تقارير وإضاءات

مخاوف بكين.. كيف أجبر «جنكيز خان» الصين على قمع الأويغور؟

إعداد بكر بهجت

 

عاد القائد المغولي «يسوغي» إلى بيته بعدما كان يشارك في إحدى حروبه، فوجد زوجته أنجبت غلاما، وحينما فحص الطفل وجد أن بداخل قبضة يده قطعة من #الدم، فتيمن بأن ذلك نتيجة نصره على عدوه فأطلق عليه اسم «تيموجين» نسبة إلى أحد القادة الذين تم قتلهم على يده.

بعد سنوات طويلة أصبح هذا الطفل قائدا لجيوش #المغول وأصبح لقبه فيما بعد «جنكيز خان»، والذي نجح في محاصرة الصين وإحراق القرى والبلدان المحيطة بها، حتى نجح في إخضاعها، ومن ثم سلمت له بكين العاصمة.

جنود الأويغور

ضم جنكيز خان في جيوشه عدة فصائل عقائدية فمنهم المسيحيون النسطوريون، والبوذيون، والمسلمون ومنهم من يعتنق تقاليداً روحية أخرى، فبالنسبة للمسلمين فكان #الأويغور هم أبرز مقاتلوها، ومن هنا ظهرت مخاوف #الصين منها، خشية تكرار تجربة جنكيز خان على الرغم من اختلاف الزمان والمكان وأيضا العقيدة.

فالأويغور المسلمون هم شعوب تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية، وهم بشكل عام يتركزون في منطقة #تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم شينجيانغ أيضا) على مساحة تعادل 16.5% من مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين.

القمع الصيني

وخلال الأعوام الأخيرة زادت #السلطات الصينية من حملتها القمعية على الأويغور وذكر تقرير نشرته مجلة نيوزويك، نقلا عن بيتر إروين، ممثل مؤتمر الأويغور العالمي، الذي يقع مقره بألمانيا، أن السلطات الصينية تقوم بجمع المسلمين ونقلهم إجبارياً إلى معسكرات للتوعية السياسية، تماثل #السجون التي كانت منتشرة بالبلاد خلال العصر الماوي القمعي.

وتقدر جماعات حقوق الإنسان أعداد الأويغور المسلمين الذين يتم احتجازهم بمراكز إعادة التوعية المزعومة في تركستان الشرقية بأكثر من 100 ألف، ويتم اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص في مدينة «كاشغر» وحدها، ويُذكر أن تلك السجون بالغة القذارة والازدحام، ويتم إجبارهم على ترديد أغنيات تمتدح الحزب الشيوعي الصيني، وتشجب معتقداتهم#الدينية.

واليوم حثت #الولايات_المتحدة ماليزيا على توفير حماية مؤقتة لأحد عشر شخصا من مسلمي الأويغور الذين تسعى الصين إلى تسلمهم.

وقالت وزارة #الخارجية الأمريكية إنها دعت ماليزيا إلى السماح للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلقاء الأويغور لتحديد مدى أحقيتهم في الحصول على حماية دولية وتوطينهم في بلد ثالث في نهاية الأمر، وكان هؤلاء الأشخاص ضمن مجموعة مؤلفة من 20 من الأويغور من الصين الذين فروا من تايلاند العام الماضي.

تنديد دولي

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش ماليزيا إلى ضمان عدم ترحيل هؤلاء الأويغور قسرا لأنهم يواجهون تهديدات موثوقا بها بالسجن والتعذيب.

وتوجه للصين اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ وتعذيب المعتقلين الأويغور وتشديد القيود على ممارستهم لشعائرهم الدينية وثقافتهم، وتنفي بكين ارتكاب مخالفات. وعلى مدى سنوات فر مئات وربما آلاف من الأويغور من الاضطرابات في شينجيانغ من خلال السفر خلسة إلى تركيا عبر جنوب شرق آسيا.

وتذكر المنظمات الحقوقية أن نحو 11 مليون من الأويغور خضعوا على مدار عقود لعمليات المراقبة والاعتقال، والكثير من الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان.

الأزمة تتفاقم

وتفاقمت حدة الموقف خلال العام الماضي، حينما شغل تشين تشوانجو منصب رئيس الحزب الشيوعي في تركستان الشرقية وشرع في استخدام تقنيات مراقبة جديدة لرصد تحركات الأويغور.

نص تقرير صادر عام 2017 عن مؤسسة جيمس تاون على ما يلي: “زاد أمين الحزب تشين تشوانجو من التواجد الشرطي في شينجيانج (الاسم الذي تطلقه الصين على تركستان الشرقية) إلى حد كبير، من خلال الإعلان عن توافر أكثر من 90 ألف وظيفة خالية بالشرطة، والمهن ذات الصلة بقوات الأمن”.

 

(المصدر: تركستان تايمز / ماب نيوز)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى