تقارير وإضاءات

مدرسة «ابن خلدون».. نموذج رائد للمدارس الإسلامية في فرنسا

مدرسة «ابن خلدون».. نموذج رائد للمدارس الإسلامية في فرنسا

تحتضن مدينة مرسيليا -جنوب فرنسا وثاني أكبر المدن بعد باريس- قرابة 300 ألف مسلم، وللضعف المالي لهم، فهي قليلة المدارس الإسلامية، فبادر المركز الإسلامي بإنشاء 3 مدارس خاصة ومعهد شرعي، إلى جانب المسجد الكبير، لتغطية نقص التعليم الإسلامي، وهي:

1- حضانة وروضة «ارسم لي كتاباً»؛ وتعنى بالأطفال ما بين 3 و7 سنوات، يتعلمون فيها القيم الإسلامية، والقرآن الكريم والأدعية. 

2- مدرسة السنابل؛ للأطفال بين 7 و15 عاماً، يتعلمون فيها اللغة العربية والتربية الإسلامية (250 طالباً وطالبة).

3- مدرسة ابن خلدون للمرحلتين الإعدادية والثانوية.

4- معهد دار المعرفة للدراسات الإسلامية؛ ويتلقى فيه الدارسون علوم القرآن واللغة العربية والدراسات الإسلامية، وقد تخرج فيه عشرات الحفاظ، بينهم مجازون بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكلها مؤسسات تعليمية خاصة، وشهاداتها معتمدة لدى وزارة التعليم الفرنسية.

ونظراً لقلة المدارس الإسلامية من جانب، وللمشكلة الكبرى بمنع الدولة ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، باستثناء المدارس الخاصة، زاد الإقبال على مدرسة ابن خلدون الخاصة، وبلغت طاقتها الاستيعابية ذروتها بتسجيل 135 طالباً وطالبة فقط، ولم تتبق لديهم إمكانية لاستقبال الطلبات الجديدة، وباشروا ببناء مبنى جديد لاستيعاب 450 طالباً وطالبة.

وفي المدرسة التي تحمل اسم «ابن خلدون»، الفيلسوف العربي الذي عاش في القرن الرابع عشر ومؤسس علم الاجتماع، يتلقى الطلبة دروساً في الدين والثقافة الإسلامية واللغة العربية، بالإضافة إلى المنهج الدراسي الفرنسي العادي.

وتعد مدرسة ابن خلدون من المدارس المتميزة، فهي الأولى على مستوى الجنوب، والرابعة على مستوى فرنسا، وبلغت نسبة النجاح 93%، وشارك طلابها في المسابقة الوطنية التي تقيمها وزارة التربية في علوم الأحياء والأرض، وحصد تلاميذها المركز الأول والرابع على مستوى الجنوب، والرابع والعاشر على مستوى فرنسا.

ويعاني القائمون على هذا المشروع ضعف التدفقات المالية من الداخل والخارج، فالحكومة الفرنسية لا تدعم المؤسسات ذات الصبغة الدينية وإن كانت مدرسة.

وكان لدولة الكويت أكبر المساهمات في بناء هذه المدرسة، وحضر تسليم المبلغ د. خالد المذكور، ود. مطلق القراوي، وممثل السفارة الكويتية في باريس.

وبعد هذه المساهمة الكويتية التي أنعشت حركة البناء، هاجت قريحة أحد المشرفين التربويين في المركز الإسلامي قائلاً:

هنا الكويت.. هنا التاريخ يفتخر

فذا بوناصر للإنسان ينتصر

إذا الزمان بذي حـاج ألم به

جاء السخاء كمثل السيل ينهمر

آل الصبــاح قد جـاد الزمان بكـم

فأنتم الشمس للأكوان والقمر.

 

 

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى