كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (23) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (23)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

الجزء الثالث والعشرون

(تابع لسورة يس)

30- {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.

 أي: يكذِّبونه ويستهزؤون به، ويجحدون ما أُرسِلَ به من الحق. (ابن كثير).

33- {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}.

{وَءَايَةٌ لَّهُمُ} أي: دلالةٌ لهم على وجودِ الصانعِ، وقدرتهِ التامَّة، وإحيائهِ الموتَى.

{فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} أي: جعلناهُ رزقاً لهم ولأنعامهم. (ابن كثير).

34- {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ}.

{وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ}: وجعلنا في هذه الأرضِ التي أحييناها بعد موتها بساتين.

{وَفَجَّرْنا فِـيها مِنَ العُيُونِ}: وأنبعنا فيها من عيونِ الماء. (الطبري).

39- {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}.

أشارَ إلى سابقِ تفسيرهِ لها في سورة يونس {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} (الآية 5)، ومما قالَهُ هناك: المنازلُ جمعُ منزل، وهو مكانُ النزول. والمرادُ بها هنا المواقعُ التي يظهرُ القمرُ في جهتها كلَّ ليلةٍ من الشهر. وهي ثمانٍ وعشرون منزلة، على عددِ ليالي الشهرِ القمري. وإطلاقُ اسمِ المنازلِ عليها مجازٌ بالمشابهة، وإنما هي سُمُوتٌ، يلوحُ للناسِ القمرُ كلَّ ليلةٍ في سَمْتٍ منها، كأنهُ ينزلُ بها. وقد رصدها البشرُ فوجدوها لا تختلف…الخ.

41- {وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُون}.

{وَآيَةٌ لَّهُمْ}: ودلـيـلٌ لهم أيضاً، وعلامةٌ علـى قدرتِنا علـى كلِّ ما نشاء.

{الْمَشْحُون}: المملوء. (الطبري).

45- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

احذروا. (الطبري).

46- {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِين}.

يقال: أعرضَ أي: أظهرَ عَرضه، أي: ناحيته. أي: وما تأتيهم من آيةٍ من آياتِ ربِّهم في حالٍ من الأحوال إلا حالَ إعراضِهم عنها، على وجهِ التكذيبِ والاستهزاء. (روح البيان، باختصار).

47- {إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين}.

ذهابٍ عن الحقّ. (الطبري).

48- {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}

{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فيما تقولونَ وتَعِدون، فأخبِرونا بذلك. (روح المعاني).

51- {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}.

ذكرَ عند تفسيرهِ الآيةَ (73) من سورة الأنعام، أن الصورَ هو البوق.

52- {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ}.

أي: هذا البعثُ هو الذي وعدَهُ الرحمن في الدنيا، وأنتم قلتم: متى هذا الوعد، إنكارًا. (روح البيان).

53- {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً}.

قالَ في تفسيرها، في الآيةِ (49) من السورة: الصيحة: الصوتُ الشديدُ الخارجُ من حلقِ الإِنسان، لزجرٍ أو استغاثة. وأُطلقتِ الصيحةُ في مواضعَ في القرآنِ على صوتِ الصاعقة، كما في قولهِ تعالى في شأنِ ثمود: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} [سورة الحجر: 73]. فالصيحةُ هنا تحتملُ المجاز، أي: ما ينتظرون إلا صعقة، أو نفخةً عظيمة.

73- {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ}.

 من أصوافها وأوبارها وأشعارها ونسلها. (البغوي).

81- {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}.

{السَّمَاوَاتِ} أي: الأجرامَ العلويَّةَ وما فيها، {وَالْأَرْضَ} أي: الأجرامَ السفليَّةَ وما عليها، مع كبرِ جرمهما وعظمِ شأنهما. (روح البيان).

سورة الصافات

21- {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}.

{الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} في الدنيا فتنكرونه. (الطبري)، أي: كنتم على الاستمرارِ تكذِّبون به، وتقولون: إنه كذبٌ ليس له أصلٌ أبدًا. (روح البيان).

31- {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُون}.

 قالَ في معنى الكلمةِ عند تفسيرِ الآيةِ (35) من سورةِ التوبة {فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُون}: الذوق: مجازٌ في الحسِّ بعلاقةِ الإطلاق.

38- {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ}.

{لَذَائِقُو} قالَ في معنى الكلمةِ عند تفسيرِ الآيةِ (35) من سورةِ التوبة {فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُون}: الذوق: مجازٌ في الحسِّ بعلاقةِ الإطلاق. اهـ.

{الْأَلِيمِ}: الموجعِ في الآخرة. (الطبري).

43- {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.

في جنَّاتٍ عاليةٍ واسعة، ليسَ فيها إلاّ الراحةُ والنَّعيم. (الواضح).

59- {إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}.

{إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى} التي كانت في الدنيا؟ وهي متناولةٌ لما في القبرِ بعدَ الإحياءِ للسؤال، قالَهُ تصديقًا لقولهِ تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [سورة الدخان: 56] أي: لا نموتُ في الجنةِ أبدًا سوى موتتنا الأولى في الدنيا؟ (روح البيان)، {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذّبِينَ}؟ يقول: وما نحن بمعذَّبين بعدَ دخولِنا الجنَّة؟ (الطبري).

64- {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيم}.

أي: أصلُ منبتِها في قرارِ النار. (ابن كثير).

69- {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ}.

وجدوا. (ابن كثير).

74- {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}.

 قالَ في معناها، في الآيةِ (40) من السورة: و{الْمُخْلَصِينَ} صفةُ عبادِ الله، وهو بفتحِ اللامِ إذا أُريدَ الذين أخلصهم الله لولايته، وبكسرها أي: الذين أخلصوا دينهم لله.

93- {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِين}.

أي: كان يضربهم بيدهِ اليمنى؛ لأنها أقوى على العملِ من الشمال. وقيل: باليمين، أي: بالقوة… (البغوي).

97- {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيم}.

قالَ قومُ إبراهيمَ لـمّا قالَ لهم إبراهيـم: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُون . وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون}: ابنُوا لإبراهيمَ بنياناً. ذُكِرَ أنهم بنوا له بنياناً يشبهُ التنُّور، ثم نقَلوا إليه الحطب، وأوقدوا عليه، {فأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيـمِ}. (الطبري).

98- {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِين}.

فأرادَ قومُ إبراهيمَ بإبراهيمَ كيداً، وذلك ما كانوا أرادوا من إحراقهِ بالنار. يقولُ الله: {فَجَعَلْناهُمْ} أي: فجعلنا قومَ إبراهيمَ {الأَسْفَلِين} يعني: الأذلِّينَ حُجَّة… (الطبري).

99- {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}.

سيثبتني على الهدى الذي أبصرته، ويعينني علـيه. (الطبري).

108- {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِين}.

أشارَ إلى تقدُّمِ نظيرِ هذه الآياتِ عند ذكرِ نوحٍ عليه السلامُ في هذه السورة (الآيات 78 – 81).

قالَ ما ملخصه: التَّركُ حقيقتهُ تخليفُ شيءٍ والتخلي عنه، وهو هنا مرادٌ به الدوام، على وجهِ المجازِ المرسلِ أو الاستعارة. وشرَفَ الله نوحاً بأن أبقَى نعمهُ عليه في أممٍ بعده. أي: تركنا ثناءً عليه، ويجوزُ أن يرادَ بقاءُ حسنِ ذكرهِ بين الأمم.

109- {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيم}.

قالَ في الآيةِ (79)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: إنشاءُ ثناءِ الله على نوح، وتحيةٌ له، ومعناهُ لازمُ التحية، وهو الرضى والتقريب… وتنوينُ {سَلَامٌ} للتعظيم.

110- {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}.

قالَ في الآيةِ (80)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: مجازاةُ الله نوحاً بما عدَّهُ من النعمِ بأنَّ ذلك لأنه كان محسناً، أي: متخلِّقاً بالإِحسان، وهو الإِيمانُ الخالص. والمعنى: إنّا مثلَ ذلك الجزاءِ نجزي المحسنين. (باختصار).

111- {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين}.

قالَ في الآيةِ (81)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: أفادَ وصفهُ بـ{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا} أنه ممن استحقَّ هذا الوصف، وقد علمتَ غيرَ مرةٍ أن وصفَ عبدٍ إذا أُضيفَ إلى ضميرِ الجلالةِ أشعرَ بالتقريبِ ورفعِ الدرجة. اقتصرَ على وصفِ العبادِ بـ{الْمُؤْمِنِين} تنويهاً بشأنِ الإِيمان، ليزدادَ الذين آمنوا إيماناً، ويقلعَ المشركون عن الشرك.

113- {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}.

يعني الذي قد أبـانَ ظلـمَهُ نفسَهُ بكفرهِ بـالله. (الطبري).

119- {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخِرِين}.

ذكرَ أن القولَ في الآياتِ الأربعِ كالقولِ في نظائرهِ عند ذكرِ نوحٍ عليه السلامُ في هذه السورة (الآيات 78 – 81).

قالَ ما ملخصه: التَّركُ حقيقتهُ تخليفُ شيءٍ والتخلي عنه، وهو هنا مرادٌ به الدوام، على وجهِ المجازِ المرسلِ أو الاستعارة. وشرَفَ الله نوحاً بأن أبقَى نعمهُ عليه في أممٍ بعده. أي: تركنا ثناءً عليه، ويجوزُ أن يرادَ بقاءُ حسنِ ذكرهِ بين الأمم.

120- {سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُون}.

قالَ في الآيةِ (79)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: إنشاءُ ثناءِ الله على نوح، وتحيةٌ له، ومعناهُ لازمُ التحية، وهو الرضى والتقريب… وتنوينُ {سَلَامٌ} للتعظيم.

121- {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}.

قالَ في الآيةِ (80)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: مجازاةُ الله نوحاً بما عدَّهُ من النعمِ بأنَّ ذلك لأنه كان محسناً، أي: متخلِّقاً بالإِحسان، وهو الإِيمانُ الخالص. والمعنى: إنّا مثلَ ذلك الجزاءِ نجزي المحسنين. (باختصار).

122- {إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين}.

قالَ في الآيةِ (81)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: أفادَ وصفهُ بـ{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا} أنه ممن استحقَّ هذا الوصف، وقد علمتَ غيرَ مرةٍ أن وصفَ عبدٍ إذا أُضيفَ إلى ضميرِ الجلالةِ أشعرَ بالتقريبِ ورفعِ الدرجة. اقتصرَ على وصفِ العبادِ بـ{الْمُؤْمِنِين} تنويهاً بشأنِ الإِيمان، ليزدادَ الذين آمنوا إيماناً، ويقلعَ المشركون عن الشرك.

124- {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ}.

تخافون الله. (ابن كثير).

128- {إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين}.

قالَ في معناها، في الآيةِ (40) من السورة: ذِكرُ المؤمنين بوصفِ العبوديةِ المضافةِ لله تعالى تنويهٌ بهم وتقريب، وذلك اصطلاحٌ غالبٌ في القرآن، في إطلاقِ العبدِ والعبادِ مضافاً إلى ضميرهِ تعالى. و{الْمُخْلَصِينَ} صفةُ عبادِ الله، وهو بفتحِ اللامِ إذا أُريدَ الذين أخلصهم الله لولايته، وبكسرها أي: الذين أخلصوا دينهم لله. (باختصار)

129- {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِين}.

أشارَ إلى تقدُّمِ نظيرِ هذه الآياتِ عند ذكرِ نوحٍ عليه السلامُ في هذه السورة (الآيات 78 – 81).

قالَ ما ملخصه: التَّركُ حقيقتهُ تخليفُ شيءٍ والتخلي عنه، وهو هنا مرادٌ به الدوام، على وجهِ المجازِ المرسلِ أو الاستعارة. وشرَفَ الله نوحاً بأن أبقَى نعمهُ عليه في أممٍ بعده. أي: تركنا ثناءً عليه، ويجوزُ أن يرادَ بقاءُ حسنِ ذكرهِ بين الأمم.

130- {سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِين}.

قالَ في الآيةِ (79)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: إنشاءُ ثناءِ الله على نوح، وتحيةٌ له، ومعناهُ لازمُ التحية، وهو الرضى والتقريب… وتنوينُ {سَلَامٌ} للتعظيم.

131- {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين}.

قالَ في الآيةِ (80)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: مجازاةُ الله نوحاً بما عدَّهُ من النعمِ بأنَّ ذلك لأنه كان محسناً، أي: متخلِّقاً بالإِحسان، وهو الإِيمانُ الخالص. والمعنى: إنّا مثلَ ذلك الجزاءِ نجزي المحسنين. (باختصار).

132- {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين}.

قالَ في الآيةِ (81)، وهي عن نوحٍ عليه السلام: أفادَ وصفهُ بـ{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا} أنه ممن استحقَّ هذا الوصف، وقد علمتَ غيرَ مرةٍ أن وصفَ عبدٍ إذا أُضيفَ إلى ضميرِ الجلالةِ أشعرَ بالتقريبِ ورفعِ الدرجة. اقتصرَ على وصفِ العبادِ بـ{الْمُؤْمِنِين} تنويهاً بشأنِ الإِيمان، ليزدادَ الذين آمنوا إيماناً، ويقلعَ المشركون عن الشرك.

134- {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِين}.

… من العذابِ الذي أحللناهُ بقومه، فأهلكناهم به. (الطبري).

135- {إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِين}.

إلا عجوزاً في الباقين في العذاب، أو الماضين الذين قد هلكوا. (فتح القدير). وهي امرأةُ لوط. (الطبري). وكان نكاحُ الوثنياتِ والإقامةُ عليهنَّ جائزًا في شريعته. (روح البيان). والعجوزُ سمِّيتْ لعجزها في كثيرٍ من الأمور. (مفردات الراغب).

136- {ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِين}.

ثم قذفناهم بالحجارةِ من فوقهم، فأهلكناهم بذلك. (الطبري).

140- {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}.

السفينة. (الطبري وغيره).

148 {فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِين}.

فمتَّعهم الله في الدنيا إلى حينِ انقضاءِ آجالهم ومنتهَى أعمارهم. (فتح القدير).

149- {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُون}.

قالَ في مثلها، في الآيةِ (11) من السورة: ضميرُ الخطابِ منه موجَّهٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أي: فسَلْهم، وهو سؤالُ محاجَّةٍ وتغليط. والاستفتاء: طلبُ الفتوى، بفتحِ الفاءِ وبالواو، ويقال: الفُتْيَا، بضمِّ الفاءِ وبالياء. وهي إخبارٌ عن أمرٍ يخفَى عن غيرِ الخواصِّ في غرضٍ ما…

152- {وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}

يقولون إنَّ اللهَ ولَدَ ولهُ ذرِّيَّة! (الواضح).

160- {إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين}.

قالَ في معناها، في الآيةِ (40) من السورة: {الْمُخْلَصِينَ} صفةُ عبادِ الله، وهو بفتحِ اللامِ إذا أُريدَ الذين أخلصهم الله لولايته، وبكسرها أي: الذين أخلصوا دينهم لله.

163- {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيم}.

إلا من قدَّرَ الله أنه سيدخلُ النار، أي: سبقَ له في علمِ الله الشقاوة. (البغوي).

178- {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}.

قالَ في تفسيرِ قولهِ تعالَى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} الآية (174) مِن السورةِ نفسِها: التولِّي حقيقتهُ المفارقة، كما تقدَّمَ في قصةِ إبراهيم {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} [سورة الصافات: 90]، واستُعمِلَ هنا مجازاً في عدمِ الاهتمامِ بما يقولونه، وتركِ النكدِ من إعراضهم.

179- {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ}.

فسَّرها في الآيةِ (175) من السورةِ {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُون} بقوله: أي: تأمَّلْ أحوالهم ترَ كيف ننصركَ عليهم.

180- {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}.

{عَمَّا يَصِفُونَ} من الولدِ والصاحبةِ والشريك. (النسفي).

181- {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}.

أي: سلامُ الله عليهم في الدنيا والآخرة، لسلامةِ ما قالوهُ في ربِّهم وصحَّتهِ وحقِّيته. (ابن كثير).

وقالَ صاحبُ الأصلِ في الآيةِ (79) من السورة، وهي عن نوحٍ عليه السلام: إنشاءُ ثناءِ الله على نوح، وتحيةٌ له، ومعناهُ لازمُ التحية، وهو الرضى والتقريب… وتنوينُ {سَلَامٌ} للتعظيم.

182- {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

 والحمدُ لله ربِّ الثَّقلَين الجنِّ والإنس، خالصاً دونَ ما سواه، لأن كلَّ نعمةٍ لعبادهِ فمنه، فالحمدُ له خالصٌ لا شريكَ له، كما لا شريكَ له في نعمهِ عندهم، بل كلُّها من قِبَله، ومن عنده. (الطبري).

وقالَ صاحبُ الأصلِ عند تفسيرِ سورةِ الفاتحة، ما مختصره: يخبرُ أن المستحقَّ للحمدِ هو الله عزَّ وجلّ، وفيه تعليمُ الخلق، تقديره: قولوا: الحمدُ لله. والحمدُ يكونُ بمعنى الشكرِ على النعمة، ويكونُ بمعنى الثناءِ عليه بما فيه من الخصالِ الحميدة. والربُّ يكونُ بمعنى المالك، كما يقالُ لمالكِ الدار: ربُّ الدار. ويقال: ربُّ الشيءِ إذا ملكه، ويكونُ بمعنى التربيةِ والإِصلاح، يقال: ربَّ فلانٌ الضيعةَ يَرُبُّها إذا أتمَّها وأصلحها، فهو ربّ، مثلُ طبَّ، وبَرَّ. فالله تعالى مالكُ العالمين ومربِّيهم، ولا يقالُ للمخلوقِ هو الربُّ معرَّفاً، إنما يقال: ربُّ كذا، مضافاً، لأن الألفَ واللامَ للتعميم، وهو لا يملكُ الكلّ. و{الْعَالَمِين} جمعُ عالَم، لا واحدَ له من لفظه. قالَ ابنُ عباس: هم الجنُّ والإِنس؛ لأنهم المكلَّفون بالخطاب.

سورة ص

5- {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا}.

أي: صيَّرها إلهاً واحداً، وقصرها على الله سبحانه؟ (فتح القدير)، أنكرَ المشركون ذلك، قبَّحهم الله تعالى، وتعجَّبوا من تركِ الشركِ بالله، فإنهم كانوا قد تلقَّوا عن آبائهم عبادةَ الأوثان، وأشربتهُ قلوبهم، فلمّا دعاهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلى خلعِ ذلك من قلوبهم، وإفرادِ الإلهِ بالوحدانية، أعظموا ذلك، وتعجَّبوا، وقالوا: {أَجَعَلَ ٱلأَلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}! (ابن كثير).

11- {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الأَحْزَاب}.

يعني من أحزابِ إبلـيسَ وأتبـاعهِ الذين مضَوا قبلهم. (الطبري).

12- {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ}.

{قَوْمُ نُوحٍ} أي: كذَّبوا نوحًا، وقد دعاهم إلى الله وتوحيدهِ ألفَ سنةٍ الا خمسين عامًا، {وَعَادٌ}: قومُ هود. (روح البيان).

13- {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ}.

{وَثَمُودُ}: قومُ صالح. (روح البيان).

{وَقَوْمُ لُوطٍ}: أصرُّوا على فاحشةِ اللِّواطِ وكذَّبوا نبيَّهم.

18- {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاق}.

ذكرَ أن تسخيرَ الجبالِ مرَّ في سورةِ الأنبياء {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} (الآية 79). وعُرِفَ هناك أن تأويبَ الجبالِ معه هو معنى تسخيرها له. قال: فيكونُ المعنى: أن داودَ كان إذا سبَّحَ بين الجبالِ سمعَ الجبالَ تسبِّحُ مثلَ تسبيحه.  ثم قال: وفي هذا التسخيرِ للجبالِ والطيرِ – مع كونهِ معجزةً له – كرامةٌ وعنايةٌ من الله به، إذ آنسَهُ بتلك الأصواتِ في وحدتهِ في الجبال، وبُعدهِ عن أهلهِ وبلده.

22- {قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ}.

أي: نحن فريقان متخاصمان، على تسميةِ مصاحبِ الخصمِ خصمًا تجوزًا. والحاصلُ أنه أُطلِقَ لفظُ الخصمِ فيما سبقَ على الجمع، بدليلِ {تَسَوَّرُوا}، ثم ثنَّى بتأويلِ الفريق، وهم وإن لم يكونوا فريقين، بل شخصين اثنين، بدليلِ {إِنَّ هَذَا أَخِي} الآية، لكنْ جُعِلَ مصاحبُ الخصمِ خصمًا، فكانا بمن معهما فريقين من الخصوم، فحصلَ الانطباقُ بين صيغةِ التثنيةِ في قوله: {خَصْمَانِ}، وبين ما مرَّ من إرادةِ الجمع. (روح البيان).

وهناك حديثٌ عن الخصمين عند تفسيرِ الآيةِ (24). وفيه تقديمٌ وتأخير.

23- {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ}.

{أَخِي} في الدين، أو في الصحبة. والتعرُّضُ لذلك تمهيدٌ لبيانِ كمالِ قبحِ ما فعلَ به صاحبه.

والنعجة: هي الأنثى من الضأن… (روح البيان).

39- {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَاب}.

امنعْ منه. (روح البيان).

40- {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ نظيرهُ في قصةِ داودَ عليه السلام (الآية 25 من السورة)، قالَ ما ملخصه: الزلفَى: القُربى. وتأكيدُ الخبرِ لإِزالةِ توهُّمِ أن الله غضبَ عليه إذ فتنه. والمآبُ هو الرجوع. والمرادُ به الرجوعُ إلى الآخرة. وسمِّيَ رجوعاً لأنه رجوعٌ إلى الله، وحُسنُ المآبِ حُسنُ المرجع، وهو أن يرجعَ رجوعاً حسناً عند نفسهِ وفي مرأى الناس، أي: له حسنُ رجوعٍ عندنا، وهو كرامةٌ عند الله يومَ الجزاء، أي: الجنةُ يؤوبُ إليها.

44- {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب}.

{ضِغْثًا}: وهو ما يجمعُ من شيء، مثلُ حزمةِ الرُّطْبة، وكملءِ الكفِّ من الشجرِ أو الحشيشِ والشماريخ، ونحو ذلك مما قامَ على ساق.

{وَلاَ تَحْنَثْ}: لتَبرَّ في يمينِكَ التي حلفتَ بها عليها أن تضربها {وَلا تَحْنَثْ}، يقول: ولا تحنَثْ في يمينك.

{إِنَّهُ أَوَّاب}: إنه على طاعةِ اللهِ مُقبل، وإلى رضاهُ رجّاع. (الطبري).

والحنث: الإثم، ويطلقُ على فعلِ ما حلفَ على تركه. (فتح القدير)، وتركِ ما حلفَ على فعله، من حيث إن كلَّ واحدٍ منهما سببٌ له. (روح البيان).

49- {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ}.

يخبرُ تعالَى عن عبادهِ المؤمنين السعداء، أنَّ لهم في الدارِ الآخرةِ {لَحُسْنَ مَآَبٍ}، وهو المرجِعُ والمنقلَب. (ابن كثير). {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ}: الذين اتَّقَوا الله فخافوه، بأداءِ فرائضه، واجتنابِ معاصيه. (الطبري).

وقد ذكرَ مؤلفُ الأصلِ عند تفسيرِ الآيةِ (25) من السورة، وهي عن نوحِ عليه السلام، أن (حُسنَ المآبِ) يعني حُسنَ المرجع، وهو أن يرجعَ رجوعاً حسناً عند نفسهِ وفي مرأى الناس، أي: له حسنُ رجوعٍ عندنا، وهو كرامةٌ عند الله يومَ الجزاء، أي: الجنةُ يؤوبُ إليها.

50- {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ}.

أي: إذا وصلوا إليها وجدوها مفتوحةَ الأبواب، لا يحتاجون إلى فتحٍ بمعاناة، ولا يلحقهم ذلُّ الحجاب، ولا كلفةُ الاستئذان، تستقبلهم الملائكةُ بالتبجيلِ والترحيبِ والإكرام، يقولون: {سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [سورة الرعد: 24]. وقيل: هذا مثلُ كما تقول: متى جئتني وجدتَ بابي مفتوحًا، لا تُمنَعُ من الدخول. فإن قيل: ما فائدةُ العدولِ عن الفتحِ إلى التفتيح؟ قلنا: المبالغة، وليستْ لكثرةِ الأبواب، بل لعظمها، كما وردَ من المبالغةِ في وسعها وكثرةِ الداخلين. (روح البيان).

51- {مُتَّكِئِينَ فِيهَا}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في سورةِ يس (الآية 56). قالَ هناك: هو جلوسُ المتطلبِ للراحةِ والإِطالة، وهو جلسةُ أهلِ الرفاهية.

55- {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآب}.

لسوءَ منقلبٍ ومرجع. (ابن كثير).

56- {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ}.

أي: يدخلونها، فتغمرهم من جميعِ جوانبهم. (ابن كثير).

57- {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاق}.

 قالَ في معنى الكلمةِ عند تفسيرِ الآيةِ (35) من سورةِ التوبة {فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُون}: الذوق: مجازٌ في الحسِّ بعلاقةِ الإطلاق.

وقالَ العلّامة إسماعيل حقي هنا: الذوق: وجودُ الطعمِ بالفم، وأصلهُ في القليل، لكنه يصلحُ للكثير، الذي يقالُ له الأكل، وكثرَ استعمالهُ في العذابِ تهكمًا. (روح البيان).

64- {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}.

تراجعُ أهلِ النار، ولعنُ بعضهم بعضاً، ودعاءُ بعضهم علـى بعض. (الطبري).

65- {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ}.

 رسولٌ منذرٌ من جهتهِ تعالى، أُنذركم واحذِّركم عذابَهُ على كفركم ومعاصيكم. (روح البيان).

70- {إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

ظاهرُ النذارةِ والنبوةِ بالدلائلِ الواضحة. (روح البيان).

72- {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}

قالَ في تفسيرها، في الآيةِ (29) مِن سورةِ الحِجر (مختصرًا): التسوية: تعديلُ ذاتِ الشيء. وقد أُطلقتْ هنا على اعتدالِ العناصرِ فيه واكتمالها، بحيث صارتْ قابلةً لنفخِ الروح. والنفخُ حقيقتهُ إخراجُ الهواءِ مضغوطاً بين الشفتين مضمومتين كالصفير، واستعيرَ هنا لوضعِ قوةٍ لطيفةِ السريان، قويةِ التأثيرِ دفعةً واحدة، وليس ثمةَ نفخٌ ولا منفوخ… وإسنادُ النفخِ وإضافةُ الروحِ إلى ضميرِ اسمِ الجلالةِ تنويهٌ بهذا المخلوق. {فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}: اُسقُطوا له ساجدين. وهذه الحالُ لإفادةِ نوعِ الوقوع، وهو الوقوعُ لقصدِ التعظيم.

73- {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}.

قالَ في تفسيرِها، في الآيةِ (29) مِن سورةِ الحِجر: عنوانٌ على طاعةِ الملائكة. و{كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} تأكيدٌ على تأكيد، أي: لم يتخلَّف عن السجودِ أحدٌ منهم.

74- {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.

غيرَ إبلـيس, فإنهُ لـم يسجد, استكبرَ عن السجودِ له تعظُّمًا وتكبُّرًا. (الطبري).

79- {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

قالَ في تفسيرها، في الآيةِ (36) مِن سورةِ الحِجر (مختصرًا): سؤالهُ النظِرةَ بعد إعلامهِ بأنه ملعونٌ إلى يومِ الدينِ فاضَ به خبثُ جبلَّته، البالغِ نهايةَ الخباثة، التي لا يشفيها إلا دوامُ الإفسادِ في هذا العالم، فكانت هذه الرغبةُ مجلبةً لدوامِ شقوته. وخاطبَ اللهَ بصفةِ الربوبيةِ تخضُّعاً وحثًّا على الإجابة. والإنظار: الإمهالُ والتأخير، والمراد: تأخيرُ إماتته.

80- {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}

قالَ في تفسيرها، في الآيةِ (15) مِن سورةِ الأعراف (ملخصًا): أي: إنك من المخلوقاتِ الباقية. وإنظارهُ أمرٌ قضاهُ الله وقدَّرَهُ من قبلِ سؤاله، أي: تحقَّقَ كونُكَ من الفريقِ الذين أُنظِروا إلى يومِ البعث، أي أن الله خلقَ خلقاً وقدَّرَ بقاءهم إلى يومِ البعث، فكشفَ لإبليسَ أنه بعضٌ من جملةِ المنظَرين من قبلِ حدوثِ المعصيةِ منه، وأن الله ليس بمغيِّرٍ ما قدَّرَهُ له. فجوابُ الله تعالى لإبليسَ إخبارٌ عن أمرِ تَحقَّق، وليسَ إجابةً لطلبةِ إبليس، لأنه أهونُ على الله من أن يجيبَ له طلباً.

81- {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم}.

الذي قدَّرَهُ الله وعيَّنَهُ لفناءِ الخلائق، وهو وقتُ النفخةِ الأولى. (روح البيان، البغوي).

83- {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}

قالَ في تفسيرها، في الآيةِ (40) مِن سورةِ الحِجر: استثنى منهم عبادَ الله المخلصين؛ لأن عزيمتَهُ منصرفةٌ إلى الإغواء. وقُرىء {الْمُخْلَصِينَ} – بفتحِ اللام – لنافع وحمزة وعاصم والكسائي، على معنى: الذين أخلصتَهم وطهَّرتهم. و – بكسرِ اللام – لابن كثير وابن عامر وأبي عمرو، أي: الذين أخلَصوا لكَ في العمل. (باختصار).

سورة الزمر

3- {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء}.

أربابًا أوثانًا، كالملائكةِ وعيسى وعُزير والأصنام. (روح البيان).

6- {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}.

{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}: ذُكرت في الآيتين 143، 144 من سورةِ الأنعام، وهي: الزوجانِ مِن كلٍّ مِن الضأنِ والمعزِ والإبلِ والبقر.

8- {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ نظيرُ هذه الآيةِ في سورةِ الروم {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ} (الآية 33)، ومما قالَهُ هناك محررًا: يدعون الله إذا أصابهم خفيفُ ضُرّ، بَلْهَ الضرُّ الشديد. أي: فرَّقوا دينهم وكانوا شيعاً، وإذا مسَّهم ضرٌّ فدعوا الله وحدَهُ فرحمهم، عادوا إلى شركهم وكفرهم نعمةَ الذي رحمهم.

والإنابةُ إلى الله: الرجوعُ إليه.

والضُرّ: سوءُ الحالِ في البدنِ أو العيشِ أو المال.

والمسّ: مستعارٌ للإصابة.

11- {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}.

أي: إنما أُمِرتُ بإخلاصِ العبادةِ لله وحدَهُ لا شريكَ له. (ابن كثير).

مخلصاً له التوحيد، لا أشركُ به شيئاً. (البغوي).

13- {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.

قلْ يا محمدُ لهم: إني أخافُ إن عصيتُ ربي فيما أمرني به من عبادته، مخلصاً له الطاعة، ومفردَهُ بالربوبية، {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيـمٍ} يعني: عذابَ يومِ القيامة, ذلكَ هو اليومُ الذي يعظمُ هَوله. (الطبري).

14- {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي}.

قلْ يا محمَّدُ لمشركي قومِك: اللهَ أعبدُ مخلصًا, مُفرِدًا له طاعتي وعبادتي, لا أجعلُ له في ذلكَ شريكًا, ولكني أُفرِدهُ بـالألوهة, وأبرأُ ممّا سواهُ مِن الأندادِ والآلهة. (الطبري).

17- {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا}.

 كأنه قال: اجتنَبوا عبادةَ الطاغوت. (فتح القدير).

21- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء}.

أشارَ إلى تقدُّمِ نظيرهِ في سورةِ الأنعام {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} (الآية 99). قالَ هناك: ماءُ المطرِ يتكوَّنُ في طبقاتِ الجوِّ العُليا الزمهريريةِ عند تصاعدِ البخارِ الأرضيِّ إليها، فيصيرُ البخارُ كثيفاً، وهو السّحاب، ثم يستحيلُ ماء. فالسماءُ اسمٌ لأعلى طبقاتِ الجوّ، حيثُ تتكوَّنُ الأمطار.

27- {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}.

قالَ في تفسيره، في الآيةِ (89) من سورةِ الإسراء: تنوينُ {مَثَلٍ} للتعظيمِ والتشريف، أي: من كلِّ مثلٍ شريف. والمراد: شرفهُ في المقصودِ من التمثيل. و {مِنْ} في قوله {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}. للتبعيض، و {كُلِّ} تفيدُ العموم، فالقرآنُ مشتملٌ على أبعاضٍ من جميعِ أنواعِ المثَل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى