متابعات

نداء رابطة علماء المسلمين لنصرة غزة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

فإن رابطة علماء المسلمين تتابع  بكل أسى وحزن وألم  ما يجري على إخواننا المسلمين في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص من عدوان صهيوني غاشم وإرهاب أثيم وترويع للآمنين لا يزال يتتابع وسط صمت عالمي وإقليمي مريب أشبه بالمباركة والتأييد!!

و لا شك أن هذا العدوان الأثيم يوجب على أهل الإسلام قاطبة الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم والاجتهاد في رفع الظلم عنهم بما يمكن من الأسباب والوسائل تحقيقاً لأخوة الإسلام ورابطة الإيمان ، قال الله تعالى:{ إنما المؤمنون إخوة } (الحجرات 10) وقال عز وجل: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } (التوبة 71)

وقال عليه الصلاة والسلام: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره) رواه مسلم، وإزاء هذا العدوان الغاشم فإن رابطة علماء المسلمين تؤكد على مايلي:

أولا: إن طبيعة هذه المعركة كما يعلنها ويمارسها هؤلاء اليهود الصهاينة المعتدون هي معركة عقدية، وأنها غير محصورة في فلسطين أو غزة بل هي معركتهم مع أهل الإسلام في أي مكان؛ مصداق قول الحق جل وعلا: { ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }، وعداوتهم لأهل الإيمان ثابتة راسخة كما قال العليم ببواطنهم وماتكنه صدورهم -عز وجل :{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }،  وأنه لا سبيل لنيل رضاهم إلا باتباع ملتهم؛ كما قال سبحانه: { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }، فينبغي أن يدرك المسلمون في كل مكان أنهم جميعا معنيون بهذه المعركة  وأنها معركتهم جميعا لا أهل غزة وحدهم!!

ثانيا: إن أولى الناس بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أُمّتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» (أخرجه البخاري ، ومسلم)، هم المرابطون في الشام كما عند البخاري في روايته وأحمد : فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال: “سمعتُ معاذ بن جبل يقول: وهم بالشام”. وفي القلب منهم رجال المقاومة في فلسطين المحتلة، فالواجب على المسلمين نصرتهم بكل سبيل والحذر من الطعن فيهم وخذلانهم فضلا عن نصرة اليهود المعتدين عليهم،  وقد قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله (مجموع فتاويه 1/274) :” وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم” اهـ.

ثالثا: تتوجه رابطة علماء المسلمين إلى أهل الإسلام قاطبة؛ علماء وحكومات وهيئات وشعوبا بالقيام بما أوجبه الله عليهم من نصرة إخوانهم في فلسطين بكل سبيل ممكن كل بحسب موقعه وقدرته، وتحذر من عاقبة خذلانهم، فالأيام دول، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من امرئٍ يخذل مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته).

كما تتوجه إلى عقلاء العالم ومنصفيه من حكومات وهيئات ومنظمات أن يدينوا هذا الإرهاب الصهيوني الأثيم الذي يتجلى في أوضح صوره، وأن يحذروا المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين!!

رابعا: نتوجه إلى إخواننا المرابطين في فلسطين ونوصيهم بملازمة الصبر والمصابرة والرباط والتقوى وقد قال عز وجل: { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون }، وقد قال تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }، كما نوصيهم بالاعتصام جميعا بحبل الله والحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف والبعد عن أسباب التنازع والفرقة وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين }.

ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ، ويعلي كلمته وأن ينصر أولياءه ، وأن يخذل أعداءه ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم ، وأن يكفي المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

بيان صادر عن

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين

الأربعاء 4/ شوّال  /1438هــ

الموافق 28 / يونيو / 2017م

(المصدر: رابطة علماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى