كتاباتكتابات مختارة

قضايا الأمة بين منهج السلف وانحراف الخلف

بقلم ضياء صفوان عبد اللطيف عبد العزيز

إنَّ الناظر لحال الأمة الإسلاميةِ اليوم يرى كمَّ القضايا والمشاكل التي تعاني منها؛ مما أدَّى لقصور دَورها، وتحجيم سلطانها، وزوال هيبتها، وتسلُّط الرعاع عليها من كل حدَب وصوب، ونتج عن ذلك من أساء الظنَّ بوعد الله عز وجل، وتغافَلَ عن عقد الأمَّة المتين، وصلاحِها القويم، المتمثِّل في كتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فانطلق يبحث في خبايا الثقافات الغربية عن حلول لتلك القضايا، علمًا أنَّ نفسَ القضايا لها حلولٌ واقعية للإصلاح قد بيَّنها الإسلام ودلَّ عليها بشكل صريح، فهذه الطائفة من الناس لم تنظر لتلك القضايا من زاوية الإسلام، وإنما نظرت لها من زاوية الثقافات الغربية.

 

فتلك الطائفة انبهرت بما عند الغرب من الثورة العلمية والصناعية، فأرادت أن تنقُل هذه التجربةَ إلى المجتمعات المسلمة بدون ضوابطَ شرعيَّةٍ، وغفلوا أنَّ هذه الأمَّة قد ميَّزها الله عز وجل عن سائر الأمم، وقطع بقضائه أنَّ هذه الأمَّة لم ولن ترتفع إلا أن تأخذ بكتاب ربِّها وسنة نبيِّها الكريم حذو القُذَّة بالقُذَّة.

 

ولا شكَّ أنَّ الخلل في النظر لقضايا الأُمَّة يكمن أصلًا في الإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما كلُّ خير وعدل وكمال وإحسان، وهما عصمةٌ من الزيغ والضلال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تركتُ فيكم أمرينِ لن تضلوا ما تمسَّكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم))[1].

 

فمن عرَف كتاب ربِّه، وفهم سنةَ نبيِّه، مُحال أن يُعرِض عنهما تجاه تلك الثقافات، وإنني على يقين أنَّ أولئك الذين انحرفوا وأعرَضوا لم يعرفوا هذا الدين، ولم يفهموا أحكامَه وتشريعاتِه البالغةَ في الحكمة والتقدير، فكلَّما ازداد المرءُ جهلًا بدينه، ازداد إعراضًا وتعلُّقًا بالأفكار والثقافات المختلفة، وراح يبحث فيها عن حلول لما يعترضه من مشاكلَ وأزماتٍ، وعلى النقيض تمامًا؛ كلما ازداد المرء معرفةً بربِّه ودينه، ازداد تعلقًا وإيمانًا بأنَّ الإسلام منهج حياةٍ متكامل رصين، لا يقبل التجزئةَ ولا التفريق، وبتلك المعرفة وذلك الإيمان يبلغ المؤمن درجةَ الإحسان، وهو ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))[2]، فيصبح على يقين بالغ لا يعتريه شكٌّ ولا ريب أنَّه مستغنٍ عن تلك الأفكار والثقافات.

 

ولا يخفى على كلِّ ذي بصرٍ وبصيرة ما أحدثته تلك الطائفةُ من البلايا والمصائب في هذه الأمَّة عندما استوردت تلك الثقافاتِ الباطلة؛ كالعلمانية والليبرالية، فكانت وبالًا على الأمة، وهلاكًا لأبنائها، عندما ساهمت في انحلال الأصول والثوابت الإسلامية، وجعلتها مجالًا للأخذ والردِّ، والقَبول والجحد، والله المستعان.

 

وطائفة أخرى لها منحًى آخرُ مغايرٌ للطائفة الأولى، ولكنها تلتقي معها في النتيجة، وهي الفشل في معالجة قضايا الأمَّة، هذه الطائفة التزمت بأصل التمسُّك بالكتاب والسُّنة إجمالًا لا تفصيلًا، فخالفوا منهج السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم في تلقِّي وفهم الوحيينِ (الكتاب والسنة)، علمًا أننا مأمورون شرعًا باتباع سنَّة الصحابة في فهم الوحيين، كما جاء ذلك في عدد من الآيات والأحاديث، ومنها:

قال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ﴾ [البقرة: 137].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))[3].

وقال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ))[4].

وقال: ((اقتدوا باللذَينِ مِن بعدي: أبي بكر وعمر))[5].

 

فأصحاب تلك الطائفة لمَّا خالفوا منهج السلف في فهم النصوص ومعالجة القضايا، ذهبوا يحكِّمون عقولَهم وقياساتهم في النصوص؛ فأنتجت لديهم أحكامًا مضطربة لا تثبُت على أصول وقواعد معلومة مضبوطة؛ فكانت النتائج لا شك فاسدةً؛ لأنه يُعرف بالضرورة العقلية والجبلَّة البشرية أنَّ الأصل إذا كان فاسدًا كان الفرع فاسدًا، وما بُني على باطل فهو باطل، وكما قيل: (لا يستقيم الظل والعودُ أعوجُ).

 

واعلم أنَّ الطائفة الأخيرة قد أعيتها السننُ والآثار، وأزعجتها القيودُ الشرعية التي تكبح جماحَ شهوات الإنسان العقلية، فأطلقوا لعقولهم العنانَ لتخوض في النصوص الشرعية قبولًا وردًّا دون اعتبارٍ للأصول والقواعد الشرعية في التلقِّي والقَبول، التي عمل بها وأجمع عليها علماءُ الإسلام منذ القرون الأولى؛ بل ذهبوا يبحثون في بطون كتب الفلاسفة والعجم عن تأويلات عقلانية تُشبع شهواتِهم العقلية، ويجدون من خلالها جوابًا موهومًا؛ ليتفلَّتوا به من ضابط النصِّ الشرعي.

 

وفي لُجَّة تلك التخبُّطات التي غرقت فيها كثيرٌ من الفِرق والطوائف تتبُّعًا لشهواتها وأهوائها، فإنَّ الفِرقة الناجية بإذن الله هم أهلُ السُّنة والجماعة الذين عرفوا الحقَّ وأهله، واستقامت طريقتُهم على أمر الله ورضوانه، المتَّبعون لوصية الله تعالى في قوله: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 1533].

 

وهم الذين فهموا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فِرقة؛ فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فِرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده، لتفترقنَّ أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار))، قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: ((الجماعة))[6]، وفي رواية أخرى أنه قال: ((ما أنا عليه وأصحابي))[7].

 

وتحقيق الوصية، وبيان العلَّة: سهلٌ لمن أنار اللهُ بصيرته، وأحسن الله سريرته، فإنَّ الصحابة هم خير القرون؛ كما جاء في الحديث: ((خير الناس قرني))[8]، وهم أصحاب الفضائل المأثورة، والمناقبِ المذكورة، كما جاء في الحديث: ((لا تسبُّوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أُحُدٍ ذهبًا، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه))[9]، وهم أهل الخبر والأثر، وأهل الفقه والنظر؛ لأنهم أقرب الناس عهدًا لنزول الوحي والتشريع، وهم الأقرب زمانًا ومكانًا في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أهل اللغة والفصاحة، وأهل البيان والبلاغة، وهم الأعلم بمراد الله ورسوله من النصوص الشرعية؛ لقربِ عهدهم من زمن النبوة كما أسلفنا.

 

كيف لا وفيهم عبدالله بن عباس ترجمان القرآن كما سماه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفيهم معاذ بن جبل أعلم الناس بالحلال والحرام، وغيرهم الكثير ممن نصر الله بهم دينه، وأيَّد رسوله، وهزم عدوَّه؟! أبَعد هذا وغيره نتجاهل فهمهم للشرع، وفِقهَهم للأحكام الشرعية، ونطلق العنان لعقولنا لمخالفة النصوص وإهدارها؟!

 

وما ذكرته أو دعوت إليه لا يعني أنَّ الصحابة معصومون من صغائر الإثم أو حتى كبائره؛ بل هم بشرٌ يصيبون ويخطئون، غير أنَّ لهم من الفضائل والمكارم ما تجاوزوا بها عنَّا، ولعل أعظمها صحبةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الهجرة والنصرة، والعمل الصالح، والعلم النافع، فهم أفقه قرون الأمَّة، وأصفاها قلوبًا، وأعقلها استيعابًا وفهمًا للأحكام الشرعية؛ لقربهم من نزول الوحي زمانًا ومكانًا.

 

قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: (من كان مُستنًّا، فليستنَّ بمَن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خيرَ هذه الأمة، أبرَّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فتشبَّهوا بأخلاقهم وطرائقهم؛ فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا على الهدى المستقيم)[10].

 

وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرِهم هلَكوا)[11]، والأصاغر هم أهل البدع، وكل من ليس له باعٌ في العلم، والذين يقولون برأيهم.

 

ويقول الله تبارك وتعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 188].

ومعلوم أنَّ هذه الآية نزلت في الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا ألفًا وأربعمائة، وكيف قد أثنى عليهم الله عز وجل ورضي عنهم؛ لعلمه بما في قلوبهم من الصدق والإخلاص والإتقان في فَهم هذا الدين.

 

ذكر ابن جرير الطبريُّ رحمه الله في تفسير هذه الآية: (فعلِم ربُّك يا محمد ما في قلوب المؤمنين من أصحابك – ﴿ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾ [الفتح: 18] – مِن صدق النية، والوفاء بما يُبايعونك عليه، والصبر معك)[12].

فكل ذلك وغيرُه مما هو مأثور ومحفوظ من فضائلِ القوم ومآثرهم – يُحتِّم علينا الرجوع إلى فهمهم ومنهجهم؛ فهو أسلَمُ وأعلم وأحكم.

 

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: (ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل، علِم يقينًا أنهم خيرُ الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، فهم صفوة الصفوة من قرون هذه الأمَّة، التي هي خيرُ الأمم وأكرمها عند الله)[13].

ولا يخفى على كل عاقل ما في الاحتكام للعقول من ضياع وتشتيت وتفاوت؛ فإنَّ العقولَ لها دركاتٌ ومراتبُ وتختلف فيما بينها في فهم أدقِّ الأمور وأصغرها، فكيف في فهم منهج ربانيٍّ كامل.

 

ثم أي العقول سنحتكم إليها في ظلِّ اختلافها وتضاربها؟ وما هو الضابطُ والمعيار الذي من خلاله سنحكُم بصحة الفهم أو خطئه؟ وما هو الميزان الذي سنفاضل به بين الأفهام؟

إنَّ أصحاب تقديس العقول وتحكيمها في النصوص الشرعية وقفوا عاجزين أمام كثير من تلك النصوص؛ فلا هم أخذوا بفَهم السلف، ولا هم استطاعوا أن يفهموا المرادَ منها؛ فآل بهم الأمرُ لإنكارها وتأويلها تأويلاتٍ فاسدةً؛ مما أدَّى لتلبيس الحقِّ بالباطل، وتضليل كثيرٍ من الناس، وتفاقُم مشاكلِ الأمَّة وتشابكها، فصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 422].

 

 

إنني أكتب هذه الكلماتِ وأنا على يقين تام أنَّ الله عز وجل قد وضع للأمَّة منهجًا ربانيًّا شاملًا، وقد اختار لتبليغ هذا المنهجِ خيرَ خلقه محمدًا صلى الله عليه وسلم، وقد اختار لصحبة نبيِّه خيرَ هذه الأمة وأفضَلَها، وأودع في صدورهم العلمَ والفَهم عن رسول الله؛ فهم كانوا الأعلمَ والأفهم لمراد الله ورسوله من تلك النصوص الشرعية.

 

إنَّ العودة إلى كتاب الله وسنة نبيِّه الكريمِ بفَهم السلف الصالح، ونبذَ كلِّ الأفكار والثقافات الغربية الدخيلة، وهجرَ النظرات العقلانية الزائفة – كفيلٌ بنهضة الأُمَّة وعودتها لدفة القيادة للبشرية جمعاء، فما كانت هذه الأمة في يوم من الأيام مقلدةً أو تابعة، ولا منحرفة في أفكارها وأحكامها، بل سادت بكتاب ربِّها وسنة نبيِّها وفق منهجٍ نقيٍّ خالٍ من الشبهات والشهوات.

 

فيا قوم، اعلموا وتيقَّنوا أنَّ حال الأمة لا يصلُح إلا بما صلح به أول هذه الأمَّة؛ كما قال الإمام مالك رحمه الله: (لا يُصلِح آخرَ هذه الأمَّة، إلا ما أصلَح أولَها)[14].

فما أدقَّه من قول! وما أجلَّه من فَهم حوته تلك الحروف القليلة! فقد اختصر وأفاد، وفَهَّم وأجاد في تحديد داءِ الأمَّة ودوائها.

 

فمهما تداعى الأطباء، واجتمع العقلاء، واجتهد العلماء، فلا دواء للأمَّة ولا شفاء، إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة بفَهم سلف الأمة؛ فلا مناص ولا حيدة عنهما.

وفيما قدَّمت ﴿ ذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 377]، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم، والحمد لله رب العالمين.


[1] أخرجه الإمام مالك في الموطأ برقم (٢٦١٨)، وصحَّحه الألباني.

[2] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه “كتاب الإيمان” برقم (١) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

[3] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم (٣٦٥٠)، عن عمران بن حصين رضي الله عنه.

[4] أخرجه أبو داود برقم (٤٦٠٧)، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه.

[5] أخرجه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني.

[6] أخرجه ابن ماجه برقم (٣٩٩٢)، عن عوف بن مالك رضي الله عنه.

[7] أخرجه الترمذي برقم (٢٦٤١)، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه.

[8] سبق تخريجه.

[9] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم (٣٦٧٣)، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه مسلم.

[10] كتاب “حلية الأولياء وطبقات الأصفياء” (١/٣٠٥ – ٣٠٦)، طبعة دار الفكر.

[11] أخرجه عبدالرزاق في المصنف برقم (٢٠٤٤٦).

[12] تفسير الطبري رحمه الله، سورة الفتح، الآية رقم (18).

[13] العقيدة الواسطية، صفحة رقم (١٢٢)، طبعة أضواء السلف.

[14] نقله ابن تيمية في “اقتضاء الصراط المستقيم”، صفحة رقم (٧٦٣)، طبعة مكتبة الرشد.

(المصدر: شبكة الألوكة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى