تقارير وإضاءات

مآذن آيا صوفيا تصدح بالآذان.. أمر لا يعرفه كثيرون

يفاجئ زوار إسطنبول بل ومعظم أهاليها عند معرفتهم أن الآذان بات يصدح يوميا في أوقات الصلاة الخمس، من مآذن آيا صوفيا.

وفي الحقيقة فإن آذان صلاتي الظهر والعصر، يُرفع من مآذن آيا صوفيا بالتناغم مع أذان مسجد السلطان أحمد المقابل، منذ عام 1991، وذلك عندما تم افتتاح “قصر السلطان” الملحق بآيا صوفيا للصلاة.

ويحتل آيا صوفيا موقعا هاما في تاريخ العمارة والفن في العالم، حيث استخدم مبنى آيا صوفيا ككنيسة لمدة 916 عاما، ثم استخدم كمسجد لمدة 482 عاما، قبل أن يتحول إلى متحف عام 1935 بقرار من مجلس الوزراء التركي.

وفي عام 1991 فُتح قصر السلطان الملحق بآيا صوفيا للصلاة، حيث باتت تقام فيه صلاتا الظهر والعصر، ومنذ 4 أشهر عينت رئاسة الشؤون الدينية التركية، إماما دائما لقصر السلطان، وبالتالي أصبحت صلاة الجماعة تقام يوميا في الأوقات الخمسة، ويرفع الآذان من مآذن آيا صوفيا، كما تقام صلاة الجمعة.

وفي عيد الأضحى الماضي شهد قصر السلطان إقامة صلاة العيد أيضا، لأول مرة منذ 83 عاما.

وقال مفتي منطقة الفاتح في إسطنبول التي يتبع لها آيا صوفيا، عرفان أوستون داغ، في حوار مع الأناضول، إنه منذ تعيين أوندار صوي، إماما لقصر السلطان، قبل 4 أشهر زاد عدد المصلين بشكل ملحوظ، كما أقيمت صلاة العيد في المكان لأول مرة منذ سنوات.

ولفت أوستون داغ، إلى التقليد المتبع منذ عام 1991 برفع أذاني الظهر والعصر من مآذن آيا صوفيا بشكل متناغم مع أذان مسجد السلطان أحمد، حيث يبدو كأن الأذانين يردان على بعضهما، وهو ما يثير إعجاب الزوار الأتراك والأجانب، ويسارع كثير منهم إلى تسجيله.

وقال أوستون داغ إنه مع زيادة عدد المصلين، يمكن كذلك تنظيم برامج لإحياء الليالي المباركة في المكان.

وأعرب المفتي عن أمله في أن يتوافد عدد أكبر من الزوار على المكان، لرؤيته والصلاة فيه، مشيرا أن عدد المصلين مع الجماعة في الصلوات الخمس يبلغ حوالي 100 شخص، وفي صلاة الجمعة يصل إلى حوالي 300.

وأرجع المفتي العدد الكبير نسبيا لمؤديي صلاة الجماعة خلال اليوم إلى وجود “قصر السلطان”، في مدخل قصر “طوب كابيه”، في منطقة تكاد لا تخلو من الزوار، وهو ما يجعل المصلين يتنوعون بين الأتراك وبين السياح خاصة العرب منهم.

وأوضح أوستون داغ أن قصر السلطان ليس جزءا من المبنى الأصلي لآيا صوفيا، وإنما تم بناؤه في عهد السلطان محمود الأول (1696- 1754)، حيث كان السلاطين يتوجهون إليه قبل الصلاة للاستراحة والوضوء، ثم ينضمون للجماعة في آيا صوفيا.

بدوره، أعرب أوندار صوي عن اعتزازه بتوليه الإمامة في قصر السلطان بآيا صوفيا، معتبرا أن هذا المنصب أكثر مما كان يطمح إليه.

وقال صوي إنه دعا الله بعد أن تولى إمامة قصر السلطان أن يعتاد الناس على ارتياده للصلاة، وبالفعل بدء الناس في التوافد لصلاتي المغرب والعشاء منذ الأسبوع الثاني، كما تحافظ مجموعة من المصلين على صلاة الفجر، ويقرأون معا بعد فجر يوم الأحد، سورة يس، ويقيمون دعاء جماعيا.

وأشار صوي إلى ازدياد عدد المصلين في صلاة الجمعة أسبوعا بعد الآخر، قائلا إنه بدء يتساءل أين سيصلي رواد قصر السلطان في حال لم يعد المكان يكفيهم.

وأعرب الإمام عن اعتقاده أن المكان المخصص للصلاة في آيا صوفيا سيتسع شيئا فشيئا في حال استمرار عدد المصلين في الارتفاع.

كما أشار صوي إلى أهمية التعريف في وسائل الإعلام بوجود جزء مخصص للصلاة بآيا صوفيا، يتمثل في قصر السلطان، من أجل زيادة عدد المصلين.

المصدر: وكالة الأناضول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى