كتاباتكتابات مختارة

اليهود عبر التاريخ … صفات وحقائق

اليهود عبر التاريخ … صفات وحقائق

بقلم ناصر العقل

من خلال الاستقراء لواقع اليهود منذ نشأتهم وإلى اليوم نجد أنهم شعب فاسد خبيث ماكر، وهذا حكم الله فيهم، وسنحاول خلال الأسطر التالية استعراض صفاتهم وأخلاقهم، من كتاب الله الحكيم الخبير الذي خلقهم وهو أعلم بهم، ومن خلال سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، وبما أنه ليس بالإمكان استعراض أخلاقهم وصفاتهم بالتفصيل في مثل هذا المختصر فسنقتصر على نماذج منها .

فمن صفاتهم وأخلاقهم

أ – كتمان الحق والعلم، حتى وإن كان وحياً منزلاً من الله – تعالى- لهم، فإنهم لا يتورعون عن جحده وكتمانه مادام لا يخدم أغراضهم وغاياتهم الفاسدة، قال الله – تعالى- عنهم يعاتبهم على ذلك : ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) (آل عمران : 71 ).

ب- الخيانة والغدر والمخادعة، فهم بجهلهم وغرورهم يخادعون الله – تعالى-، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فقد خانوا موسى عليه السلام أكثر من مرة، وخانوا الله ورسوله في المدينة حين نقضوا عهدهم وحالفوا المشركين، وهموا بقتل الرسول – صلى الله عليه وسلم- حتى أجلاهم عن المدينة .

ج- الحسد : فهم يحسدون الناس على كل شيء حتى على الهدى والوحي المنزل من الله رحمة للعالمين، قال الله – تعالى- : (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) (البقرة : 109)
وقال – تعالى- : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) (النساء : 54 ).

د- الإفساد وإثارة الفتن والحروب : قال الله – تعالى- : ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ) (المائدة : 64 ).

هـ – تحريف كلام الله – تعالى- وشرعه والكذب على الله بما يتفق مع أهوائهم وأغراضهم الفاسدة، فقد قال الله – تعالى- عنهم : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ) المائدة 13 .
وقال : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) (النساء 46 ). ثم هم يبتدعون كلاماً وشرعاً ويوهمون الناس بكلامهم المزيف أنه منزل من الله، قال – تعالى- : ( وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) (آل عمران : 78 ).
وإذا لم توافق أحكام الشرع أهواءهم تحايلوا في انتهاك حرمات الله، قال – صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما : ” قاتل الله اليهود حرم الله عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها “. هذا لفظ مسلم، وكما حصل في قصة اعتدائهم في السبت .

و- البذاءة وسوء الأدب : وهذا ناشئ عن احتقارهم لغيرهم من الأمم والشعوب، بل إنهم ليحتقرون أنبياء الله – تعالى- ويسخرون منهم، فقد كانوا يمرون برسول الله – صلى الله عليه وسلم- فيقولون له : ” السام عليك ” فقد روى البخاري ومسلم عن جماعة من الصحابة أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم- جماعة من اليهود فقالوا : “السام عليك يا أبا القاسم ” قال : ” وعليكم ” ولذلك صح في السنة أن يرد المسلم على الكافر إذا سلم عليه بقوله : “وعليك ” ليرد التحية بمثلها والمبادر بالسوء أظلم .

ز – احتقار الآخرين : فهم يزعمون أنهم شعب الله المختار وأنهم أولياء الله وأحباؤه، وأنهم وحدهم أهل الجنة، والمستحقون لرضا الله ورحمته، ويسمون غيرهم من النصارى والمسلمين وسواهم (الأمميين ) أو ( الأميين )، لذلك هم يستبيحون أموال الآخرين ودماءهم وأعراضهم، بل يرون أنهم كالأنعام مسخرة لليهود وذكر الله عنهم بأنهم يقولون : (ليس علينا في الأميين سبيل ) (آل عمران : 75 ).
أي ليس علينا حرج إذا أخذنا أموالهم واغتصبنا حقوقهم ! وجعلناهم فريسة لنا .
وقد ذكروا ذلك أيضاً في مخططاتهم، يقولون : ” إن الأميين (غير اليهود ) كقطيع من الغنم، وإننا الذئاب، فهل تعلمون ما تفعل الغنم حين تنفذ الذئاب إلى الحظيرة ” .

ح- قسوة القلوب : وقد جاء ذلك عقوبة من الله – تعالى- لهم على مخالفتهم لأوامره وكثرة شغبهم على رسله، قال – تعالى : (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ) (المائدة : 13 ).

ط- الجشع والطمع والحرص على الحياة الدنيا : قال الله – تعالى- : (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) (البقرة : 96 ).

ي – كراهية المسلمين والكيد الدائم لهم : قال الله – تعالى- : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) (المائدة : 82 ).
هذه نماذج من أخلاقهم وطباعهم لا على سبيل الحصر .

اليهود في التاريخ الإسلامي

عرف اليهود أنهم لن يستطيعوا أن ينالوا من شخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أو أصل دينه ما يريدون علناً، كما فعلوا بدين النصارى، وكما فعلوا بالأنبياء من قبل من التكذيب المعلن والإيذاء والقتل .
لذلك سلكوا مسلك الكيد الخفي للمسلمين، وصارت لهم اليد الطولى في إثارة الفرقة والخلافات، والفتن التي حدثت في التاريخ الإسلامي، ولا يزالون .
ويجب أن لا نبالغ كما يسلك بعض الكتاب والباحثين لنقول بأنهم هم وراء كل الأحداث والفتن، لأنهم أجبن وأضعف من أن يكونوا كذلك .
لكن الذي نجزم به أنهم انتهازيون، وكيدهم متواصل للإسلام وأهله، ولذلك فهم يستفيدون من الأحداث والاضطرابات والفتن، فيكونون من جندها ويوقدونها لئلا تنطفئ، كما أنهم يدعمونها بكل يملكون من جهد ووقت ومال .
فإذا استعرضنا التاريخ الإسلامي، وجدنا أن لليهود دوراً في كل فتنة وحدث يضر بالمسلمين، وإن لم يكن هذا الحدث من صنعهم ابتداء ؛ لكونهم يوقدونه ولو بعد حين، وهذا ما جعل بعض الكتاب والباحثين يذهبون إلى أن اليهود هم وراء كل الفتن والأحداث .
ولا يشك أحد بأن اليهود عملوا جهدهم – ولا يزالون – في الدس والتفريق بين المسلمين ومحاولة إفساد عقيدتهم وأخلاقهم، فالمحققون يجزمون بأن اليهود هم الذين أنشأوا التشيع والرفض ابتداء، وهم الذين أسهموا في بذور الفرق التي حادت عن طريق السنة والعقيدة السليمة : المعتزلة، والجهمية، وسائر الفرق الباطنية كالإسماعيلية، والنصيرية، والقرامطة، والدروز .
وهم الذين مهدوا للدولة الفاطمية الباطنية حتى قامت، وحين قامت أيضاً عملوا تحت لوائها معززين مكرمين وصار لهم نفوذ ظاهر وباطن، وعن طريقها تحقق لليهود الكثير من أهدافهم، مثل : نشر البدع القبورية، والطرق الصوفية، والأعياد المبتدعة – كعيد الميلاد – والبدع والخرافات التي سادت في عهد الدولة الفاطمية ودولة القرامطة، وما بعدهما .
ولما ظهرت القاديانية، والبهائية، أيدوهما ثم احتضنوهما فيما بعد، ولن ينسى المسلمون ما فعل يهود الدونمة في تركيا حين أظهروا الإسلام، ودخلوا في عمق الخلافة وكادوا للإسلام، فأسسوا الجمعيات السرية للإطاحة بالخلافة، ثم إعلان العلمانية المشئومة ( بالحكم بغير ما أنزل الله ) وحرب الإسلام من الداخل .
هذه نماذج من دور اليهود في الكيد للمسلمين ولا يزال كيدهم متواصلاًً، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

اليهود في العصر الحاضر

اليهود في عقائدهم وأخلاقهم لا يزالون هم اليهود كما كانوا من قبل، إلا أنهم في العصر الحاضر أجمع وأقوى نفوذاً، وأكثر تنظيماً، وأحكم سيطرة على مقاليد العالم، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فقد انتهزوا الخواء الروحي والاقتصادي والسياسي الذي مني به الغرب والشرق فتمكنوا وتحكموا في مقاليد الأمور هناك فكرياً، وسياسياً، واقتصادياً، خاصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا وروسيا وغيرها .
ثم هم وراء ابتداع وترويج النظرية الماركسية ( الشيوعية )، ثم تطبيقها في روسيا القيصرية، ثم تصديرها إلى شرق أوربا، وبعض دول ما يسمى بالعالم الثالث، والعالم الإسلامي، وفرضها في كثير من الأحيان بقوة الحديد والنار كما حصل في تشيكوسلوفاكيا وأفغانستان .
وكذلك ترويج النظريات الهدامة الأخرى في مختلف المجالات : الاقتصاد والسياسة والاجتماع، كنظرية التطور لدارون، ونظرية دركايم الاجتماعية، ونظرية مكيافيلي السياسية .

أهداف اليهود ومخططاتهم في العصر الحاضر

طموحات اليهود وأهدافهم في العصر الحاضر والمستقبل لا تقف عند حد التأثير المباشر أو غير المباشر، بل هم يخططون للاستيلاء على العالم ؛حتى يكون تحت سيطرة مملكتهم (إسرائيل ) التي تم إنشاؤها فعلاً في فلسطين، والتي يزعمون أن حدودها ستكون من العراق شرقاً إلى مصر غرباً (من الفرات إلى النيل )، ومن شمال الشام شمالاً إلى يثرب جنوباً .
وهذا عرض سريع عن مخططات اليهود ونواياهم وأساليبهم وأهدافهم التي يمارسونها الآن نسوقه لك بإيجاز :
من أهدافهم :
1- من أول أهدافهم تأسيس وتثبيت مملكة (إسرائيل )، يكون مركزها أورشليم القدس وتكون هي منطلق نشاطهم ومركز التحكم بالعالم، وبسبب تخلف المسلمين وضعفهم وتفرقهم، وبعدهم عن دينهم تمكن اليهود من تحقيق أكثر أحلامهم حيال هذا الهدف مع الأسف .
2- التحكم في شعوب العالم وتسخيرها لخدمتهم ؛لأنهم يزعمون أنهم شعب الله المختار، وغيرهم يجب أن يكون مسخراً لهم وتحت رحمتهم، إن شاءوا سحقوه وأبادوه، وإن شاءوا أبقوه إذا كان في بقائه مصلحة لهم .
3- القضاء على المسلمين : وهذا هدف أساسي يعملون له قديماً وحديثاً، فهم يدركون أن أول وأجدر من سيحبط مكائدهم ويصدهم عن الفساد في الأرض هم المسلمون إذا تمسكوا بدينهم وتوحدت كلمتهم .

ومن وسائلهم ومخططاتهم

1- استعمال العنف والقوة والإرهاب في حكم العالم، وهم يصرحون بذلك حيث يقولون في بروتوكولاتهم : ” فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب ” .
ويقولون : ” يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة ” ويقولون : ” يجب أن يكون العنف هو الأساس ” .
2- إثارة النزعات والحروب المحلية والعالمية بين الأمم والشعوب ؛ حتى تقع البشرية كلها في قبضتهم، فهم يستفيدون من إثارة الفتن والنزاعات والحروب بين الناس ليخلو لهم الجو ويصلوا إلى أغراضهم الخبيثة .
3- إشاعة الفوضى والخيانات والفساد الخلقي ؛ ليتردى العالم وينحط ويسهل التحكم به، يقولون ” ولذلك يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق مصالحنا ” .
4- استعمال أجهزة الإعلام والسيطرة عليها وتوجيهها، ووضع سياسة إعلامية عالمية تخدم مصالحهم، بأن تكون هابطة أخلاقياً، ومضللة سياسياً ومذبذبة فكرياً .
5- التحكم بالاقتصاد العالمي : وذلك بامتلاك أكبر عدد ممكن من المؤسسات والشركات والبنوك والمشروعات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى احتكار الذهب ومضاعفة الأعمال الربوية والتحكم بسوق العملات على ضوء ذلك كله، إضافة إلى تشجيع الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية الربوية والضرائبية، والاشتراكية التأميمية المحطمة .
6- نشر النظريات والمبادئ الهدامة والجمعيات السرية والأحزاب الفوضوية والحركات الثورية، وتجنيد وتشجيع عصابات النهب والاختطافات والاغتيالات ونحو ذلك ؛ مما يشغل العالم ويرهقه .
7- السيطرة على الدول النصرانية والشيوعية ؛ لتكون أداة مسخرة تخدم الأهداف والمصالح اليهودية، وتمهد للتحكم اليهودي، وتحمي دولة إسرائيل الناشئة، وهذا ما حدث فعلاً من بعض الدول خاصة بريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتي .

حكم الإسلام في اليهود

اليهود في حكم الإسلام كفار، لا يجوز بقاؤهم بين المسلمين إلا وهم أهل ذمة صاغرون، يدفعون الجزية ويلتزمون بحكم الإسلام في غير جزيرة العرب، أما في جزيرة العرب فلا يجوز لهم ولا لغيرهم من الكفار البقاء البتة، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم عن عمر -رضى الله عنه- : ” لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ” .
وقد فعل ذلك عمر –رضى الله عنه-، والمسلمون من بعده، وكذلك لا يجوز الاستعانة بهم وتوليتهم الولايات المهمة في أمور المسلمين، كما تحرم موالاتهم والتحالف معهم وصداقتهم، قال الله – تعالى- : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) (المائدة : 51 ).
وقد عاقب الله –تعالى- اليهود باللعن وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير، وعباد الطاغوت، وحكم عليهم بالكفر والخلود في النار، قال – تعالى- : ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل ) (المائدة : 60 ) .
فهم مطالبون بالإسلام واتباع الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم-، فإن لم يسلموا فهم كفار من أهل النار، فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-أنه قال : ” والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” أخرجه مسلم .

فائدة : اليهود شيعة الدجال

ثبت في الصحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن اليهود هم جنود الدجال في آخر الزمان، وأنه سيخرج فيهم، جاء في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال : ” يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة ” .
وهذا دليل واضح على أنهم يتظاهرون باتباع كل ناعق ومبتدع وضال ؛ ليلبسوا على الناس دينهم، وينشروا الاضطراب والضلال والكفر والصراع العقائدي ؛ ليخلو لهم الجو ..

(المصدر: هيئة علماء فلسطين في الخارج –نقلاً عن موقع الوسطية-)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى