تقارير وإضاءات

مصر … النصارى يؤيدون الأرمن ويسبّون الرسول صلى الله عليه وسلّم … لماذا ؟

مصر … النصارى يؤيدون الأرمن ويسبّون الرسول صلى الله عليه وسلّم … لماذا؟

في كل عام تدق كنائس مصر أجراسها تضامناً مع الأرمن، وفي عام 2015 شاركت الكنائس في دق أجراسها 100 دقة، بمناسبة الذكرى المئوية لما يسمونه إبادة الأرمن على يد الأتراك، ويطلق الأقباط على هذه الإبادة المزعومة المذابح الحميدية نسبة إلى السلطان عبدالحميد الذي تم خلعه من الخلافة قبل ذلك بستة أعوام 1909م.

وفي هذا العام، اشتدت حملة الكنائس المصرية على الأتراك بعد هزيمة المحتلين الأرمن لقره باغ التي يسمونها آرتساخ، وقد شارك د. منير حنا، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، في قداس ذكرى الإبادة الأرمينية المزعومة التي يترأسها الأنبا كريكور كوسا، أسقف الأرمن الكاثوليك، وذلك بكنيسة الأرمن بمصر الجديدة، وأكد أن الرئيس التركي أردوغان يسير على خطى أسلافه ويجدد المآسي في أرمينيا مرة أخرى هذه الأيام، في إشارة إلى هزيمة الأرمن الغزاة بعد تحرير معظم قره باغ.

وأوضح حنا، في بيانه، أن النظام التركي يواصل جرائمه ضد الإنسانية على عدة مستويات سواء في الداخل أو الخارج، وتقيم الكنائس جنازة للضحايا يحضرها سفراء الغرب ولبنان وسورية تعبيراً عن تضامنهم مع أرمينيا.

ويتجاهل رؤساء الكنائس المصرية أن الأرمن احتلوا قرة باغ عنوة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وهجروا مسلميها، وحولوا المساجد إلى زرائب للخنازير ودمروا الآثار الإسلامية، وقضوا على كل ما يشير إلى إسلامية المنطقة، وحين تم تحرير معظم قره باغ مؤخراً قام الأرمن بإحراق المنازل التي كانوا يقيمون فيها ومؤسسات التعليم والصحة والإدارة كي لا يستفيد أهلها المسلمون منها، ونقلت الشاشات مناظر مؤسفة للتعصب الصليبي الذي لم يقصر في التعبير عن وحشيته وقسوته.

إن قصة المذابح الأرمينية الملفقة خضعت للدعاية الصليبية الغربية، ولم تخضع لمنطق الحقيقة والصدق، فقد قتل الأرمن من الأتراك أضعاف ما قتل منهم، فضلاً عن خيانتهم للأتراك وغدرهم بهم وهم الذين أشركوهم معهم في حكم الدولة وتسييرها، ومنحوهم أعلى المناصب والوظائف، وقد احتكمت تركيا وأرمينيا إلى الأمم المتحدة للفصل في دعوى المذابح أو المحرقة كما يدعون، ولكنهم تهربوا من الجلوس أمام المحكمين.

وهناك دراسة طويلة بعنوان “الطرد والإبادة مصير المسلمين العثمانيين 1821-1922م”، أعدها باحث أمريكي اسمه جوستن مكارثي، ونشرتها جمعية أتراك السعودية، تلقي مزيداً من الضوء على الظلم التاريخي الذي لحق بالأتراك المسلمين لحساب الأرمن.

وتشير الدراسة إلى أنه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دعم الرسميون الأرمن؛ العلمانيون والمؤمنون، الغزو الروسي لمناطق المسلمين في القفقاس والإطاحة بحكامها المسلمين، في الوقت ذاته عمل الأرمن جواسيس للروس ضد حكامهم المسلمين، فعلى سبيل المثال؛ كانت المدينة العثمانية دربند تحت الحصار الروسي عام 1796م، فأرسل سكانها الأرمن إلى الغزاة الروس معلومات عن مصادر الإمداد المائي للمدينة، مما أتاح للروس أن يهزموا حاكم المدينة العثماني ويذبحوا كثيراً من أهلها.

ومن ناحية أخرى، فقد أتاح تدليل النظام المصري للأقباط فرصة التحرش بالنبي صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه مثلما يفعل ماكرون والصليبيون الفرنسيون.

قبل أسابيع، قام مدرس طائفي في الإسماعيلية يدعى هاني يوسف بسبّ النبي صلى الله عليه وسلم سبّاً مقذعاً يصعب نقله على الورق، وبعد أن ثار الشعب وعبّر عن ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قامت السلطة بالقبض عليه وقدمته للمحاكمة فأفرجت عنه بدعوى أنه قدم اعتذاراً! في حين أن السلطة لا تتسامح مع أي مخلوق في مصر يسيء ولو بكلمة إلى مسؤول من مسؤوليها، ويظل في الحبس الاحتياطي حتى يجف كيانه، وبعد ذلك يقدم للمحاكمة التي تغيبه لسنوات طويلة وراء الأسوار، ويعلم الناس أن السلطة استجابت لسطوة الكنيسة فأطلقت سراح المدرس المتعصب الطائفي!

وقبل أيام، ارتكب أحد الأقباط في قرية البرشا التابعة لمركز ملوي بالمنيا الجريمة نفسها التي ارتكبها هاني يوسف، مما أثار أهالي القرية، وأدى إلى شجار كاد يتحول إلى صراع دام، فتحركت السلطة لتعتقل ثمانية من المسلمين! ويحضر المحافظ وأجهزته للتغطية على الجريمة وإدانة المسلمين، والحديث عن خدمات النظام للقرية والمركز والمحافظة!

إن استهانة العالم الصليبي بالمسلمين، وازدرائهم، وتشجيعه الأقليات والنخب الموالية له سيؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب، ويبدو أن السلطات المعنية تعيش في واد آخر لا يعبأ بما يجري تجاه الإسلام والمسلمين.

(المصدر: رابطة علماء أهل السنة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى