كتب وبحوث

نظرية العمل في الإسلام ودورها في تنمية المجتمع

نظرية العمل في الإسلام ودورها في تنمية المجتمع

اسم البحث: نظرية العمل في الإسلام ودورها في تنمية المجتمع.

اسم الكاتب: د. بن يحي أم كلثوم.

 

نبذة عن البحث:

إن خيرية أي أمة وعزتها إنما هي مرهونة بعزمها وهمتها، مقدار سعيها لإعمار الأرض بالاجتهاد والعمل، والإسلام لم يجعل الحياة سهلة للمؤمنين لمجرد أنهم مؤمنون إنما أجرى عليهم سنن الكون التي تنص على أن الأرض يرثها من سعى لذلك وبذل الوسع من أجل اعمارها، بل وجعل قيمة كل إنسان في هذه الأمة تتحدد بما يتقنه من عمل.

والعمل في الإسلام لا يقل أهمية عن العبادة وهذا ما يوضحه اهتمام القرآن بهذه الكلمة التي تعتبر من أكثر الكلمات ورودا فيه، حيث أشار إلى كلمة عمل: (19 مرة) وكلمة عملوا: (73 مرة)، وتعملون: (83 مرة) ويعملون: (56 مرة)، وأعمالهم: (27 مرة) ويعمل: (14 مرة) فضلا عن بقية المشتقات التي ذكرت مرات أقل مثل عملت – أعمل – يعمل – عملا – عملكم – أعمالكم – أعمالنا – عامل – عاملون – عاملين.. ويصل مجموع هذه الإشارات إلى ما يقارب 359 مرة، ويوضحه قول سيدنا عمر رضي الله عنه:” لان أموت بين شعبتي رحلي (حصاني) اضرب في الأرض أبتغي من فضل الله أحب إلي أن أقاتل مجاهدا فيسبيل الله”.

والباحث في تاريخ المغرب الأوسط يستطيع الوقوف على التغيير الملموس الذي أحدثه الفتح الإسلامي في نظرة المغربي للعمل وتطورها من اعتباره وسيلة ضرورية لتحقيق الاكتفاء والعيش الكريم إلى وسيلة لتحقيق التقرب من الله عز وجل ونيل رضاه، والتمكين لدينه في الأرض ونشر رسالته في جميع أقطار المعمورة، إضافة إلى كونه وسيلة الكسب الشريف والعيش الكريم، وقد حاول الكاتب من خلال هذا البحث بيان نظرية العمل في الإسلام، ثم بيان انعكاساتها الايجابية على المجتمع المسلم.

أقسام البحث:

المبحث الأول: مفهوم العمل في الإسلام.

المطلب الأول: تعريف العمل

المطلب الثاني: قيمة العمل في الإسلام

المبحث الثاني: ضوابط العمل في الإسلام.

المطلب الأول: اختيار العمل المناسب

المطلب الثاني: الخبرة

المطلب الثالث: الإخلاص والإتقان

المطلب الرابع: الثبات في العمل

المطلب الخامس: الالتزام بأخلاق العمل

المبحث الثالث: أثر نظرية العمل على التنمية المجتمع.

المطلب الأول: العصر النبوي

المطلب الثاني: العصر الراشدي

المطلب الثالث: مجتمع المغرب الأوسط

 

خاتمة البحث:

لقد شدد الإسلام على العمل وضوابطه وأخلاقه وجعله ضرورة اجتماعية وحضارية باعتباره أداة للتطور الحضاري وتحقيق عزة الأمة وخيريتها المنشودة، ومن خلال العمل وعن طريقه أسس المسلمون الأوائل حضارة أنارت مشارق الأرض ومغاربها، وملأتها  عدلا ورقيا وحبا للحياة.

إن المغرب الأوسط شهد في العصر الوسيط فترة ذهبية، عرف فيها مجتمعه التطور والرقي في جميع المجالات الحضارية ابتداء بالصناعة وانتهاء بطلب العلم، وكل ذلك مرجعه إلى الفهم الصحيح للإسلام ورغبة البربر في نشر هذا الدين القويم في كل أرجاء المعمورة وبخاصة أروبا، وازدهرت فيه المهن والحرف أكثر من أي وقت مضى.

وإذا استطاع الغرب بما يعتريه من إيمان بالمادة وكفر بالروحانيات أن يقدس العمل ويرى فيه الوسيلة الأوحد للتطور والرقي، فسبق المسلمين في كل مجالات الحضارة، وصيَّرهم له تبعا ورهينة تأكل ما لا تزرع وتلبس ما لا تصنع رغم ما حبا الله به أرضهم من خيرات وموارد لا يملكها غيرهم ممن تطوروا وحققوا الاكتفاء والاستقلالية؛ ليطرح السؤال التالي: مع تقديس العمل في الإسلام واقترانه الدائم بالإيمان الموجب للجنة، نجد المسلمين أبعد ما يكونوا عن هذا المفهوم وعن تطبيقه مما سبب شرخا واضحا بين الإسلام كدين وبين المسلمين كمتبعين، فلماذا هذه الفجوة بين الإسلام والعمل؟؟؟.

المصدر: الملتقى الفقهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى