متابعات

(مدير مجلة قراءات إفريقية): مسلمو إفريقيا غائبون عن خريطة الإعلام العربي

إفريقيا هي أول مكان دخله الإسلام بعد مكة -حتى قبل المدينة المنورة نفسها- عن طريق هجرتي الحبشة الأولى والثانية، وهي تسمى قارة الإسلام، فهي القارة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، إذ يدين حوالي 60% من سكانها بالإسلام، عدد سكانها حوالي 1.2 مليار نسمة، يتوزعون على 54 دولة، منها 26 دولة ذات أغلبية مسلمة، و28 دولة المسلمون فيها أقلية، ونسبة المسلمين كانت أكبر من ذلك بكثير، لكنها تقلصت بفعل موجات التنصير العنيفة التي رافقت الاحتلال الغربي الصليبي والذي حيث عمد إلى قتل واسترقاق الملايين من مسلمي إفريقيا وتنصير الكثيرين منهم، ولا تزال تتعرض القارة السمراء لنهب ثرواتها من قبل الأطراف الدولية الفاعلة وسط ضعف التواجد العربي إعلاميا وسياسيا.

بهذا التوصيف وصف الأستاذ (رأفت صلاح الدين) – مدير تحرير مجلة قراءات إفريقية، القارة السمراء وواقع الإسلام والمسلمين في إفريقيا ودور الإعلام.

مسلمو إفريقيا

هناك حقيقة مؤلمة ليست أقل من واقع القارة وواقع المسلمين بها؛ وهي غياب إحصاءات ومعلومات دقيقة عن القارة سواء عن السكان أو الموارد الطبيعية بها، وذلك لأن مصدر المعلومات إما الحكومات ومراكز الأبحاث والدراسات الغربية وبعض الحكومات الإفريقية أو عن طريق المسلمين أنفسهم، وكلاهما غير دقيق فالمصادر الغربية خانت الأمانة العلمية وخسفت عدد المسلمين بالقارة إلى أقل من نصف العدد الحقيقي بكثير، وبعض المصادر تدعي أن المسلمين يمثلون 25% من عدد السكان، وكذلك خدعت في حجم الموارد الطبيعية لتكون فرصة لنهب ثرواتها وخيراتها وهذا ما يحدث منذ عقود للأسف.

 في الجهة المقابلة تعد المؤسسات الإسلامية وبعض الحكومات بعمل إحصاءات مبالغ فيها للغاية عن عدد المسلمين، بحيث أصبح هناك خلاف بين الدول ذات الأغلبية المسلمة والدول التي بها أقليات مسلمة، وهذا لا يحدث إلا في إفريقيا.

 فنجد تفاوت كبير في النسب والإحصاءات في كل دولة، وذلك لعدم شروع أي دولة في عمل إحصاءات دقيقة ومحايدة، وعدم امتلاك المسلمين المقدرة المالية لعمل ذلك.

إفريقيا أول مكان دخله الإسلام بعد مكة

إفريقيا هي أول مكان دخله الإسلام بعد مكة -حتى قبل المدينة المنورة نفسها- عن طريق هجرتي الحبشة الأولى والثانية، بوصول عدد من الصحابة استوطن بعضهم إفريقيا، وكذلك عن طريق الفتوحات الإسلامية في شمال القارة، والتجار المسلمين، ودولة المرابطين والموحدين، وبعض الفرق الصوفية.

تسمى إفريقيا قارة الإسلام لأنها القارة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة حيث يدين حوالي 60% من سكانها بالإسلام، وكانت النسبة أكثر من ذلك لكن مع موجات التنصير التي رافقت الاحتلال الغربي الصليبي حيث عمد إلى قتل واسترقاق الملايين من مسلمي إفريقيا، وفي نفس الوقت استخدم كل الحيل الشيطانية لتنصير المسلمين وغير المسلمين في إفريقيا.

عدد سكان القارة حوالي 1.2 مليار نسمة، وتتكون إفريقيا من 54 دولة منها 26 دولة ذات أغلبية مسلمة، و28 دولة المسلمون بها أقلية.

وتتركز النسبة الكبرى من التجمعات الإسلامية في غرب إفريقيا، بالرغم من بعدها عن منبع الرسالة إلا أن معظم دول غرب إفريقيا دول إسلامية ذات غالبية مسلمة.

تجربة مجلة قراءات إفريقية

مسلمو إفريقيا يكاد ألا يعرف عنهم العالم الإسلامي شيئاً، ويواجه كل إعلامي عقبات كبيرة وكثيرة في متابعة أخبارهم والكتابة عنهم في ضوء هذا الواقع.

العمل الإعلامي الإسلامي يعاني من كبوات كثيرة، فإذا تحدثنا عن الإعلام الإفريقي أو المتخصص في الدراسات والواقع الإفريقي نجده أكثر معاناة لأسباب عديدة، منها انعدام الرؤية وعدم وضوح الرسالة وانعدام التمويل أو ضعفه، ضعف الكادر الإعلامي وعدم وجود كوادر متخصصة، عدم اهتمام الجمهور العربي بالقضايا الإفريقية إلا في حدود ضيقة، الجهل بإمكانات القارة البشرية والمادية، كذلك الجهل بتاريخ القارة والممالك والامبراطوريات الإسلامية التي ظهرت فيها وظلت قائمة حتى جاء الاستعمار الغربي وأسقطها.

 لذا كنا في مجلة قراءات إفريقية ولا زلنا نأمل أن نقدم عمل إعلامي قوي وراقي نستطيع به سبر أغوار القارة وقضاياها ومواردها وتقديم صورة كاملة وشاملة عنها للقارئ العربي والقارئ الإفريقي نفسه.

حددنا رؤيتنا من البداية كالتالي: الريادة الإعلامية في الارتقاء بالوعي الصحيح للواقع الأفريقي وقضاياه من منظور إسلامي.

حددنا رسالتنا : أن قراءات مجلة متخصصة تعمل على تعميق فهم المهتمين بالشأن الأفريقي لواقع القارة، عبر نشر إعلامي وكتابات احترافية موضوعية، وفق التزام قيمي ومهني.

ثم حددنا هدفنا: نشر الوعي الصحيح حول الواقع الأفريقي بأبعاده المختلفة وتنمية هذا الوعي، بالقراءة العلمية المتخصصة التي تنهض بالفكر، وتعي الأبعاد التاريخية والبيئية المحلية، وتنير البصيرة بالحاضر، وتستشرف المستقبل.

ثم وضعنا أهدافنا التفصيلية ووعنا سياسات وقيم المجلة وفق هذه الرؤية.

كنا حريصين من البداية أن نستكتب القلم الإفريقي فإنه هو الأدرى بواقع القارة وقضاياها ومشكلاتها واحتياجاتها ونجحنا إلى حد ما في تشكيل فريق من الباحثين والدارسين من جنوب القارة.

نتيجة لتكاتف الجميع إدارة وهيئات ومحررين وجمهور أيضاً استطعنا أن نحقق بعض النجاحات بأن نجعل الدراسات الإفريقية محل اهتمام كثير من الباحثين الأفارقة وغيرهم.

أما فيما يخص دور الإعلام العربي تجاه مسلمي أفريقيا، فإن الإعلام العربي يسيطر عليه حفنة من العلمانيين الذين يسيرون في ركب الغرب ينشرون الفساد والانحلال والتغريب وإضعاف الجسد الإسلامي لذا لا يكترثون بإفريقيا أو غير إفريقيا .. هم يطبقون سياسات الغرب في إبعاد الأمة عن بعضها، وهذا لا يمنع من وجود جهود مخلصة تسعى أن تقدم الواقع الافريقي وتنشر قضاياه وتعرف العرب به .. وتشكيل حالة من الوعي بالقضايا الافريقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى