تقارير وإضاءات

في “قرية اللغة العربية”.. الأتراك يتقنون لغة الضاد

في “قرية اللغة العربية” بولاية قونية (وسط)، يتعلّم الطلاب الأتراك لغة الضاد بأساليب دقيقة ليتقنوها كلغتهم الأم، في إطار مشروع يُشرف عليه “وقف طلاب ثانوية الأئمة والخطباء في تركيا”.

وأتقن حوالي 200 طالب تركي في المرحلة الثانوية، اللغة العربية بمستويات متفاوتة، في إطار المشروع الذي انطلق قبل 3 أعوام في كلية “الإلهيات” (علوم الدين) في جامعة “نجم الدين أربكان” بقونية.

ويرجع الفضل في زيادة إقبال الطلاب الراغبين في تعلم لغة الضاد على المشروع، إلى سهولة وبساطة الأساليب التعليمية، وعدم اقتصارها على الطريقة التقليدية.

واختار المشروع، نخبة من الأكاديميين العرب (مصريين وأردنيين) وأتراك وخبراء متخصصين في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، حيث يقضون كلّ أوقاتهم مع الطلاب.

رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الإلهيات “محمد تاسا”، وهو المنسق العام للمشروع، تحدّث للأناضول عن نظام التعليم والأنشطة التي يقومون بها لتسهيل عملية إتقان الطلاب للغة الضاد.

وقال تاسا: “في هذه القرية، يتحدث الطلاب العربية خلال حياتهم اليومية، وهي تهدف من خلال نظامها التعليمي إلى زيادة معدل تعلّم وإتقان لغة الضاد في تركيا مقارنة مع بقية اللغات الأجنبية”.

وأضاف: “يُمنع التحدّث بغير العربية للطلاب المشاركين في المشروع الذي يضم مدرّسين من الأردن ومصر، وهم يعملون فعليًا في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة نجم الدين أربكان”.

وأوضح تاسا، أن الطلاب يتعلمون خلال فترة المشروع حوالي 2500 كلمة، و500 جملة باللغة العربية، مشيرًا إلى امتنان وترحيب العائلات بمستوى التدريس والنتائج التي يحققها أبناؤهم.

وأكّد تاسا، وجود إقبال كبير من بعض المراكز في تركيا وخارجها على إقامة مشاريع مشابهة لما يقومون به منذ حوالي 3 أعوام، وأن هناك تعاون مستمر بينهم وبين مؤسسات دول عربية.

في “قرية اللغة العربية”، يرافق المعلمون والمربون طلابهم أثناء وجبات الطعام المختلفة، ويشاركونهم في ألعابهم وندواتهم والنزهات الخارجية، كما يتم تنظيم برنامج نهاية كل يوم مع الطلاب للمحادثة باللغة العربية.

ويقول القائمون على المشروع، إن ما ينفقه الطلاب في “قرية اللغة العربية”، لا يتجاوز 25% من نسبة مصروفاتهم خارج البلاد في أي دولة ناطقة بالعربية.

ويتركز المشروع على ترسيخ أفكار حب وأهمية اللغة العربية في نفوس الطلاب، ومن ثم الصبر ومقاومة الصعاب التي سيواجهونها خلال العملية التعليمية.

(المصدر: وكالة الأناضول)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى