كتابات

مرصد الاقليات المسلمة .. مبادرة تطمح لتسليط الضوء على الأقليات المضطهدة

مرصد الاقليات المسلمة .. مبادرة تطمح لتسليط الضوء على الأقليات المضطهدة

يرى الرئيس التنفيذي لمرصد الأقليات الاسلامية “عصام الدين سنان”، أن أكبر ظلم يقع من قبل الأكثرية المسلمة هو تجاهلها المستمر عن قصد أو غير قصد لقضايا الأقليات المسلمة، وتقصيرها في دعمهم وعدم السؤال حتى عن أخبارهم إلا في الكوارث الكبرى التي غالبا ما تصلها متأخرة مخففة ومغلفة بالأكاذيب.

جاء ذلك في حوار أجراه موقع “مفكرة الاسلام”، مع أحد مؤسسي المرصد ورئيسه التنفيذي “عصام الدين سنان”.

مشكلات العالم الإسلامي

في بداية حديثه أكد سنان ان للعالم الإسلامي مشكلات وأزمات لكن أقلياته تنال من تلك المشكلات قسطًاً كبيراً، لاسيما في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها الأمة، وبداهة إن ما يصيب الكل يصيب الجزء، ويكفي أن أعداد الأقليات المسلمة في تقديرات أحد الباحثين نحو 220 مليونًا، وهذا على أقل التقديرات نظراً لاختلاف الباحثين في اعتبار الدولة إسلامية أوغير إسلامية.

وأضاف سنان إن:

أكبر ظلم يقع منا نحن الأكثرية المسلمة هو تجاهلنا المستمر عن قصد أو غير قصد لقضايا الأقليات المسلمة، وتقصيرنا في دعمهم وعدم السؤال حتى عن أخبارهم

إلا في الكوارث الكبرى، فنتذكر فجأة أن هناك الإيغور المسلمين الذين يقتلون في الصين ونرى جثثا محرقة في إفريقيا الوسطى فنحسبل ونحوقل على الصعيد الشعبي ونطلق بيانات االشجب والاستنكار على الصعيد الحكومي”.

كما أن للأقليات المسلمة دوراً كبيراً في نشر الدين والدعوة لله تعالى، فما من مجتمع مسلم كبير إلاّ وبدأ أقلية ولكن بجهد أبنائه وبالدعوة لله تعالى صار هذا المجتمع أكثرية.

فكرة إنشاء المرصد

وفي حديثه عن فكرة المرصد، أكد الرئيس التنفيذي:

أن الفكرة خرجت من رحم الحاجة والفجوة الواضحة في رصد أحوال الأقليات المسلمة التى تمثل ثلث عدد المسلمين حالياً

والتجربة عبارة عن مبادرة شبابية تحاول سد هذه الفجوة من خلال عمل إعلامي حقوقى بحثي.

 كما أنها الأولى من نوعها، وتسعى لدعم الأقليات المسلمة والمجموعات العرقية في الأماكن التي تضم أقل أعداد من المسلمين حول العالم.

وأضاف قائلاً: “بكل وضوح فان المرصد مازال في عامه الأول ولكن ردود الأفعال كانت جيدة، فكثير من المواقع تنقل عنا الأخبار المستجدة عن الأقليات المسلمة في القارات الخمس، وكثير من قيادات الأقليات المسلمة تتواصل معنا بشكل رسمي”.

كما يضطلع المصدر بإصدار العديد من البيانات المنددة بالجرائم المرتكبة في حق الأقليات المسلمة، كما هو الحال في إفريقيا الوسطى وبورما والسويد وغيرهم من بلدان، لكن مازل العمل الحقوقي بالمرصد يحتاج لتكاتف وتنسيق الجهود.

 المشكلات والعقبات

وعند سؤاله حول المشكلات التي تواجه المرصد، أجاب سنان: “أولى تلك المشكلات أن عملنا هو التجربة الأولى والفريدة من نوعها، والتي تكتنفها الكثير من المستجدات التي تحتاج لأطروحات غير موجودة في ساحة الرصد الإخباري، والبحثي، لذا نكون أول من يعمل على اكتشافها والتعامل معها، مما يستغرق وقتاً كبيراً، كما أن الدعم المالي غير المشترط عقبة في تحريك عمل كهذا الذي نقوم به بشكل تطوعي”.

وحول مشكلات الأقليات المسلمة، نوّه الى أن:

هناك “عجز وتقصير واضح وضوح الشمس” من قبل الأمة الإسلامية، في الدعم المادي وإرسال الدعاة وأشكال المناصرة المعتادة، وأكبر أقلية مسلمة تعاني منه، التي تستوطن قارة أمريكا الجنوبية.

وأضاف أن هناك تقصيرًا أكبر وأعمق يكاد يكون السبب الرئيسي في ما تعانيه الأقليات المسلمة، وهو عدم دعم الأمة الإسلامية لقضايا تمكين المسلمين في بلادهم وتجاهل بحث أسباب استضعافهم وهم غالبا ما يكونون سكان البلاد الأصليين.

وبحسب سنان فان الحل يبدأ “أولا بتغير مفهومنا في دعم هؤلاء المهمشين فليس جمع التبرعات وإرسال المعونات هو الحل الوحيد… وإنما الحل يبدأ من هناك ويكون ذلك بالتواصل معهم وطرح قضاياهم في المحافل لاسيما السياسية والحقوقية والتفكير في كيفية تنظيم هؤلاء المسلمين لأنفسهم وتقديم المشورات السياسية لهم وتوجيههم للمطالبة بحقوقهم”.

وأن يكون الدعم المادي في صور مشاريع تنموية فلن تستطيع الشعوب أن تحيا على المعونات دائما، وألا تكون المنح التعليمية لأبناء المسلمين من هذه الدول في التخصصات الشرعية فقط بل يجب أن تكون في جميع مجالات الحياة حتي يستطيعوا التواجد في جميع المراكز الحساسة والنافذة في دولهم.

أكثر الأقليات اضطهاداً

وبحسب سنان:

فإن مسلمي الروهينجا في أراكان تعتبرهم الأمم المتحدة أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم

وبزغت قضيتهم بشكل كبير عندما هجرت الحكومة البورمية قرابة 20 ألف مسلم إلى بنجلاديش بزعم أنهم بنغاليون، رغم أن التاريخ يدحض دعواهم، ويسرد لنا عمر مملكة كوّنها الروهينجا، دام حكمها 350 عامًا.

وتوالت المظالم تباعًا على المسلمين الروهينجا والتي يعلمها القاصي والداني من تعذيب وتهجير واغتصاب للحرمات وحرمان من الحقوق السياسية.

وأشار سنان إلى أهمية دور الحكومات المسلمة في تبني قضايا الأقليات، ليس فقط في المحافل الدولية، بل في فرض العقوبات الاقتصادية على الأطراف التي تركت الحبل على الغارب لحكومة ميانمار تحت مرأى ومسمع النظام الدولي.

كذلك تنمية الوعي الإسلامي لدى المسلمين في وسائل الإعلام بقضية الروهينجا لتشكيل وسيلة ضغط على الحكومات لاتخاذ قرارت رادعة لكل من تسول له نفسه بالمساس بحقوقهم.

الأقلية المسلمة في أوربا

ونوّه سنان الى أن:

الأقلية المسلمة في أوروبا لا تزال تعاني من مظاهر العنصرية والتعصب، وتشتد في بلدان وتضعف في أخرى، ومن البلدان التي تشتد فيها العنصرية بلغاريا، والتي يصل عدد المسلمين فيها إلى أكثر من 2.5 مليون نسمة

حيث يتعرضون فيها لضغوط تعسفية وصلت إلى حد إجبارهم بالقوة على تغيير أسمائهم أو إضافة لاحقة بلغارية إلى أسمائهم فيصبح اسم محمد (محمدوف) وأحمد (أحمدوف)، وتحرم السلطة البلغارية إطلاق الأسماء الإسلامية أو غير البلغارية على المواليد الجدد، وتحرم كذلك أداء الفرائض الدينية الجماعية كصلاة الجمعة والعيد.

وتحاول تلك الأقليات الحفاظ على هويتها الإسلامية، لكن ضعف الإمكانات والموارد وندرة الدعاة المتخصصين؛ يقف عائقًا دون تحقيق ما تصبو إليه، مما ينعكس سلبا على أوضاعها الاجتماعية والثقافية، ويزيد من حدة هذه المشكلة؛ عدم وجود لوبي عربي وإسلامي قوي يدافع أمام الحكومات الأوروبية عن حقوق تلك الأقليات ويطالب بسرعة تنفيذ مطالبها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى