أخبار ومتابعات

نخبة من العلماء يفتون بجواز تباعد المصلين في صلاة الجماعة

نخبة من العلماء يفتون بجواز تباعد المصلين في صلاة الجماعة

التباعد الاضطراري القاهر لمنع العدوى لا يؤثر في صحة صلاة الجماعة

محمد الصغير: تحديد المسافات الفاصلة بعلامات على السجاد لا يُبطل الصلاة

د. سلطان الهاشمي: تسوية الصفوف مُستحبة وغير واجبة

د. محمد اليافعي: الهيئات المندوبة كتسوية الصفوف لا تبطل الصلاة عند تركها

  • د.محمد يسري: من خلف على نفسه المرض فله أن يصلي جماعة في بيته
  • التراص في الصف شرط مُكمّل ومن شروط المُكمّل
  • ألا يعود على الأصل بالبطلان عودة الصفوف إلى التراص والتسوية عند زوال المحذور
  • أداء الصلاة اليوم على الوجه المستطاع ليس ابتداعًا في الدين

أفتى عدد من العلماء وأساتذة الفقه بجواز تباعد المصلين عن بعضهم في صلاة الجماعة وقايةً من العدوى، لافتين إلى أن الاصطفاف وتسوية الصفوف في الصلاة سنة مؤكدة عند الجمهور وأوجبها بعض الفقهاء، فإذا حمل على التباعد ضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، فإن القول بصحة الصلاة هو الأرجح، ثم الضرورة تقدّر بقدرها، فإذا زال المحذور فقد عادت الصفوف إلى التراص والتسوية، وإذا أديت الصلاة اليوم على الوجه المستطاع لم يكن هذا محرّمًا ولا ابتداعًا في الدين.

وقالوا ل الراية أن وضع علامات في السجاد لتحديد المسافات الفاصلة بين المصلين والتباعد الاجتماعي في المسجد أمر لا يُبطل الصلاة، لأن التراص في الصف شرط مُكمل ومن شروط المُكمل ألا يعود على الأصل بالبطلان.

التسوية سنة

وقال فضيلة د. سلطان الهاشمي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة – جامعة قطر وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (تسوية الصفوف ‏‏وسد الفُرَج سنّة عند جماهير أهل العلم ‏لحديث (سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) قال دقيق العيد: ‏تسوية الصفوف اعتدال القائمين على سمت واحد وقد تدل تسويتها أيضاً على سَدّ الفُرَج فيها.

وتابع فضيلته بأن تسوية الصفوف مستحب غير واجب فليس من أركان الصلاة ولا من واجباتها ‏هذا إذا لم يكن هناك عذر، ومع وجود العذر واشتراط الجهات الصحية التباعد بين المصلين خوفاً من نقل العدوى فلا بأس هنا من عدم اشتراط سد الفرج في صلاة الجماعة ‏‏، وختم فضيلته بأن صلاة الجماعة بهذه الكيفية صحيحة.

اتخاذ التدابير

من جانبه أوضح فضيلة الدكتور محمد الصغير عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الله تعالى يقول: {في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَاةِ} ومع ظهور معالم انفراج الوباء، وحصول الأمن على النفس، وبداية عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، فإنه ينبغي فتح المساجد والجوامع في كل البلاد مع اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

وتابع فضيلته بأن وضع علامات في السجاد لتحديد المسافات الفاصلة بين المصلين والتباعد الاجتماعي في المسجد أمر لا يبطل الصلاة، لأن التراص في الصف شرط مكمل ومن شروط المكمل ألا يعود على الأصل بالبطلان.

سد الفُرج

أما فضيلة د. محمد سالم اليافعي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فقال: إن إعمار بيوت الله من الأدلة العملية على الإيمان، لقوله تعالى: (إنَّما يَعْمُرُ مساجدَ الله من آمن بالله واليومِ الآخرِ وأقام الصَّلاة وآتى الزَّكاة ولم يخشَ إلاَّ الله فعسى أُولئكَ أن يكونوا من المهتدين}. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان)، والمؤمنون في شوق إلى بيوت الله تعالى، وقلوبهم معلقة بها.

وأوضح أنه بما أن سد الفُرج في الصفوف من تسوية الصفوف الذي هو من هيئات الصلاة المندوبة، وليس من شروط صحة الصلاة أو أركانها؛ حيث أنه من المعلوم أن الصلاة تبطل إذا نقص أحد شروطها أو أحد أركانها، أما هيئات الصلاة المندوبة كتسوية الصفوف، فلا تبطل الصلاة عند تركها، فهي من محسنات الصلاة، التي يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها، فما بالك إذا تركت لعذر قاهر، وهو تجنب الإصابة بفيروس كورونا؛ لذلك فإن التباعد الاضطراري القاهر للحافظ على النفس من العدوى لا يؤثر في صحة صلاة الجماعة، لأن المسلم مُطالب أن يعبد الله بقدر استطاعته، فالله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم} والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم}.

مسافات بين المصلين

وقال فضيلة الشيخ يحيى بطي النعيمي الذي يظهر جواز صلاة الجماعة مع وجود مسافات بين المصلين إذا كان هذا مما يساعد في الوقاية من الإصابة بالعدوى ويحد من تناقل وانتشار الوباء بإذن الله، فأما على مذهب جمهور العلماء الذين يرون أن سد الفرج مستحب في الصلاة وليس واجباً فالأمر ظاهر.

وأما على القول بالوجوب فتصح أيضاً ولا يختلف الحكم وذلك لوجوه منها أن الاصطفاف واجب عند الإمام ابن تيمية ولا تصح الصلاة إلا به، ومع ذلك جوَّز صلاة المنفرد خلف الصف إذا لم يجد مكاناً في الصف، وجعل هذا خيراً من تركه الجماعة. فمسألتنا تقاس عليه، بل أولى، ولأنه أفضل من إغلاق المساجد، فترك التراص هنا لعذر، وله نظائر في الشرع من الواجبات والشروط والأركان التي تترك للعذر مع كونها أشد منه.

زوال المحذور

وقال فضيلة د.محمد يسري إن الاصطفاف وتسوية الصفوف في الصلاة سنّة مؤكدة عند الجمهور وأوجبها بعض الفقهاء.

فإذا حمل على التباعد ضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة، فإن القول بصحة الصلاة هو الأرجح، ثم الضرورة تقدّر بقدرها، فإذا زال المحذور فقد عادت الصفوف إلى التراص والتسوية، وإذا أديت الصلاة اليوم على الوجه المستطاع لم يكن هذا محرّمًا ولا ابتداعًا في الدين.

وختم فضيلته بأن من خلف على نفسه المرض فله أن يُصلي جماعة في بيته، وكذا أصحاب الأمراض المناعية والمزمنة كالسكري والربو وغيرها.

(المصدر: صحيفة الراية / الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى