كتب وبحوث

مؤسَّسةُ البَحثِ والتَّطويرِ (راند) وموقِفُها من الدَّعوة الإسلاميَّة

عنوان الكتاب: مؤسَّسةُ البَحثِ والتَّطويرِ (راند) وموقِفُها من الدَّعوة الإسلاميَّة
اسم المؤلف: د. عبد الله بن محمد المديفر
الناشر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
سنة الطبع: 1436- 2015 
عدد الصفحات: 766

التعريف بموضوع الكتاب:

تُعدُّ مؤسَّسةُ البحثِ والتطوير (راند) من أكبَرِ المراكزِ الفِكريَّةِ في العالَم، وخِدماتُها مكرَّسة في خدمةِ الشُّؤون العسكريَّة الأمريكيَّة، وهي من أهمِّ الهيئاتِ في الولاياتِ المتَّحدةِ الأمريكيَّة، التي تُعنى بالبحثِ والتَّطوير، والاستطلاعِ والتَّخطيط، وأصبحت تُمثِّلُ الاستشراقَ الجديدَ السَّافِرَ، الذي يسعى إلى هَدمِ بُنيانِ الإسلامِ، ويُعلي رايةَ النِّفاقِ، وهو ما أثار في نَفسِ المؤلِّف الشُّعورَ بالمسؤوليَّةِ لدراسةِ إنتاجِ هذه المؤسَّسة دراسةً وصفيَّةً تحليليَّةً نقديةً، فكان هذا الكتابُ.

وقد قسَّم المؤلفُ كتابَه إلى مقدِّمة وتمهيدٍ، وستةِ فُصولٍ وخاتِمة

فتناولَ في المقدِّمة أهميَّةَ الموضوعِ، وأسبابَ اختيارِه، وخُطَّةَ البحثِ، وممَّا ذكره من أسبابِ اختيارِه موضوعَ البحث:

– تزايدُ خطورةِ دراسات (راند) بتخطِّيها الجوانِبَ النظريَّة إلى الجوانِبِ العَمليَّة.

– تركيزُها على عَلْمَنةِ المجتمعاتِ الإسلاميَّة، من خلال مَدِّ جُسورِ التَّعاونِ والدَّعم لكلِّ ذي توجُّه عَلمانيٍّ.

– زَعمُها تميُّزَ دراسَتِها، من حيث القوَّةُ والجودةُ النوعيَّةُ.

أمَّا التمهيدُ فعرَّف فيه الاستشراقَ الجديدَ، وأنَّه: جهودٌ فكريَّةٌ منظَّمةٌ يقوم بها غربيُّونَ، تستخدِمُ العُلومَ الاجتماعيَّة والإنسانيَّة الحديثةَ، وتجعَلُها وسيلةً لدراسةِ العالَم الشَّرقي.

 وتناوَل أيضًا تاريخَ أمريكا، وبدايةَ اهتمامِها بالاستشراقِ، وكذا طبيعةَ الاستشراقِ الأمريكيِّ الجديدِ، وأهدافَه الدينيَّة والعسكريَّة والسياسيَّة، وغَيرَها.

ثم كان الفَصلُ الأوَّلُ بعنوان (التعريف بمؤسَّسة راند) وتناوَل فيه خمسةَ مباحِثَ منها: مصادِرُ (راند) في دراساتِها، وذكَرَ مِن هذه المصادِر:

– المراجِع العامَّة للأبحاثِ والدِّراسات مِن كُتُبٍ ورسائلَ علميَّةٍ، ومقالات، وأخبارٍ، ومواقِع الشبكة العالميَّة، وغيرها.

– المقابلات الشخصيَّة والمُكاتبات بطَلَبِ معلوماتٍ، فيسافِرُ الباحِثُ إلى البلدان التي يتعلَّق بها موضوعُه، ويلتقي بمن يظنُّ أنَّهم سيخدمونَ بحثَه، أو يقومُ بمُراسَلَتِهم سواءٌ داخِلَ أمريكا أو خارِجَها.

– ومن المباحِثِ أيضًا مبحثُ أبرَزِ الدَّاعمين لمؤسَّسة (راند)، ذكَرَ مِن هؤلاءِ الدَّاعمين: الدَّعمَّ الحكوميَّ من الولاياتِ المتَّحدة، وكذا دَعم القِطاعِ الخاصِّ، وممن ذَكَرهم من داعمي التَّأسيس: مؤسَّسة (فورد)، ومَصرِف (ويلز فارجو).

ثم كان الفصل الثاني تحت عنوان: (مصطلحات راند في نَعتِ الإسلامِ والمُسلمين- تحليلُها ونقْدُها)

 وذكر من هذه النُّعوت: (الإسلام الأصولي)، و (الإسلام المتطَرِّف)، و (الإسلام السياسي)، تناوَلَ هذه النُّعوتَ بالتَّعريفِ، ثمَّ النَّقد، فعلى سبيلِ المثالِ ذكر في (الإسلام الأصولي) أنَّ نظرةَ الغَربِ لهذا المُصطلَح تختلِفُ عن نظرةِ المُسلمين له؛ فهو يحمِلُ في طِيَّاتِه عندهم الظُّلمَ والتسلُّط الذي مارسَتْه الكنيسةُ في العُصور الوسطى، ونبَّه الباحِثُ المسلمينَ إلى ألَّا ينساقوا وراء استخدامِ هذه المُصطلحات التي توقِعُ في الخطأِ أو اللَّبسِ، وبخاصة إذا كانت غريبةَ المصدرِ؛ فإنَّنا باستخدامِنا لها نضفي عليها صفةَ الصِّحةِ والسَّلامة.

أمَّا الفصل الثالث فعَنْوَن له الباحِثُ بـ (موقف راند من بعض المضامينِ والوسائِلِ في الدَّعوة الإسلاميَّة، ونَقْدُه) تناوَلَ فيه ستَّةَ مباحِثَ؛ منها: التعليم الإسلامي ونَقْد موقف (راند) منه، أشار فيه إلى تعريفِ التَّعليم وأهميَّتِه في الإسلامِ، وأشار أيضًا إلى الدَّعمِ السُّعودي للتَّعليم الإسلاميِّ في الخارج، ومن ذلك قيامُ المملكة بدَعمِ المدارس الإسلاميَّة في باكستان، وقد أشارت دراسة لـ (راند) عن باكستانَ، إلى العلاقةِ القويَّة بين البَلَدينِ، وأشار المؤلِّف
إلى أنَّ ما تقومُ به المملكةُ في هذا الصَّدَدِ إنَّما هو من بابِ نُصرةِ إخوانِهم في الدِّين، بتعليمِهم وتثقيفِهم في الدِّينِ.

والفصل الرابع تحدَّث فيه الباحِثُ عن (وسائل راند للغَزوِ الفكريِّ والتغريبِ في العالَم الإسلاميِّ، وسبُل مواجَهَتِها)

وتناول تحته خمسةَ مباحِثَ؛ منها: المعتدلون بمفهوم (راند) وسبُل مواجَهتهم، وأشار إلى أنَّ المُعتدلين بمفهومِ (راند) يشمَلُ: الليبراليِّينَ، والعَلمانيِّين، والصوفيَّة، فالليبراليَّة مثلًا وَفقَ تقريرٍ لـ (راند) هم أهمُّ الشُّركاءِ للغَربِ في مُواجَهةِ الإسلامِ، ثم تحدَّث عن الصوفيَّة وأنَّها حليفٌ طبَعيٌّ للغَربِ وَفقَ تقريرِ (بناء شبكات)، فأمَّةُ الوَسَط والاعتدال بحَسَب المفهومِ الأمريكي: هي الصوفيَّة والفِرَق المُنحَرِفة، وأشار إلى أهَمِّ الأسباب التي جعَلَت الغربَ يختارُ الصوفيَّة؛ منها:

– تخاذُل الصوفيَّة عن الجهادِ في سبيلِ اللهِ، وتخذيلُ النَّاسِ عنه.

– مؤازرةُ الصوفيَّة للاستعمارِ.

– عداءُ الصوفيَّة لأهلِ السنَّةِ، والتزامُهم طريقةً تَهدِمُ الإسلامَ.

 ثم أشار إلى ركائِزِ سُبُلِ المواجهةِ، ذكر منها:

 – الثَّبات على الحَقِّ، والصَّبر والمُصابرة عليه.

– مُضاعفةُ جهودِ الدَّعوةِ إلى اللهِ، ودعوةُ المُخالفين إلى منهجِ أهلِ السنَّة والجماعة.

أمَّا الفصل الخامس فكان عن (موقف راند مِن بعض الدَّعوات والجَماعات والفِرَق، وتحليلُه ونَقدُه)

أشار في المبحثِ الأوَّلِ منه إلى موقِف (راند) من دعوةِ الشَّيخِ المُجَدِّد (مُحمَّد بن عبد الوهَّاب- رحمَه الله)، ونَعْتِهم لدعوتِه بالوهَّابيَّة؛ لتنفيرِ النَّاسِ منها، وتشويهِها، حتى يظَلَّ النَّاسُ في جَهلِهم وتفريطِهم أو إفراطِهم.

ثم كان الفصل السادس والأخير عن: (الإرهاب في دراسات راند)، وتناوَلَ الحديثَ في خمسةِ مَباحِثَ، عرَّفَ فيها الإرهابَ مِن وجهةِ نَظَر (راند) ونَقَدَه، ومصادِر التطرُّف، والأسباب الجِذريَّة للإرهاب، وغيرها مِن المباحث

 ثم ختم الباحثُ الكتابَ بخاتمةٍ ذكرَ فيها أهمَّ النتائِج، والتَّوصِيات والمُقتَرَحات،ومن هذه التَّوصيات:

– ينبغي على وَزاراتِ الشُّؤونِ الإسلاميَّة، والمراكزِ المَعنيَّة بالدَّعوة إلى اللهِ، أن تضَعَ برامِجَ عَملٍ متكاملةً، تُكافِئُ الحَربَ الباردةَ القائمةَ، وتَنبري لصَدِّها.

– القيامُ بوَضعِ خُططٍ استراتيجيَّةٍ تربويَّةٍ، لمقاومة التربيةِ الاستعماريَّة الحديثة.

– إنشاءُ مركزِ دفاعٍ عن الشريعةِ الإسلاميَّة، يتخصَّصُ في الدِّفاع عنها ضِدَّ المتربِّصينَ بها داخِلَ العالَم الإسلاميِّ وخارِجَه.

(المصدر: موقع الدرر السنية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى