متابعات

بشهادة بريطانيين ..إعلامنا لم ينصف المسلمين

الشهادة جاءت من سيدة بريطانية ناجية من الحريق الهائل الذي التهم برج “جرينفيل” في منطقة لانكستر ويست غربي العاصمة البريطانية لندن , حيث تحدثت السيدة عن موقف المسلمين البطولي في إنقاذ الناس في فيديو انتشر عبر مواقع التواصل قائلة : لولاهم لاحترقنا جميعا، لقد رأيتهم يحاولون المساعدة برش المياه وهم عائدون من المسجد، وتنبيه الساكنين النائمين وقت الحريق…..لو لم يكن كل هؤلاء الشباب المسلمين حولنا كان سيموت الكثير من الناس .

ولعل أهم ما جاء في شهادة السيدة البريطانية فيما يخص عدم إنصاف الإعلام في بريطانيا  – وغيرها من دول القارة العجوز – المسلمين هو قولها : يريدون الحديث عنهم عندما يرتكبون أخطاء فقط – تقصد الإعلام – ولكن عندما يعملون الخير ….!!!! كما ندينهم لو أخطأ بعضهم يجب علينا جميعا أن نشكر المسلمين اليوم على موقفهم هذا .

ما جرى في الحقيقة حدث ضخم وكبير وذو دلالات كثيرة ومن الأهمية بمكان , إذ كشف عن مدى الحس الإنساني الذي يتمتع به المسلمون عموما ومسلمو بريطانيا على وجه الخصوص حين هرعوا لتنبيه سكان البرج من الحريق الذي بدأت آثاره ومظاهره تلوح وتتكشف من خلال رائحة الدخان التي انبعثت من البرج والناس نيام , الأمر الذي ساهم في إنقاذ الكثير من سكان البرج الذي تحول بحلول الصباح إلى هيكل من السواد من شدة قوة الحريق الذي التهم كل الطوابق من الثاني وحتى الأخير الـ 27 .

سكان المنطقة التي شبّ فيها الحريقٌ الهائلٌ أول أمس الأربعاء هم الذين تحدثوا عن دور المسلمين في إنقاذ سكان البرج من موت محقق , إذا أكدوا أنهم ركضوا لتنبيه الناس من خلال طرق الأبواب بشدة ومطالبة جيرانهم بالخروج من بيوتهم .

إحدى السيدات من سكان المنطقة السكنية وتدعى “رشيدة” قالت لوسائل الإعلام : إن استيقاظ الصائمين لتناول السحور وصلاة الفجر لفت الانتباه للحريق، وأدّى إلى إبلاغ السلطات بسرعة أكبر , منوهة بوجود عددٌ كبيرٌ من السكان المغاربة في المنطقة.. إضافة إلى عددٍ من الجنسيات الأخرى من مختلف الأديان .

صحيح أن الكثير من البريطانيين المقيمين في لندن وفي منطقة اندلاع الحريق على وجه الخصوص نشروا عبارات الشكر والثناء على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي؛ يثنون من خلالها على موقف شباب المسلمين في المساهمة بإنقاذ ومساعدة عدد من العائلات أثناء نشوب حريق برج لندن السكني أمس , حيث كتب البريطانيون عبارة : “شكرًا لرمضان”؛ في إشارة إلى الشباب الذين كانوا مستيقظين للسحور أو عائدين من صلاة الفجر وشاركوا في تقديم المساعدة.

إلا أن وسائل الإعلام البريطانية لم تركز على دور المسلمين في إنقاذ البريطانيين من الحريق , ولم تسلط الأضواء على هذا الحدث الذي ينفي جملة وتفصيلا جميع الافتراءات التي تم تسويقها سابقا ضد المسلمين .

آخر الأرقام التي أعلنتها السلطات البريطانية فيما يخص عدد ضحايا الحريق تقول أنه وصل إلى 17 شخصا قضوا نحبهم حرقا بينما المصابون الذين تم نقلهم إلى المستشفيات يعدون بالعشرات …..

الجميع يشهد أن هذا العدد من الضحايا والمصابين كان يمكن أن يتضاعف لولا مساعدة المسلمين , ومع ذلك لا يلحظ المتابع زخما إعلاميا لهذا الحدث في بريطانيا أو غيرها من الدول الغربية , وهو ما عبرت عنه السيدة البريطانية في شهادتها والذي يمكن ترجمته بأنه : عدم إنصاف متعمد للمسلمين من خلال عدم تسليط الضوء على أمثال هذه الأحداث التي تثبت أنهم أبعد ما يكون عن “الإرهاب” الذي يحاول الإعلام الغربي عموما إلصاقه بجميع أتباع الدين الحنيف.

صحيح أن بعض الصحف البريطانية قد تناول دور السكان المسلمين في إنقاذ أرواح مئات الأشخاص من الموت حرقاً عندما هبوا لتنبيه جيرانهم واصفة إياهم بأنهم “أبطال” , بينما وصفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ما قام به السكان المسلمون بأنه كان “شريان الحياة” الذي ساهم في إخراج الناس من شققهم في ظل عدم وجود نظامي إنذار وإطفاء مركزيين بالبرج ….

إلا أن هذه الإشادة وتلك الأوصاف لم تكن على جميع وسائل الإعلام – وخصوصا منها المرئية – كما أنها كانت إشادة عابرة لا مناص منها ولا بد بعد شهادة الناجين من أهل البرج ومن شاهد الحدث من أهل المنطقة , ناهيك عن غياب متعمد لأي استنتاج أو استنباط يؤكد الافتراء العظيم في ربط صورة المسلم في بريطانيا بالعنف أو التطرف , حيث يشهد الموقف أنه من الاستحالة بمكان اجتماع الحس الإنساني الرفيع الذي ترجمه المسلمون إلى واقع في الحادثة بما يحاول الإعلام الغربي إلصاقه بالمسلمين من سمات العنف والإرهاب منذ عقود .

قد لا يكون موقف الإعلام البريطاني المنحاز ضد المسلمين من خلال حديثه المستمر لأيام عبر آلته الضخمة عن عنف وتطرف المسلمين حين يتعلق الأمر بحادثة عنف يُتهم بها مسلمون , بينما يتجاهلهم أو ربما يذكرهم على استحياء حين يتعلق الأمر بمواقفهم الإيجابية ….مفاجئا للكثيرين ممن أدركوا أن العدو لا يمكن أن ينصف عدوه , إلا أن التذكير بهذه الحقيقة التي شهد بها شاهد من أهلها من الضرورة والأهمية بمكان في مثل هذه الأوقات .

(المصدر: موقع المسلم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى