كتب وبحوث

اللِّيبراليُّون الجُدد

عنوان الكتاب: اللِّيبراليُّون الجُدد
النـاشـــر: بدون
الطبعة: الثانية
سـنة الطبع: 1433م
عدد الصفحات: 1224

التعريف بموضوع الكتاب:

اللِّيبراليَّة.. تلك البذرة الخبيثة التي بذَرَها أعداءُ الأمَّة، وتعاهدوها بالرِّعاية والعناية على غفلةٍ منها, حتى غدَتْ شجرةً تضرب بجذورها في الأعماق, وتُخرج ثمارًا مرةً قبيحةً، لها أسوأ الأثَر في دِيننا وثقافتنا.

أَخرجت لنا الليبرالية جيلًا مسخًا مشوَّهًا يَنتمي إلى الإسلام اسمًا، ويخالفه منهجًا ورسمًا, قد كرَّس جهدَه لضرب الدِّين في معاقله, بإثارة الشُّبهات, والتَّشجيع على الشَّهوات, وزعزعة العقائد, والتلاعُب بالمسلَّمات,  وكان مكمنَ خطر هؤلاء كونُهم من أبناء جِلدتنا, ومن المتكلِّمين بألسنتنا, غير أنَّهم يحملون قلبَ العدوِّ وعقلَه, ويتحدَّثون باسمه, ويُعلنون الحرب والعداء لكلِّ مَن يمتُّ إلى الإسلام بصِلة.

وكتاب هذا الأسبوع يتناول بالحديث اللِّيبراليين الجُدَد في الواقِع المحلِّي, حيث خصَّص المؤلِّف الكتابَ لذِكر الانحرافات العقديَّة وعرْضها ونقَدها، وبيان زَيْفها كمحورٍ أوَّلَ يتبعه محاور أُخَر.

وقد تألَّف الكتاب من ثمانية فصول:

الفصل الأول: يتحدَّث عن نظرة هذا التيَّار إلى العقائد الإسلاميَّة, وقد بيَّن المؤلِّف أنهم يَحصُرون العقيدة في أركان الإيمان الستَّة فقط, كما أنَّهم يزعمون أنَّ معظم العقائد السُّنيَّة السَّلفيَّة الإسلاميَّة إنما هي إضافة وبِدعة، ورِدَّات أفعالٍ لأحداث اجتماعيَّة وسياسيَّة!

وممَّا تناوله في هذا الفصل مشكلتهم مع حديث الفِرقة الناجية, وأنَّهم يرون أنَّه حديثُ آحادٍ ضعيفٌ، مع  كثرة طرقه, والعقائد إنَّما تُبنَى على المتواتر لا الآحاد – على حسب زعمهم.

ثم بيَّن المؤلِّف الأسباب الحقيقيَّة لهذا الانحراف, وأنَّ ذلك نتيجة الأهواء والوساوس الشيطانيَّة, والقِراءات الخاطئة للنُّصوص، والمؤثرِّات الأجنبيَّة.

أمَّا الفصل الثاني: فكان الحديث فيه عن دعوتهم إلى الشكِّ واتخاذه منهجًا, حيث بيَّن المؤلِّف أنَّ النتيجة المنطقيَّةَ لإدخال العقول في متاهات الفِكر المنحرِف، وإشغال العَقل فيما لم يُوضَعْ له هي الوقوعُ في الشكِّ، وضياع الميزان، وانعدام الإيمان، أو ضَعْفه, ثم بدأ المؤلِّف بسوق النماذج العديدة ممَّا وصل إليه اللِّيبراليُّون الجُدد، وما دَعَوْا إليه في هذا الجانب.

في الفصل الثالث: يُطلع المؤلِّف القارئَ على استخفاف هؤلاء بالنبوَّة والأنبياء, حيث ترتَّب على ذلك التطاولُ على مقامهم بأساليبَ مختلفة, دفَعهم إليها تسرُّعهم، وسعيُهم المحمومُ في التضييق على الدِّين وحصْره في أضيق المجالات؛ لفتْح الأبواب لأفكارهم وأفكار أسيادهم للهيمنةِ على حياة الأمَّة، والتحكُّم في توجيهها حسبَ ما يُريدون, واستشهد على ذلك بعِدَّة نقولات لأساطينهم وكتَّابهم.

ويأتي الفصل الرَّابع: للحديث عن قَدريَّة هؤلاء؛ نظرًا لتأثُّرهم بالمعتزلة القدماء وبالأفكار الغربيَّة, حيث أوضح المؤلِّف أنَّ لهم نظرةً قدريَّة واضحة تقول بالحريَّة الإنسانيَّة المطلقة، وإنْ كانوا أو بعضهم يتناقضون في هذه المسألة؛ فلا يُدرى هل هو قدري، أم جبري!

الفصل الخامس: تناول بالحديثِ فِكرةَ الإرجائيَّة والعلمانيَّة، التي أحيتْها هذه الفرقة، سواء كان هذا الإحياء بشكل صريح مباشِر، أو بطريقة عمليَّة ونظريَّة تدعو إلى التخفُّف من التكاليف الشرعيَّة باسم التيسير والاجتهاد، وغير ذلك من الحُجج، والشُّبه، والعناوين.

كما أوضح المؤلِّفُ بأنَّهم  أضافوا إلى ذلك الدعوةَ إلى العلمانيَّة الجزئيَّة أو الشاملة، وفَصْل الدِّين عن الدولة والحياة.

ونقَل المؤلِّف عن كُتَّابهم ومنظِّريهم الكثيرَ من النقولات التي تدلُّ على نزْعتهم الإرجائيَّة، وانغماسهم في العلمانية.

وفي الفصل السَّادس: يتحدَّث المؤلِّف عن قولهم بشرعيَّة الاختلاف مطلقًا, وحريَّة التعبير مطلقًا، وحريَّة العقيدة مطلقًا, وإلغاء حدِّ الردَّة, مبيِّنًا أنَّ منطلق هؤلاء، هو القول باللِّيبراليَّة والحريَّة, حيث انطلقوا منها إلى آفاق أبعدَ؛ ليتكلَّموا عن حريَّة مطلقة بلا قيود.

وأوضح أنَّ خطورة هذه الدعاوى ومداها عند استعراض آرائهم حولَ هذه المسائل المترابطة التي يؤدِّي بعضها إلى بعض, وينتج عنه  -كنتيجة منطقيَّة – حريَّةُ الاعتقاد المطلَقة، وإلغاء حدِّ الرِّدَّة, وردِّ النصوص من الكتاب والسُّنة.

ويأتي الفصل السَّابع ليتناول فيه المؤلِّف دعوتَهم إلى الفلسفة وتمجيدها وتقديسها، وتقديمها على النصوص, ومبالغتهم في ذلك, وقد سرَد المؤلِّفُ العديدَ من النماذج من كلامهم، التي تدلُّ على ذلك.

ويأتي المؤلِّف بفصل ثامن أخير؛ ليتناول فيه نظرتهم الماديَّة للكون, موضِّحًا أنَّهم قد تأثَّروا تأثيرًا واضحًا بالفكر المادِّي الغربي في نظرتهم الماديَّة للكون وأحداثه, وكثُر حديثهم عن آلية هذا الكون وحركته, حتى إنَّهم قد أنكروا القَدَر! وجاء المؤلِّف من مقالاتهم بما يدلُّ على إغراقهم في الماديَّة, وإفراطهم فيها.

ثم يختم المؤلِّف بخاتمةٍ طويلةٍ عقدَها لإعادة أفكار هؤلاء إلى أصولها ومصادرها الحقيقيَّة, وبيان الهدف الحقيقي منها؛ وذلك بنقل بعض آراء محمَّد أركون، وتعليقات هاشم صالح عليها، وهما من الأسماء التي يَعتمد عليها اللِّيبراليُّون، ويُكثرون من النقل عنهما.

والكتاب موسوعة في بابه.

(المصدر: موقع الدرر السنية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى