كتاباتكتابات مختارة

مائة وخمسون طريقة لنصرة الأقصى .. بقلم د. سلمان العودة

قد يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه، هذه القاعدة تنطبق حرفيا على الكثير من المسلمين الذين يستهزؤون بالأمة الإسلامية، ويحتقرون بعضا من تاريخها، وبعضا من أحكامها، ومن أشهر ما يستخدمه هؤلاء الغافلون في الحط من قيمة المسلمين، شطر بيت شعري شهير، قاله المتنبي في هجاء كافور الأخشيدي، حيث حولوه إلى وسيلة للاستهزاء بالأمة الإسلامية، ولعل أشهر مكان يظهر في هذا الاستخدام: شبكات التواصل الاجتماعي، فعندما تنشر المنصات المعادية للإسلام -كدين ونظام حياة- منشورات ظاهرها النقد البريء، وحقيقتها النيل من الإسلام، يتفاعل الكثير من المسلمين مع ذلك المنشور تفاعلا سلبيا، ثم يختمون موقفهم بقولهم: “يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”. وهنا نريد أن نناقش هؤلاء الذين يريدون أن يحطوا من أمة محمد –صلى الله عليه وسلم-، وما علموا أنهم إنما يحتقرون أنفسهم قبل أمتهم، فنقول لهم: من هي الأمم التي تضحك علينا وتسخر منّا؟
1/ هل هي الأمة النصرانية أو الغربية التي شرّعت زواج المثليين؟ والتي تفضل إشاعة الإلحاد بين البشر على انتشار الإسلام؟ .. الأمة النصرانية التي لا تزال تؤمن بالخرافات، وأن الثلاثة تساوي الواحد؟ ..الأمة التي لا تعرف معنى الحياء والشرف؟ .. الأمة التي لا يزال الفرد فيها يعتقد أن دفع مبلغا ماليا للكنيسة يكفي لإزالة ذنوبه وجرائمه؟
هل يضحك علينا النصارى الذين خاضوا حربيين عالميتين دمرت العالم، ولأسباب منحطة؟ وخاضت قبل ذلك حركة استعمارية رهيبة في حق آسيا وإفريقيا، وشيدت حضارتها –الأمة النصرانية- بخيرات الدول المستعمرة، و بأيدي الشعوب المحتلة.. هل تسخر منا أوروبا التي لا تزال تستصغر كل من لا ينتمي إليها؟
هل الأمة التي تضحك علينا هي الأمة النصرانية في شرق أوروبا؟ أين لا تزال النساء فيها تعشن كيمياء القرون الوسطى الأوروبية الظلامية؛ حيث تعمل المرأة في كل المجالات، الشاقة وغير الشاقة، فلا تندهش إذا رأيت امرأة تعمل في تعبيد الطرقات ووضع الاسفلت، ورعي البقر والماعز في السهول والمزارع حتى في ضواحي المدن.. فهل أمة أوروبا الشرقية الغارقة في الفقر والبؤس الشديد هي التي تسخر منا؟ أوروبا الشرقية التي غرق شبابها في الجريمة والفاحشة.. أوروبا الشرقية التي عدد محلات الخمر فيها أكبر من أي شيء آخر، هي التي تحتقرنا؟
هل شاهد الذين يحتقرون الأمة الإسلامية ذلك الأوروبي الذي يعود في المساء وهو يحمل قارورة خمر في يديه، بدل أن يحمل ألعابا لأولاده؟ هل تحدثونا عن الأمة النصرانية أو الغربية التي أنشئت ملايين المواقع الإباحية لإفساد العالم؟ هل هي الأمة الأوروبية التي أباحت الفواحش وهدمت الزواج وأنهت مؤسسة الأسرة؟ هل تتحدثون عن الغرب الذي تتظاهر فيه النساء بلا ثياب ولا حياء؟ هل يضحك علينا الغرب الذي يحارب الحجاب والستر، ويطارد المسلمات، ويحرم تلميذات شابات من الدراسة بحجة أن الحجاب مناف للعلمانية؟
أما العنصرية في حق السود والمسلمين في أمة أوروبا فهذه لا تحتاج إلى تعليق، وأما البخل الشديد الذي يشتهر به الأوروبي فهذه حكاية أخرى، فمن يضحك على من؟ هل يضحك علينا الكافر الذي لا يعرف معنى النظافة ويستنكر وجود الماء في المرحاض؟
هل تحدثونا عن نصارى أمريكا اللاتينية؟ حيث لا يزال الناس هناك يعيشون في ظل الفقر والبؤس، ولا يزال نظام المافيا فعالا هناك.
هل تقصدون الأمة الفرنسية؟ التي تفضل تربية الكلب على تربية الأطفال، حيث يفوق عدد الكلاب فيها عدد الأطفال؟ ربما تقصدون الأمة الروسية التي يعيش فيها السكان في تخلف رهيب، ولا قيمة للبشر فيها، فعشر دولارات تكفي لجعل روسي يقتل روسيا آخر.. هل تقصدون روسيا التي لا حياة فيها ولا رفاهية إلا في وسط مدينتي موسكو وسان بطرسبورغ، أما باقي الضواحي والمدن فيعيش فيها السكان في أوضاع كارثية، هل هي روسيا الفودكا والمافيا والفواحش والحانات، هي التي تضحك علينا؟
هل هي الأمة الأمريكية التي تنتفض لحقوق الحيوانات، ولا تلتفت لحقوق السود والأجانب؟ وتدمر الدول وتسقط الحكومات، وتحتضن أشرار العالم الذين يتحكمون في خيرات الكوكب؟ وتتاجر بدماء الضعفاء والمساكين، وتحارب المسلمين بلا هوادة، وتتخذ سياسات عنصرية ضد كل من لا ترضى عنه.
أم أن الأمة التي تضحك علينا هي الأمة اليونانية، أمة أرسطو وأفلاطون، الفاشلة و الغارقة في الفقر والبؤس والديون، والتي لا تزال تؤمن بالخرافات والأساطير؟
2/ أم تراها الأمة الهندية التي تتخذ نظاما طبقيا بشعا جدا؟ هل يضحك منا الهندوس الذين يشكلون 80% بالمئة من سكان الهند، و يضطهدون النصارى، ويحرمون المسلمين من كل شيء، الهندوس الذين يصنفون ملايين البشر ضمن طائفة “الداليت” ويعتبرون هم أحقر شيء في الهند، الهندوس الذين يربون لحاهم ولا يغتسلون، وحجهم المشهور يكون إلى واد قذر، يغمسون فيه أجسادهم النتنة في قذارته، الهندوس الذين يعبدون البقر، أو الطوائف الأخرى التي تعبد الحجر والشجر، والنجوم والفئران؟ هل الأمة الهندية التي تعيش بالخرافات والشعوذة، ويغتصب شعبها 25 ألف فتاة سنويا، وفي كل مكان، هل هذه هي الأمة التي تضحك علينا؟
3/ ربما تقصدون الأمة الصينية الإباحية، التي يتكاثر فيها الناس مثل البهائم هي التي تضحك علينا !! الأمة التي تأكل كل شيء حتى الصراصير، و تعبد الأوثان، وينتشر فيها الإجهاض بشكل مثير، حتى أن نسبة الأجنة التي أجهضت في عقد من الزمن وصل إلى 100 مليون نسمة بحسب تقارير الأمم المتحدة، بسبب سياسة الطفل الواحد، هل الصين الشيوعية التي لا تزال تستعبد شعبها، حيث يتحكم 2000 ألفا غني(2000) بمليار و300 مليون نسمة، ولا يزال الناس هناك محرومون من حرية التعبير والمعتقد، ولا يزال القمع سيد الموقف.. الناس هناك يعيشون عبيدا، لا كرامة لهم ولا شرف -حسب تقارير الأمم المتحدة- إلى درجة أن زعماء الغرب أخفقوا حتى في فتح هذه المواضيع مع زعماء الصين، فهل الأمة الصينية -التي حالها ما وصف الغرب نفسه-هي التي تضحك علينا؟ الصيني الذي لا يفقه في الذوق والنظافة شيئا يضحك علينا لأننا أمة مسلمة؟
4/ هل أمة أمريكا اللاتينية الغارقة في الجريمة والمخدرات، والمتاجرة بالنساء (تجارة الرقيق الأبيض)، و الغارقة في مستنقع العصابات المافيوية، والطبقية والعنصرية، والدكتاتورية، هي التي تضحك علينا؟
5/ أم هي الأمة البوذية الجاهلة، الغارقة في الجنس والأمية والقتل، والتي لا تزال تعبد الأصنام، وتقتل ملايين المسلمين، ومع ذلك يأتي البعض ليقول عن الإسلام الذي شرع القصاص أنه دين عنف وإرهاب، بينما ممارسات البوذيين القتلة في بورما والهند وفي أماكن تواجدها هلا تمثل البوذية التي يصفونها بديانة الرحمة والحكمة، ولا ندري على من يضحكون بعد هذا !!
وماذا بعد هذه الأسئلة؟
بعد هذه الجولة التي تناولت حقيقة أمم الأرض، على اختلافها وتنوعها، والتي يدعي من يتكلمون بلساننا أنها أحسن منا وتضحك علينا؛ يجب أن نشير إلى مجموعة من الملاحظات والحقائق، وهي:
-أن ما ورد في هذا المقال كان من باب نقل حقائق ثابتة غالبة عن باقي الأمم، ولم يكن من باب احتقار الأمم، وجاء ردا على طائفة متحاملة على أمة الإسلام.
-أن من حق المسلمين الرد على الحاقدين على الإسلام، الذين يريدون بث الهزيمة النفسية في نفوس المسلمين؛ ويدّعون كذبا وزورا أن المسلمين أسوأ البشر، وأن دينهم سبب التخلف.
-الحقيقة الكبرى هي أن الحياة في القرنين الأخيرين كانت ولا تزال جحيما لا يطاق؛ بسبب الحروب والمجاعات والصراعات؛ التي تسبب فيها طغاة اليابان وألمانيا وروسيا وإيطاليا والشيلي، والصين والغرب عموما، وغيرهم، ولم يكن للمسلمين يد في إفساد العالم حقا وواقعا.
-إن المستفيد من خيرات الأرض في وقت السلم والحرب إنما هي فئة قليلة، تعمل بكل الوسائل التي تمكنها من إبقاء البشرية تحت سيطرتها، ومن بين هذه الوسائل نشر التخلف وتغذيته في العالم.
-عندما تم إبعاد الإسلام عن سياسة الحياة عم الخوف والرعب والقلق والجوع والدمار العالم، وذهبت الشعوب والمجتمعات ضحية الأوليغارشية والطبقية والفرعونية العالمية، فالمشكلة ليست في الإسلام، بقدر ما هي في أعداء الإسلام والإنسان.
-من الجميل أن يحتفي المسلمون بإرسال الأمم الأخرى مركبات استكشافية إلى الفضاء، واختراع هواتف مذهلة، و حواسيب متطورة، وطائرات نفاثة، لكن هذا لا يعني أن يغمضوا أعينهم عن الجوانب المظلمة للحضارة المادية، التي جعلت البشر مجرد مجتمعات استهلاكية ومادية خالية من الروحانية، ولا يرحم فيها الإنسان أخاه الإنسان.
-إذا كانت المنتجات المادية والتقنية التي اخترعها إنسان اليوم تجعل المسلم ينبهر حتى يحتقر أمته، فإن نظام الكون، ومخلوقات الله تعالى أولى إعجابه وانبهاره، وأولى به أن يتوجه إلى الله الخالق العظيم، حتى يعلم نعمة الإسلام، ويدرك حجم الظلام الذي خلفته حضارة مادية منفصلة عن الأخلاق الفاضلة.
– بدل أن يغرق المسلم في وحل الانبهار بالمنتجات المادية الغربية، عليه أن يعلم أن هذه الاختراعات على قدر ما حققت الكثير من الراحة للبشر، إلا أنها سببت للبشرية تعاسة لا حدود لها؛ وسبب ذلك أنها لم تهتم بالأخلاق، بل حاربتها، وهذا جانب يحتم على المسلم الانتباه والتأمل والنقد.
-إن من يعتقد أن من حق هذه الأمم أن تضحك علينا، لا يكون إلا جاهلا بحقيقة الحياة على هذه الأرض، وبحقيقة الإسلام ورسالته، أو حاقدا على المسلمين، لأنهم لا يزالون متشبثين بدينهم وقيمهم.
-يجب تقرير حقيقة هامة، وهي أن كل الأنظمة اليوم تسعى لإخفاء الجوانب المظلمة في حياة دولها ومجتمعاتها، ومقابل هذا التلاعب المفضوح عند العقلاء، فإنها تعمد إلى محاولة تصدير صورة مغلوطة عن الحياة فيها؛ لأغراض معروفة.
-نجحت الأنظمة الوضعية في العالم بالتلاعب بالبشر عن طريق استخدام القوميات والاثنيات والطائفية، لإلهاء الشعوب عن معرفة الحق.
-يكره أهل الباطل والشر الإسلام لأنه نظام عدل ورحمة، ونظام يهدد الطغاة والمستبدين والجبابرة؛ لذلك يشتركون جميعا في حربه حربا لا هوادة ولا رحمة فيها، ومن وسائلهم في ذلك تكليف خونة وعملاء من بني جلدتنا؛ مهمتهم بث اليأس في نفوس المسلمين.
-إذا كانت الحيوانات في الغابات تفترس بعضها وفق قانون الغريزة، والسلسلة الغذائية، فإن قانون الغاب البشري يعني أن تبقى الغالبية تحت أقدام فئة قليلة تستحوذ على كل شيء؛ وحتى يحدث ذلك فإن كل شيء مباح، فلا مانع من إثارة مجاعات مصطنعة، وأوبئة موجهة، وحروب مقصودة؛ من أجل تحقيق مزيد من النفوذ بين الوحوش التي تتصارع حول خيرات العالم المادية والبشرية، وهؤلاء يعنيهم بشكل جدي بقاء المسلمين تحت وقع الهزيمة النفسية واحتقار الذات.
-أحق من يستحق وصف الإرهاب هي قوة الشرّ في العالم؛ التي تسيطر على البشر، وتنتج اليأس والبؤس، والتعاسة والظلم، وتخلف بعد ذلك موجات عنف وانتحار وصراعات، ولكنها تعمل على إلصاق الإرهاب بالمسلمين، مستغلة ضعفهم؛ حتى تشوّه صورتهم في الداخل والخارج، وتجهض كل محاولات النهوض.
-هناك حقيقة خطيرة وهامة يجب الانتباه إليها؛ وهي أن الإعلام العميل المأجور لا يدخر جهدا في تحويل حوادث معزولة، أو فتاوى شاذة، أو تصرفات فردية إلى ظاهرة سلبية-مستعملا التضخيم والتعميم بلا حياء أو خجل- حتى يخيل إلى المسلمين أنهم أحقر الناس وأكثر الخلق، وقد فعلوا ذلك مرات كثيرة؛ لذلك ليعلم المسلم أن تلويث الجو الاجتماعي في العالم الإسلامي من اختصاص هؤلاء المنافقين، فليحرص عند تعامله مع الأخبار والمنشورات، ويستخدم عقله؛ لأن الإعلام لا يحاول ممارسة الإقناع بقدر ما يمارس عملية صناعة الانطباع.
-إذا زار المسلم بلدا ومكث في الفنادق، وزار بضعة أماكن ورأى المظاهر الإيجابية فقط، فليعلم أنه لو عاش بين ظهراني أهلها لرأى العجب العجاب؛ لذلك عليه أن يتمهل في تلميع صورة الأمم التي يعيش بينها، وليسأل المسلمين الذين ولدوا وعاشوا فيها، ممن أنار الله عقولهم وبصيرتهم، لا ممن اندمجوا وذابوا في حياة غير المسلمين.
-أخيرا نحن نعترف أننا لازلنا نراوح مكاننا، ولا نصف أمتنا بالكلام، ولا نغطي على أخطاء بعض المسلمين الذين أساؤوا إلى دينهم بأي صورة كانت، ونعترف في نفس الوقت بتفوق الآخر ماديا وصناعيا، لكننا نعترف أننا أمة الأخلاق الفاضلة، والخير فينا إلى يوم الدين، وأن حضارة هذا العصر مفلسة أخلاقيا؛ لأجل ذلك وجب علينا أن ننهض ونتقدم لإنقاذ البيئة التي أفسدها البشر، و استعبدوا أهلها.
العالم يحتاج إلى رحمة الإسلام
وختاما، على المسلم أن يتوقف عن احتقار نفسه، فلسنا أمةً هندية أو يهودية أو بوذية، بل نحن أمل البشرية كلها، فعندما يتأمل المسلم قوله تعالى: “وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين”، ويتأمل أوضاع العالم، الغارق في مستنقعات الظلم والاستعباد والاستغلال والفقر والتعاسة، يدرك أن رسالة المسلم هي نشر هذه الرحمة بين البشر.
-المسلمون هم أمل الأمة اليوم و غدا، وبدل الاشتغال بمقولات مسمومة يشيعها جهلة من بني جلدتنا، أو نصارى أو ملاحدة يتكلمون بلساننا؛ يضحكوا علينا، ولبثوا بيننا روح الهزيمة، فإن واجب المرحلة الحالية يحتم علينا نفض غبار الكسل والعجز عن أنفسنا وأمتنا، وأن يؤدي كل واحد منا واجبه نحو مجتمع وأمته.
-خير ما يقوم به المسلم الواعي اليوم، التمسك بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، فهما الخير المطلق، ولا يخجل من ذلك، فلا سعادة للبشرية من غير الهدي الرباني الخالد المنصور، بدلا من توجيه سهام الظلم إلى الإسلام .
-إن إشاعة الأمل الصادق بيننا، والافتخار بديننا الحنيف واجب شرعي، حيث لا تزال أمتنا متمسكة بالكثير من أخلاقها، مع كل الهجمات التي يشنها ضده أعداء الداخل والخارج.. فلا يزال المسلم –في الغالب الأعمّ- يحترم والديه، ويصون المرأة، و يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ولا يزال نظام الأسرة عندنا محتفظا بقدسيته، ولا يزال فينا خير كثير، فكفى احتقارا لأنفسنا، وكفى تصديقا إعلام الدجل والعمالة والنفاق؛ الذي أكبر همّه تشويه المسلمين، وإهانتهم، وصبغهم الهوان والمذلة؛ إعاقتهم عن النهوض.
الإسلام قادم، و العاقبة لأهله الأتقياء، والسعيد من كان سببا في انتصار، البطل من كان نموذجا مشرقا لهذا الدين الحنيف، المنقذ للبشرية من الضلال والعذابات.

(المصدر: الاسلام اليوم)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى