كتابات مختارة

الدعاة والمصلحون.. والإعلام الاجتماعي

بقلم د. مالك الأحمد

يتصدر السعوديون قائمة أكثر الشعوب تغريدا في العالم (41 % من مستخدمي الإنترنت يغردون) والسعودية أسرع أسواق تويتر نموا في العالم.

حضور العلماء والمصلحين في الإعلام الاجتماعي كبير وملموس (يمثلون أكثر من نصف قائمة العشرة الأكثر تأثيرًا من الدعاة بما فيهم المرتبة الأولى والثانية).

العريفي الأول في تويتر وله حضور جيد في الفيس بوك ثم الشقيري الثاني في تويتر وهو شبابي في خطابه وينحو نحو التنمية البشرية.

القرني من الدعاة ذوو الشعبية وسلمان العودة له حضور كبير بالذات مقاطع الفيديو (تعرف أحد: عدد المشاهدات قريب من المليونين والتعليقات 36 ألف).

المغامسي له حضور وعدد كبير من المعجبين رغم انه أشبه بالعلماء الرسميين.

طارق حبيب مصلح اجتماعي ذو خلفية إسلامية له قبول وسط الشباب والنساء.

عدد المتابعين والمعجبين بالدعاة في مواقع التواصل الاجتماعي ضخم جدًا ويعبر عن ميل الشعوب العربية للإسلام وحملته، مقارنة بالتيار الليبرالي.

أهمية مواقع التواصل الاجتماعي تكمن في الحضور الطاغي للشباب والطبقة المتوسطة التي تمثل عماد المجتمعات اليوم لذا من ينجح فيها سيؤثر بقوة.

اتضح من تحليل المتابعة والتعليقات على مواقع الدعاة أن الصفحات ذات المحتوى المصور: مقاطع فيديو/صور أكثر جذبا للجمهور ومدعاة للتفاعل.

الغريب غلبة التوجه الأحادي للدعاة في صفحاتهم وعدم الانتباه إلى أنها مواقع تواصل وليس رسائل من طرف واحد، فلا تجد الردود ولا التفاعل مع الناس.

اتضح من التحليل للكثير من الحسابات، اقتصار الدعاة على الجانب الديني وضعف حضورهم في الجوانب الأخرى التربوية والاجتماعية تعليقا ومشاركة بعكس التيار الليبرالي وحملته.

الدراسات الاجتماعية والنفسية تشير أن المرأة أكثر تأثرًا بوسائل الإعلام مما يستدعي خطاب مخصص لها في الإعلام الاجتماعي وهو ما يفتقده اغلب الدعاة.

هناك ضعف وندرة في الصفحات والحسابات الشرعية المتخصصة (الفقه والعقيدة والمذاهب والتفسير وقضايا التصوف مثلا) مع تبسيط يناسب منصات الإعلام الاجتماعي.

عدد المتابعين وحجم المعجبين لا يعكس حجم التأثير -كما يظن البعض-

لابد من خطاب قوي ايجابي تفاعلي مخطط  ومدروس وليس فقط كلمات عجلى.

هناك تكرر ملموس في الخطاب الدعوي مع غياب واضح للتنسيق في القضايا العامة التي تهم المجتمع مع غلبة الوعظ والتوجيه التقليدي أو التنمية البشرية.

أهل الغلو نجحوا في استثمار الإعلام الاجتماعي والتأثير على الشباب (داعش) فما بال الدعاة، خطابهم مكرر غير مؤثر وغير مقنع لهؤلاء الشباب؟!

لا يفرق الكثير من الدعاة والمصلحين بين المنصات المختلفة للإعلام الاجتماعي فتجد نفس المادة تنقل من هنا إلى هناك رغم اختلاف الطبيعة.

رغم أهمية الرقائق والوعظ، لكن أن يكون هو الغالب مع ضعف في مناقشة قضايا الأمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فهذا خلل.

مازال الكثير من الدعاة يفتقد مهارات التواصل الإنساني مع المتابعين ولم يستطع أن يوظف قوة المنصات للتأثير على الناس رغم ترقبهم لما ينشر.

مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها من سهولة وتلقائية وتفاعلية تمثل مدخلا ممتازا للدعاة والمصلحين في التغيير الاجتماعي المنشود على ارض الواقع.

نتمنى من الدعاة والمصلحين، أن يخططوا للاستفادة المثلى والقصوى من مواقع التواصل الاجتماعي، فهي الحاضر والمستقبل بالذات لدى جيل الشباب.

المصدر: موقع الأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى