذه الاعتراضات، إلا أن توجه البلدية وبدعم من الحكومة المتطرفة سيتم إقرار مشروع المحمية الطبيعية حتى تضم لاحقاً إلى البؤر الاستيطانية وتتحول من محمية طبيعية إلى بؤرة استيطانية جديدة، فلم يعد هناك ملكية خاصة للمواطنين، وتتم محاربته بشتى أنواع القمع والطرد والتهجير، فالعيساوية لا يمر يوم عليها بدون اقتحام واعتقال وهدم وتسليم إخطارات للهدم أو وقف البناء.

ويقول محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في العيساوية: الهجمات الإسرائيلية لا تتوقف علينا في العيساوية، لأن أهلها يرفضون كل مخططات الاحتلال في المنطقة ويقفون سداً منيعاً أمام تغول المستوطنين والجمعيات الاستيطانية في المنطقة لبناء بؤر استيطانية.

ويضيف: نحن في العيساوية نقوم بعقد الاجتماعات الدورية لوضع السبل والحلول وتقديم العون للمواطنين الذين يتعرضون لعقوبات مثل فرض الغرامات الباهظة أو قرارات هدم واعتقال، فهذه الاجتماعات تهدف إلى تعزيز الصمود في المنطقة، وهذا ما يجعل الاحتلال إلى استهداف النشطاء واعتقالهم وإبعادهم عن المنطقة، إلا أن أهالي العيساوية لم يتأثروا بكل هذه الإجراءات الظالمة.

ويشير الناشط فخري أبو ذياب من بلدة سلوان وعضو لجنة الدفاع عن القدس والمقدسات إلى أن بدعة الحدائق التوراتية لم تعد تنطلي على أحد، فالاحتلال سمح بالبناء للجمعيات الاستيطانية في الأراضي الواقعة بين سلوان والمسجد الأقصى التي تعتبر منطقة مهمة بالنسبة لخرافاتهم عن الهيكل المزعوم ومدينة داود التي يقصد بها بلدة سلوان، موضحاً أن الحدائق التوراتية خرافة ناجعة وناجحة في تسويق المخططات الاستيطانية حول المسجد الأقصى وفي كافة أنحاء القدس المحتلة، فأي أرض فارغة ستكون ضمن بنك الاحتلال، فحول المسجد الأقصى من الناحية الجنوبية حتى مقبرة الرحمة أقاموا حدائق توراتية وفي أحياء القدس كرروا نفس النسخة والشماعة.

ويقول د. جمال عمرو، المختص بالشأن العمراني: إن الحدائق التوراتية لها خطر كبير على المقدسات وعلى السكان، فهي تحاصر المقدسات والجغرافيا والتاريخ في القدس المحتلة، ومن خلالها ينفذ الاستيطان والتهويد، فالاحتلال يسعى إلى تقويض 18 حياً مقدسياً يشكلون 40% من سكان العاصمة المحتلة، ومحاولة تفريغ هذه الأحياء من خلال إلغاء الإقامة والطرد خارج الجدار العنصري.

ويشير إلى أن هناك مخططات مرعبة للاحتلال بشأن المواطنين والأرض في القدس المحتلة لتقليل نسبة السكان إلى 10%، وأن يصبح الوجود الفلسطيني أقلية صغيرة، لذا فالحدائق التوراتية وسيلة في حسم المعركة الجغرافية والديمغرافية في القدس من قبل حكومة الاحتلال.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى