تقارير وإضاءات

رهان التطبيع.. أنسنة الاحتلال في وعي العرب

عندما سيطر الجيش على مقاليد الحكم في مصر مطلع صيف 2013؛ واكبت محطات إسرائيلية الحدث من الميدان. فوجئ المتابعون يومها بشابة مصرية تتكلم العبرية بطلاقة، وتتحدث للإسرائيليين بحفاوة عن أهمية ما يجري، بما أوحى بتدشين تقارب مصري/إسرائيلي حميم.

لا تنهض مواقف مفتعلة كهذه شاهداً على توجهات شعب عربي معروف بمناهضة الاحتلال الإسرائيلي، لكنّ سطوتها الدعائية تهيْمن على الأذهان. وتتضخم السطوة مع حرص الدعاية الثقافية الإسرائيلية على إظهار نجاحات مزعومة في تجاوز عزلة تاريخية عن منطقة غُرِس الاحتلالُ فيها، مع اعتبار رفع مستوى التطبيع مؤشراً على رسوخ التجربة الاحتلالية واستدامتها.

من الإذاعة إلى التشبيك
لجأ الاحتلال في زمن مضى إلى توظيف وسائط إعلامية عن بُعد لمخاطبة العالم العربي، فاقتطعت “صوت إسرائيل” بالعربية حصة من الاستماع، ثم اضمحلت مع صعود الفضائيات الإخبارية العربية التي حاول الاحتلال محاكاتها بقنوات مرئية دون جدوى.

عمدت تلك الإذاعة إلى بث برامج إخبارية متعددة ومحشوة بمضامين اجتماعية وصحية، مع استمالة المستمعين إلى أثير “راديو العدو” بأغاني مشاهير الطرب العربي.

بثّت المحطة حصصاً لتعليم العبرية، ثم طوّرت دعايةُ الاحتلال الثقافية وسائطَ تعليمها عبر الإنترنت ثم مواقع التواصل الاجتماعي. حققت الشبكات اقتراباً تواصلياً يستدرج الجمهور إلى معايشة تتيحها التفاعلية المتبادلة ضمن مجتمع متحلِّق افتراضياً حول اهتمام مشترك، خلافاً لأحادية الاتجاه في معادلة البث والتلقي في زمن الإذاعة.

“ليس غريباً بالتالي أن تحرص الدعاية الإسرائيلية على كسب جمهرة من المتابعين العرب لصفحاتها وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بما يمنح انطباعاً مضللاً بقبول الاحتلال في محيطه العربي، رغم أنّ المتابعة لا تعني الإقرار بالتوجهات والقبول بالمضامين؛ فقد يمليها الفضول والرغبة في الاطلاع والمشاكسة مثلاً”

يأتي تعليم اللغات مدخلاً تقليدياً للدعاية الثقافية والدبلوماسية الشعبية، وقد راهن عليه الاحتلال بوضوح. وقد عرف العالم العربي تعليم العبرية من مداخل ثلاثة أساسية، هي: الدراسات الجامعية، وتعليمها بكتب ودورات تحت شعار “اعرف عدوك”، ثم ترويجها بمقاصد تطبيعية بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفد (1979).

واقتصرت أولا على مصر، ثم توسعت في زمن التسوية خلال النصف الأول من التسعينيات، وانفتحت آفاقها على العالم العربي بروحية تطبيعية نسبياً.

لم ينقطع العرب في غضون ذلك عن مواكبة مضامين إعلامية إسرائيلية، فنشر مقالات وتقارير عبرية مترجمة ظلّ تقليداً في وسائل إعلام عربية خصصت مساحات لنشرها، حتى نشأت معرفة بأسماء معلقين وكتاب إسرائيليين، ظهر بعضهم لاحقاً على شاشات عربية في زمن الفضائيات.

ومع تطوّر تقنيات الاتصال والتشبيك الإلكتروني؛ اندفعت جهود التطبيع الإسرائيلية -كما هو متوقع- إلى الفضاء الشبكي وتطبيقات الأجهزة، وفي إنتاج المحتوى الإعلامي والثقافي من خلال المتحدثين والمواد المتعددة.

ومع هذا التحوّل؛ نشأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة غير مسبوقة من التعامل المباشر بين أوساط من الجمهور العربي ومسؤولي الاحتلال، بلغ حد المعايشة الافتراضية بما يتخللها من محادثات وتعليقات متبادلة ونسج أواصر أحياناً.

ليس غريباً بالتالي أن تحرص الدعاية الإسرائيلية على كسب جمهرة من المتابعين العرب لصفحاتها وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بما يمنح انطباعاً مضللاً بقبول الاحتلال في محيطه العربي، رغم أنّ المتابعة لا تعني الإقرار بالتوجهات والقبول بالمضامين؛ فقد يمليها الفضول والرغبة في الاطلاع والمشاكسة مثلاً.

لكنّ مسؤولي الاحتلال ومتحدثيه بالعربية يسجِّلون حضوراً متنامياً في منصات التواصل، بما يعني تموضعهم ضمن المشهد الشبكي “العربي” الذي يمثل تطوّراً غير مسبوق أتاحه زمن التشبيك، بغضّ النظر عن قدراتهم الإقناعية.

ويلحق بذلك تداوّل مقاطع ومواد ووصلات من إنتاج جهات دعائية إسرائيلية، وإن جرى هذا غالباً في سياق استهجانها أو التنديد بها. وتنتصب مقاطع “التهنئة بالمناسبات الإسلامية” شاهداً واضحاً على هذا المنحى، إذ يتم تدويرها لأنّ بعض الجمهور العربي يرى فيها مادة استثنائية مستهجَنة أو طريفة.

وتتزايد الصفحات والحسابات الشبكية والتواصلية المكرّسة للتطبيع الثقافي، خاصة عبر مصيدة تعلّم العبرية، ومن شأنها أن تستقطب بعض دارسي اللغات والمهتمين بها، على نحو يستعملهم في إذكاء هذه الصفحات والحسابات النشطة وإنعاشها، مع تقديم الاحتلال من نافذة ثقافية ودية.

مقاطع أدرعي مثالاً
إنّ طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي المتفلتة من التزامات وسائل الإعلام التقليدية؛ جعلتها منصّة ملائمة لمضامين متعددة، من بينها مضامين تطبيعية صادمة هي غالباً نتاج حسابات موجَّهة ومزيّفة وجيوش إلكترونية. ويزيد جاذبية ترويج مضامين كهذه ما تحرزه المضامين الصادمة من اهتمام واسع وتداول عريض يغريان بالإقدام على رؤيتها.

يتحدث الناطق باسم جيش الاحتلال بالعربية أفيخاي أدرعي لغة عربية بلكنة خاصة، ويظهر في الشاشات والشبكات بأقنعة متعددة؛ فهو يباشر تبرير القصف وتسويغ جرائم الحربفي زمن العدوان عبر حشد مقولات ذرائعية صاغتها منظومة الدعاية الإسرائيلية، لكنه يرتدي قناع الابتسامة المفتعلة والتودد المتصنَّع في الأعياد والمناسبات، عبر مقاطع يظهر فيها ببزته العسكرية مخاطباً العرب والمسلمين بالتهاني المشفوعة بمفاجآت للوعي.

“في مسعاها لتكييف الوعي وإخضاعه؛ تعمد الدعاية الإسرائيلية إلى زرع بذور الشك في قناعات سائدة عبر العالم العربي، من خلال تضمين عناصر وإشارات قد لا تكون ملحوظة تستهدف تقويض تصورات مستقرة في الوعي الجمعي العربي. إنّ الإلحاح على تقديم العربي الذي يشعر بالانتماء إلى “دولة إسرائيل” ويخدم جيشها وسياستها هو مثال فقط على ذلك رغم أنه استدعاء انتقائي”

لا يقتصر أدرعي على الإدلاء بالتصريحات؛ بل ينبري لمخاطبة العرب بمقاطع ونصوص مخصصة للمناسبات السعيدة، مثل رمضان والأعياد.

تراهن هذه الإطلالات على كسر الحاجز النفسي واختزال المسافة المعنوية بين شعوب العرب وجيش الاحتلال، مع إرباك التصور النمطي التقليدي عبر محاولة “أنسنة العدو”، وعقد ارتباط شرطي بين رموز جيش الاحتلال والمناسبات السعيدة، والرسالة هي “لسنا كما تظنّون”.

ومع تكرار المقاطع والإطلالات يتضح الحرص على استعمال أسلوب التكرار والتثبيت الذي تعتمده الجهود الدعائية التقليدية. لكن هذه الإطلالات تنطوي على تناقضات جسيمة بإظهار الاحترام للعرب والمسلمين وإنكار الشعب العربي المباشر، أي فلسطينوشعبها.

وهي تراهن على تقديم أطباق طعام شعبية عربية على مائدة يتصدّرها أدرعي ذاته، باعتبارها مساحة اهتمام مشتركة مع الجمهور، لكنّ المضمون يباشر مصادرتها للاحتلال بادعاء أنها أطباق إسرائيلية، بما يستفز العرب ضمناً بالمصادرة الثقافية وإنكار النسبة الأصلية.

تكشف مفارقات وتناقضات كهذه عن حدود الدعاية التي لا يسعها أن تتجاوز الإطار العام لمنطق احتلال استعلائي يبالغ في التزييف لشرعنة وجوده، وقد يعبِّر هذا عن خلل في استعمال مضامين دعائية، خاصة إن خاطب بها الاحتلالُ الفضاءَ العالمي وتجاهل حساسيتها عند الجمهور العربي.

يظهر هذا الناطق أحياناً محاطاً بجنود يتم عرضهم على أنهم عرب ومسلمون منخرطون في جيش الاحتلال بإخلاص؛ وما يستقر في الوعي هو أنه السيد الذي يتصدر المجلس ويمنحهم الإذن بتناول الطعام في وجبة الإفطار الرمضانية، بما يحاكي رؤى تجعل للاحتلال الإسرائيلي مواقع الصدارة أو الرأس في نظام إقليمي منشود؛ وفق تصوّر شمعون بيريز عن “الشرق الأوسط الجديد” أواسط التسعينيات.

وفي مسعاها لتكييف الوعي وإخضاعه؛ تعمد الدعاية الإسرائيلية إلى زرع بذور الشك في قناعات سائدة عبر العالم العربي، من خلال تضمين عناصر وإشارات قد لا تكون ملحوظة تستهدف تقويض تصورات مستقرة في الوعي الجمعي العربي.

إنّ الإلحاح على تقديم العربي الذي يشعر بالانتماء إلى “دولة إسرائيل” ويخدم جيشها وسياستها هو مثال فقط على ذلك، رغم أنه استدعاء انتقائي يتجاهل الالتزام المبدئي الواضح لدى فلسطينيي الداخل المحتل بانتمائهم وقضيتهم.

استدراج النخب العربية
واضح أنّ الاحتلال يراهن على تأثير الضغوط والصدمات على وعي الشعوب العربية في هذا المنعطف التاريخي. ففي زمن تفكّك الدول وتشظِّي المجتمعات ونشوء أولويات صراعية جديدة عبر الإقليم؛ يتقدم خطاب الاحتلال بمقولات مباشرة أو إيحائية مفادها “لسنا العدو إذن”، مشيراً في هذا السياق إلى عدو مشترك.

ومن شأن هذه الضغوط والصدمات أن تستدرج الوجدان العربي إلى استجابات باتجاه اختيارات أو تفضيلات أو قناعات لم تكن مُتوقعة في أحوال اعتيادية، مثلاً عبر مقارنات ساذجة بين طغيان أنظمة الاستبداد التي تخوض حروباً مفتوحة مع شعوبها وأساليب الاحتلال التي يقع التهوين من عدوانها في هذه السردية.

تعمل دعاية الاحتلال الإعلامية والثقافية من مداخل متعددة، فهي تنبري لمخاطبة الجماهير العربية مباشرة بوسائطها المتعددة؛ لكنها تحرص أيضاً على تهيئة أذهان النخب واستمالة وجوه وأسماء من أوساط الصفوة والناشطين.

وبينما تستهدف دبلوماسية الاحتلال الثقافية نخباً فكرية وفنية وإبداعية عربية؛ فإنّ بعض وجوهها تظهر فجأة في فلسطين المحتلة لحضور مؤتمرات وإلقاء محاضرات وتقديم عروض فنية، علاوة على صعود التطبيع السياحي بمضامينه الثقافية الطاغية.

فالحرص على استمالة نخب معينة يراهن على تأثيراتها في مجتمعاتها، مع محاولة الاشتغال على صفوة الحاضر وطلائع المستقبل، أي القيادات الشابة الصاعدة، بغض النظر عن مدى النجاح الفعلي التي تحققه دبلوماسية الاحتلال التطبيعية في هذا الشأن.

ويحصل متابعو المواقع الشبكية الإسرائيلية ذات المحتوى العربي على مواد إعلامية وموارد معلومات متجددة، وضمن هؤلاء مثقفون وإعلاميون، علاوة على أوساط من فئات الجمهور المتعددة.

وتحظى بعض المواد والصور والمقاطع برواجٍ واسع في مواقع التواصل وتطبيقات الأجهزة، بالنظر إلى محتواها المفاجئ أو الصادم الذي يبدو استثنائياً بما يزيد من ذيوعها، وإن تناقلها بعض الجمهور من باب الاستنكار أو الاستهجان أو الطرافة.

لقد طرأت خلال العقود الأربعة الماضية تحولات متلاحقة أوجدت جيوباً لدعاة التطبيع العرب الذين يتقمصون مضامين دعائية إسرائيلية. بات خطاب التطبيع تشارُكياً وفق تفاعل متبادل بين أطراف؛ منها ما يقع في الجانب العربي ومنها ما يقع في مربع الاحتلال ذاته، علاوة على أنه خطاب تحضّ عليه أطراف غربية ودولية.

ويُعدّ التطبيع غير الرسمي من مقوِّمات القوة الناعمة لنظام الاحتلال، ويندرج ضمن دبلوماسيته الشعبية لتشويش الوعي عموماً، وصولاً إلى ما يحاكي غسل الأدمغة في بعض الحالات.

وتنهض بعض الأطر والتشكيلات والمشروعات والبرامج بأدوار مهمة في هذا الاتجاه، من قبيل الملتقيات التطبيعية، وتنظيم الزيارات والجولات والاستضافات التي تتحرّى تقاليدَ الدبلوماسية الشعبية في المجالات الثقافية والفنية والإعلامية، وفي العمل الشبابي والنسائي والقطاعي والتخصصي.

وتأتي بعض وجوه التطبيع هذه تحت مظلات أوروبية وغربية أو بدعم ورعاية منها، ومنها ما يتجه إلى الشباب والناشئة لتهيئة الأجيال القادمة لتجاوز “ثقافة الصراع”، كما عبّر عنه مشروع “بذور السلام” مثلاً الذي انطلق بعد إبرام اتفاق أوسلو.

المآزق وحدود القدرة
لكنّ محاولات أخرى في الظل أفضت ببعض الوجوه إلى تصهيُنٍ متطرفٍ، فيتقمص المهزوم روح غالبه بما يحاكي “متلازمة استوكهولم” التي تتعاطف بموجبها الضحية مع جلادها.

“تواجه دعاية الاحتلال مآزق متعددة رغم خبراتها وقدراتها المشهودة، فهي تحاول استمالة العرب لكنها تستفز وعيهم بسعيها لمصادرة الأرض، وتزييف التاريخ وانتحال الثقافة ذاتها. وقد حدث شيء من هذا عندما برزت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف على البساط الأحمر في مهرجان كان السينمائي الدولي (2017)، برداء يحمل تطريزاً للقدس”

وتتعدد الشواهد على اقتناص أفراد عرب وإعادة إنتاج شخصياتهم للتحدث بمضامين إسرائيلية متطرفة؛ كما جرى مثلاً مع اثنين من أبناء القادة الفلسطينيين مثلاً، ومع وجوه أخرى عربية ينطوي سلوكها وخطابها على “مازوخية دعائية” تستعذب الهوان.

وتخوض جيوش إلكترونية مجهولة الهوية حملات لإغراق المحتوى الشبكي العربي بمضامين على هذا النحو، مع ظهور جيوب من كاتبي المقالات الذين تحتفي بهم وزارة الخارجية الإسرائيلية وتعرض نصوصهم في مواقعها ومنصاتها.

تواجه دعاية الاحتلال مآزق متعددة رغم خبراتها وقدراتها المشهودة، فهي تحاول استمالة العرب لكنها تستفز وعيهم بسعيها لمصادرة الأرض، وتزييف التاريخ وانتحال الثقافة ذاتها. وقد حدث شيء من هذا عندما برزت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف على البساط الأحمر في مهرجان كان السينمائي الدولي (2017)، برداء يحمل تطريزاً للقدس.

كانت الرسالة موجهة إلى العالم لكنها استنفرت موجة ارتدادية عربية ساخطة، أعادت تصميم الرداء ذاته في الشبكات لإظهار واقع الاحتلال من خلاله. إنها حدود القدرة الدعائية ومراهناتها على خيارات غير مأمونة العواقب.

وإذ يسعى الاحتلال لتوظيف التشبيك الإلكتروني والتقنيات المتجددة للعبور إلى العقول والقلوب؛ فإنه يواجه مقاومة جارفة في هذه الوسائط والمنصات، التي تحقق فرصاً غير مسبوقة لإدراك واقع الاحتلال ومعايشته دون مساحيق تجميل، ولتطوير خيارات التضامن مع فلسطين أيضاً.

تنجح دبلوماسية الاحتلال الدعائية في استمالة عناصر من بعض المكونات المجتمعية، لكنها تستفز الوعي المجتمعي العريض الذي يستشعر دخول العامل الإسرائيلي على خط التناقضات الداخلية.

وتجلى ذلك في بعض الملفات الانفصالية ونزعات التفكيك، عندما حمل ناشطون مرتبطون بأذرع الاحتلال أعلامه في جنوب السودان بعد انفصالها (2011) وخلال استفتاء كردستان (2017)، وهو ما تفعله أسماء معدودة من المتذرعين بالثقافة الأمازيغية المعزولين شعبياً عن المجتمعات المغاربية في وحدتها وتنوّعها.

يبقى أنّ استعمال دعاية الاحتلال أدوات إعلامية وثقافية فعالة لا يقضي باحتكارها، ولا يضمن توجيه مخرجاتها بما يخدمه حقاً. أما المأزق الجوهري الذي يحيط بمحاولات الاحتلال الدؤوبة لبسط هيمنته المعنوية على الشعوب العربية واستلاب وعيها؛ فقد صنعه الاحتلال ذاته بحقائق العدوان والفتك والقهر التي أنتجها على الأرض، وما يقابلها من حضور الشعب الفلسطيني المشفوع بمشاهد التحدي المجيدة التي تبدأ مع جرأة طفل ضمن شعب لا يمكن طمس الوعي بقضيته.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى