تقارير وإضاءات

«ڤوكس»: لماذا جردت الهند 4 مليون مسلم من جنسيتهم؟

«ڤوكس»: لماذا جردت الهند 4 مليون مسلم من جنسيتهم؟

أعدت الكاتبة مادلين نجو تقريرًا نشره موقع «ڤوكس VOX» الأمريكي، تتحدث فيه عن تجريد 4 مليون مواطن هندي من جنسيتهم، وهم في معظمهم من الأقلية المسلمة في البلاد، والآن هم يخشون الترحيل، وباتوا غير متأكدين من مصيرهم.

وكانت السلطات الهندية أصدرت يوم الاثنين الماضي مسودة لقائمة مواطنة لولاية أسام، والتي تقع على الحدود مع بنجلاديش شمالي البلاد. إن القائمة التي أطلق عليها «السجل الوطني للمواطنين» تنص على أن 28.9 مليون من السكان الحاليين في الولاية مواطنون، لكنها حجبت أسماء الـ4 ملايين مواطن؛ الذين جردوا من جنسيتهم.

إن السكان المعنيين في هذه القائمة كانوا قد انتقلوا إلى أسام في عام 1971، حينما كانت بنجلاديش في حرب مع باكستان. حينها تدفق حوالي 10 مليون مهاجر غير مسجل من بنجلاديش إلى الهند، ومنذ وقت قريب تعرضوا لمشادات عنيفة من المحليين.

وقال ممثلون عن الحكومة الهندية إن هؤلاء السكان الذين جردتهم الحكومة من الجنسية لن يواجهوا «الترحيل الفوري أو الاحتجاز»، وسيعطَوا مهلة مؤقتة للامتثال للقرار، لكن التقرير يقول إن الكثير منهم من الذين لديهم موقف هجرة غير مؤكد أصبحوا قلقين بما سيحل بهم.

ونقل التقرير ما قاله شفيع الدين أحمد، وهو معلّم مسلم من أسام، في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» بأنه لم يكن مشمولًا في القائمة الصادرة مؤخرًا، على الرغم من ورود أسماء عدد من أفراد أسرته في القائمة. معبرًا عن خوفه من أن ينفصل عن عائلته. وتساءل أحمد: «ما الذي سيحل بي؟» وأضاف: «إنهم قد يرسلونني إلى مركز الاحتجاز. كيف ستأكل وتعيش عائلتي؟ تدور في عقلي كل هذه الشكوك».

الحكومة الهندية تريد طرد المهاجرين غير المسجلين من أسام

يصف التقرير قرار الحكومة الهندية بأنه جزء من حملة عنيفة أوسع ضد المهاجرين: إذ تعهد الحزب القومي اليميني الحاكم، والذي يقوده رئيس الوزراء ناريندا مودي بتخليص البلاد مما أسماه الأجانب غير الشرعيين.

وكان سكان ولاية أسام قد تظاهروا احتجاجًا ضد الأقلية العرقية هناك، ملقين عليهم باللوم في أخذ فرص العمل، واستخدام الموارد المحدودة. وفي ثمانينات القرن الماضي ظهرت مجموعة عنيفة من سكان أسام قتلوا حوالي 1800 من الوافدين الجدد للولاية.

يقول التقرير: إن هذه ليست المرة الأولة التي تحاول فيها الحكومة طرد المهاجرين غير المسجلين في أسام؛ إذ صدرت مسودة أولى للقائمة العام الماضي، وكانت تضم حينها 13 مليون شخص. وعلى الرغم من خفض هذا الرقم، إلا أن مسائل الهوية والهجرة والانتماء إلى الهند لا زالت نقاط خلاف كبيرة.

ويختتم التقرير قائلًا: إنه منذ إصدار القائمة، هاجم كثيرون جهود الحكومة لطرد أقليات عرقية، ووعدوا بالتحرك وتنظيم احتجاجات. ونقل التقرير عن «رويترز» ما قاله ريبون بورا، وهو زعيم حزب المؤتمر المعارض في الولاية: «إنهم يحاولون عزل المسلمين، والرقم الذي صدر كبير ومذهل. نحن سنقاوم هذا القرار».

 

 

(المصدر: ساسة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى