متابعات

مؤتمر يناقش تداعيات فيروس كورونا وأخلاقيات الطب من منظور إسلامي

مؤتمر يناقش تداعيات فيروس كورونا وأخلاقيات الطب من منظور إسلامي

أكد خبراء في الصحة وأخلاقيات الطب الحيوي ضرورة اتباع الإرشادات الصحية لمواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا، وذلك خلال الندوة الإلكترونية التي نظمها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) بالعاصمة القطرية الدوحة.

وقال مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة القطرية الشيخ محمد آل ثاني إن الفيروس الجديد يؤدي إلى وفاة المئات يوميا، وتسبب في إغلاق حدود دول كثيرة، ضمن عدد من التدابير التي اتخذتها تلك البلدان، مشددا على ضرورة رعاية الفئات الهشة، مثل المسنين.

وأشار آل ثاني إلى وجود عدوى كبيرة بسبب السفر قد تؤدي إلى قتل مئات الآلاف، مؤكدا أن الأمر لن ينتهي بين ليلة وضحاها، وسيستمر شهورا، لافتا إلى أن الحكومات متأهبة للتخفيف من وطأة هذا المرض والسيطرة عليه.

وقال الأكاديمي ليث أبو رداد، أستاذ سياسة الرعاية الصحية والبحوث في كلية طب وايل كورنيل بقطر؛ إن هناك تحديات كثيرة رغم جهود مكافحة الجائحة، مشيرا إلى معدله التكاثري المرتفع، ووتيرة انتقاله السريعة للغاية.

من جانبه، اعتبر الأكاديمي معتز الخطيب، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة أن التبعات الأخلاقية المرتبطة بجائحة كورونا غائبة عن النقاش العام، لكن بعض المشاركين بالندوة لجؤوا إلى تفسيرات سياسية أو دينية، مشددا على ضرورة الوعي بالجانب الأخلاقي الذي يضع الأولويات والقواعد، ويرشد إلى التصرف السليم وطريقة الاستجابة.

واعتبر الخطيب أن المبررات الأخلاقية هي التي تسمح بإقناع الناس لتعديل سلوكهم، وضرب المثل بأسئلة أخلاقية راهنة من قبيل: من يجب أن يتم علاجه أولا؟ وكذلك قضية حظر السفر، وأولويات البحث العلمي والطبي.

وتناول الخطيب بإيجاز عدة موضوعات؛ بدأها بما سماها “أخلاق الأوبئة”، وضمنها مواضيع مثل الحجر الصحي، ومتى يكون مبررا، والعزل ومسؤولية الأفراد والحكومات، و”أخلاق الصحة العامة”، التي تتضمن قواعد لمنع انتشار العدوى، وناقش الأولوية بين الفرد والمجتمع، وكذلك الالتزامات المهنية.

وتعرض الخطيب لمسألة الخصوصية، وقال إن الإعلان عن بيانات المرضى لا يجب أن تتضمن إفشاء أسمائهم ومعلوماتهم الخاصة.

معايير أخلاقية
وقال الخطيب خلال مداخلته إن هناك عدم اتفاق على المعايير الأخلاقية التي تحكم التعامل مع الأوبئة، وشدد على أولوية مبادئ الصحة العامة، وهي التضامن، والفعالية، والكرامة، والنزاهة.

وأضاف أن الممارسات المقيدة للحريات يجب أن تحافظ على مبادئ التناسب، ودرء الضرر، والمعاملة المتساوية، والشفافية.

من جانبه، قال الأكاديمي محمد غالي، أستاذ دراسات الإسلام والأخلاقيات الحيوية، إن القضايا الأخلاقية مرتبطة بالمعلومات الطبية، واعتبر أن المرجعيات الدينية قبل الحداثة تحدثوا عن الطاعون والأوبئة، وشدد على ضرورة الوعي بالسياق التاريخي وعلاقته بالجوانب الطبية المصاحبة له.

وقال غالي إنه مع نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين كان الوباء أحجية لا يعرف سببها، وكثير من علماء الدين لم يمتلكوا معلومات قائمة على الأدلة. على سبيل المثال، كان الأطباء يقولون إن مرضا بعينه معد، لكن علماء الدين قد يرون أنه ليس كذلك استنادا إلى أن بعض الأشخاص في الأسرة نفسها يصابون به ويظل الباقون أصحاء.

واستشهد غالي بعالم التاريخ صلاح الدين الصفدي، الذي عاش في زمن الطاعون وتوفي بسببه عام 764 هـ، بعد أن امتد الوباء على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن العدوى أمر ثابت تاريخيا، وليس هناك شك في ذلك في الزمن الراهن.

وناقش غالي مسألة “الضرر” وعلاقتها بالذات والآخرين، مشددا على أن إيذاء النفس من المبادئ التي يمكن من خلالها التضييق على حريات الأفراد لحماية المجموع.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى