تقارير وإضاءات

انتقادات لتصريحات فالس عن مسلمي فرنسا

نور الدين بوزيان – باريس

عادة لا يكاد يخلو ظهور إعلامي لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من تصريحات مثيرة للجدل، لكن تصريحاته الأخيرة بشأن مسلمي فرنسا أثار تساؤلات أكثر من الإجابات عن السر أو الأسرار الكامنة وراء هذه التصريحات.

ودارت أغلب التساؤلات حول توقيت إطلاق تلك التصريحات، والسر الذي يقف وراء تغير لهجة رئيس الحكومة الفرنسية حيال المسلمين، بعد أن كان ساهم -كما يقول الكثير من مسؤولي الجالية الإسلامية- في “شيطنة” مسلمي فرنسا.

فقد قال مانويل فالس أثناء تنصيبه لجنة محلية حول العلمانية في مدينته بضواحي باريس والتي تقيم فيها جالية إسلامية كبيرة، إن الإسلام أضحى جزءا من الثقافة الفرنسية وإنه بات متجذرا فيها.

غير أن المسؤول الفرنسي مع ذلك أدلى بتصريح يدل على أنه لم يغير رأيه بشكل جوهري في الإسلام، وذلك حين قال إن “الإسلام يطرح على مجتمعاتنا تحديات كبيرة”، وكأنه يشير إلى أن الإسلام “ليس مشكلة فقط بالنسبة إلى فرنسا”، في حين أن معطيات الواقع تفيد بأن العديد من المجتمعات الأوروبية ليست لديها مشاكل في التعاطي مع المسلمين المقيمين لديها.

ليست منة

ويرى رئيس فدرالية مسلمي فرنسا محمد البشاري أن تصريح فالس يجب ألا ينظر إليه على أن منة منه لمسلمي فرنسا، لأن المجلس الأوروبي سبقه بسنوات عندما أقر بأن الإسلام جزء من المجتمعات الأوروبية.

ويضيف البشاري -في تصريح للجزيرة نت- أن حديث رئيس الوزراء الفرنسي في غير محله عندما يزعم أن المسلمين يجب ألا يخافوا من العلمانية، لأن مشكلة العلمانية مشكلة تخص الجمهورية، في حين أن العلمانية هي ما يطرح مشكلة للبلاد وليس الإسلام.

ويعتقد البشاري -مثل كثير من مسؤولي الجالية- أن محاولة فالس تسويق نفسه على أنه المحامي الأول عن المسلمين في فرنسا، إنما لأنه بات يدرك أن مزاج المسلمين أصبح لا يرتاح لليسار الحاكم بسبب كل ما أثير من جدل إعلامي وسياسي بشأن لباس البوركيني.

دغدغة العواطف

وفي الاتجاه نفسه، يعتقد ياسر اللواتي الأمين العام السابق لمرصد مناهضة الإسلاموفوبيا في باريس وأحد الناشطين الحقوقيين، أن رئيس الوزراء الفرنسي يحاول دغدغة عواطف المسلمين ببعض التصريحات الجوفاء.

ويضيف اللواتي للجزيرة نت أن فالس “لا يتمتع بأي صدقية بارتداء بذلة المدافع عن المسلمين، لأنه هو من صنع العدو الداخلي متمثلا في الإسلام ليخيف به الفرنسيين”.

وبالنسبة إلى اللواتي فإن تصريح فالس يدخل في سياق إستراتيجية أعدها الحزب الاشتراكي الحاكم، وهي خطة لترشيح فالس عوضا عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد أن صدر للأخير كتاب يتضمن مقابلات أجراها معه بعض الصحافيين، وأدلى فيها بمواقف أغضبت فئات كثيرة من المجتمع الفرنسي ومن بينهم المسلمون، عندما قال إن الإسلام ليس مشكلة في فرنسا، وهو ما فهم منه أن هولاند يلمح إلى أن مسلمي فرنسا هم المشكلة.

مادة انتخابية

ويقول الأمين العام السابق لاتحاد المنظمات المسلمة في فرنسا فؤاد العلوي إن ما صرح به فالس لا يخرج عن السياق العام في البلاد، والذي حول الحديث عن الإسلام إلى مادة دسمة مع اقتراب أي استحقاق انتخابي.

ويوضح العلوي -في تصريح للجزيرة نت- أن ما قاله فالس لا يبدد الغموض الذي يتعمده المسؤولون السياسيون الفرنسيون بشأن محتوى العلمانية وإسقاطاتها الانتقائية على دين دون سواه.

ويشير المتحدث نفسه إلى أن ما يجب أن يخيف مسلمي فرنسا هو كيف بات خطاب اليمين المتطرف عن المسلمين بفرنسا مستشريا في أوساط الأحزاب الأخرى.

ومما يثير استغراب العلوي من تصريحات فالس هو تمريره في تلك التصريحات لبعض الجمل من قبيل أن فرنسا يجب أن تواجه الإسلام السياسي، ويقول العلول إن هذا التصريح يجلب الشبهات لمسلمي فرنسا ويجعلهم في موضع الاتهام.

المصدر: الجزيرة نت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى