كتاباتكتابات مختارة

في الصميم | الاسلام السياسي !!!

لماذا استحدث الغرب وتبعهم ليبراليوا العرب (مصطلح الاسلام السياسي) وبصورة التنفير ، رغم أنه يعني السيادة والاستقلال السياسي؟؟
الجواب كتبه د. مصطفى محمود -رحمه الله- في كتابه “الإسلام السياسي والمعركة القادمة” قبل وفاته، وكان مما قال :
حينما يصرِّح الساسة في الغرب ، بأنهم لا يعادون الإسلام، وأنهم ليسوا ضد الإسلام كدين فإنهم يكونون صادقين بوجه من الوجوه‼
إذ لا مانع عندهم أبداً من أن نصلي ونصوم ونحج ونقضي ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والابتهال والدعاء ، ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف ما نشاء في المساجد ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له❗
فهم لايعادون الإسلام المعزول عن الحياة❗
إسلام الشعائر والعبادات والزهد❗
ولا مانع عندهم في أن تكون لنا الآخرة كلها
فهذا أمر لا يهمهم❗
ولا يفكرون فيه❗
بل ربما شجعوا على التصوف والاعتزال وحالفوا مشايخ الطرق الصوفية ودافعوا عنهم‼
ولكن خصومتهم وعداءهم هي للإسلام الآخر ‼
الإسلام الذي ينازعهم السلطة في :
( توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى )‼
الإسلام الذي ينازعهم الدنيا، ويطلب لنفسه موقع قدم فى حركة الحياة‼
الإسلام الذي يريد أن يشق شارعاً ثقافياً آخر ، ويُرسي قيماً أخرى في التعامل ونماذج أخرى من الفن والفكر‼
الإسلام الذى يريد أن ينهض بالعلم والاختراع والتكنولوجيا‼
ولكن لغايات أخرى غير التسلط والغزو والعدوان والسيطرة‼
الإسلام السياسي: الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الاجتماعي والإصلاح الحضاري والتغيير الكوني❗
هنا لا مساومة❗
ولا هامش سماح❗
وإنما حرب ضروس❗
هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص⁉
وقد يأتيك الرصاص من داخل بلدك الإسلامي نفسه‼
النمط الغربي للحياة تحول الآن إلى قلعة مسلحة ترفض أي منافس أو بديل⁉
والصدام هو قَدَر كل من يحاول أن يخرج بالإسلام من دائرة المسجد، ويسعى به خارج التكية الصوفية

 

 

(المصدر: كتاب “الإسلام السياسي والمعركة القادمة” / ص١٧، ١٨، للدكتور مصطفى محمود -رحمه الله-)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى