تقارير وإضاءات

مسلمو نيجيريا يواجهون مثلث الفقر والتّشييع والتنصير

إعداد عماد عنان

تُعدّ دولة نيجيريا واحدة من أكبر البلدان الإسلامية في قارة إفريقيا، إذ تبلغ نسبة المسلمين فيها قرابة 75% من إجمالي عدد السكان الذي يتجاوز 160 مليون نسمة، وقد وصل الإسلام إلى هذه الدولة في وقت مبكر عن طريق التجارة، ومن خلال علاقات الجوار مع دول شمال إفريقيا والسودان.

ورغم أنّ نيجيريا من أغنى الدول الأفريقيّة، إلا أنّ عدم الاستقرار السياسيّ انعكس سلبًا عليها، وعلى واقع المسلمين فيها، وهو ما أشار إليه الداعية النيجيري محمد نذير، الذي أكد أن أغلب مسلمي نيجيريا يُعانون من الفقر والفاقة، إذ يعتمدون في كسب عيشهم على بيع الخشب المتعفِّن الذي يُلقي به التجار في المزابل، كما أنّ كثيراً من الأحياء الإسلامية تنقصها خدمة الصَّرف الصحيّ والكهرباء.

محمد نذير الذي تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، كشف لـ “الملتقى الفقهي” عن حقيقة أن المعونات الخليجية لاسيما السعودية التي كانت تصلهم عبر كثيرٍ من المؤسسات الخيرية، ظلّت لفترات طويلةٍ هي الضامن الوحيد بعد الله عزّ وجلّ لبقاء المسلمين على قيد الحياة، حيث كانت توفر لهم الحد الأدني من الحياة الكريمة، بيد أنّ ما يُسمّى بالحرب على الإرهاب أغلق هذه القناة الحيويّة، وتركهم في مهب الريح يعانون من قبل التَّنصريين والروافض.

وفيما يتعلّق بواقع الدعوة الإسلاميّة في نيجيريا، عبّر الداعية النيجيري نذير عن أسفه، لما يعانيه كثيرٌ من الدعاء من الإدراك السّليم لفقه الواقع، الأمر الذي يؤدي إلى إيقاع المسلمين في براثن التطرف في الرأي، والتشدق بمعتقد معين، دون أي اعتبارٍ لما يقتضيه الواقع، ممّا أباحه الشرع في شأن كثير من المتطلبات الحيويّة.

واعتبر محمد نذير أنّ المخاطر التي تحيط بالمسلمين في نيجيريا في الظرف الراهن، يأتي على رأسها: الفقرُ المدقع الممنهج، حيث يُعاني مسلمو نيجيريا من ضعف المساعدات الإسلاميّة ، إذ لا يوجد في جنوب نيجيريا على سبيل المثال أيّة مؤسسة خيرية إسلامية، تقدم أيّ دعم مادي أو معنوي للمسلمين، بينما نجد المئات من المؤسسات غير الإسلامية المخصّصة لدعم غير المسلمين دعماً ماديّاً و معنويا بلا حدود.

أمّا الخطر الأكبر الذي يواجه المسلمين في نيجيريا بعد  الفقر المدقع، بل والذي يوظف هذا الفقر المدقع ليكون أحد أهمّ أسلحته، فهو خطر التشيع، وقد أكّد محمد نذير أنّ دولة إيران تُلاحق المسلمين وعلماءهم و مثقفيهم بكل الطرق والسبل لمحاربة دينهم و قوَّتهم.

 وأمّا خطر التنصير فيواجهه المسلمون في كل مكان في نيجيريا، وهو خطر قديم وجديد متجدّد، وقد اشتدّ عودهُ بعد ما يُسمّى بالحرب على الإرهاب، متمثلاً في سيطرة النصارى ومن يدور بفلكهم على جميع الشّركات و المؤسَّسات الحكومية في جنوب نيجيريا، حيث يعسر على المسلم العادي أن يحصل على فرصة عمل في أيِّ مؤسَّسة حكوميّة أو غير حكومية، مهما يكن مؤهلاً، ما دام يحمل اسمه الإسلاميّ إلا إذا تنصّر، و تخلى عن دينه و أبناء جلدته من المسلمين.

 وفي الختام وجه الأخ محمد نذير نداءً إلى إخوانه المسلمين، في كلّ مكان، أن لا تتركوا إخوانكم في نيجيريا يقعون ضحيّةً للمخطّطات التنصيريّة والتشييعيّة.

(المصدر: الملتقى الفقهي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى