أخبار ومتابعات

لجنة الفتوى بألمانيا تعقد أولى ندواتها لحساب مواقيت الصلاة

أقامت لجنة الفتوى بألمانيا التابعة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الندوة العلمية الأولى لها تحت عنوان “حساب مواقيت الصلاة في ألمانيا ومدى إمكانية توحيد درجتها الحسابية”، وذلك بالعاصمة الألمانية برلين يوم السبت الثالث من جمادى الثانية عام 1437 للهجرة، الموافق للثاني عشر من شهر مارس من عام 2016م للميلاد.

حضر الندوة عدد من الفقهاء والفلكيين، وممثلون عن مراكز إسلامية من جنسيات مختلفة وعن رئاسة الشؤون الدينية بتركيا وموسسة ملي غورش.

مواقيت الصلاة بين الفلكي والشرعي

قدم مسؤول الأهلة بمؤسسة ملي غورش التركية السيد إلهان بلجو دراسة رصدية فلكية تحت عنوان “الدرجات الحسابية لمواقيت الصلاة في ألمانيا”.

بعد ذلك قام ممثل رئاسة الشؤون الدينية التركية د. مصطفى داداش ببيان الأسس الفلكية والفقهية لحساب مواقيت الصلاة في رئاسة الشؤون الدينية التركية، ثم أعقبه الشيخ نهات عبدالقدوس، ممثل مؤسسة “ملي غوريش” التركية، ببعض التوضيحات والمداخلات لموقف مؤسسة “ملي غوريش” من مسألة مواقيت الصلاة، واختتم هذا الجزء الفلكي الرصدي بتعقيب ومناقشات من السادة العلماء والفلكيين المشاركين في الندوة.

وفي الجانب الشرعي التأصيلي، تقدم الشيخ د. علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بدراسةٍ تأصيليةٍ وترجيحيةٍ عن الدرجات المعتبرة في حساب مواقيت الصلاة والإمساك في ألمانيا، تلتها محاضرة الشيخ د. عبدالله بن يوسف الجديع، نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث عن دراسة الحد الأدنى في الدرجة المعتبرة فقهاً، ومدى إمكانية الجمع بين الدرجات في حساب المواقيت، ثم تناول الشيخ حسين حلاوة موضوع وحدة الصف الإسلامي وأثره في الاختيار الفقهي؛ واختتم هذا الجزء الشرعي بمداخلة لفضيلة د. عمر عبدالكافي حول دور الأئمة والمراكز الإسلامية في وحدة المسلمين ونبذ الفرقة والخلاف، وتبع ذلك مناقشات من السادة العلماء والفلكيين والمختصين من الحضور.

توصيات الندوة

خرج البيان الختامي للندوة بعدد من التوصيات بناءً على ما جرى استعراضه ومناقشته في هذه الندوة من الفقهاء والفلكيين والخبراء وبعض الأئمة والقائمين على المراكز الإسلامية، وهي:

1- إن مسألة مواقيت الصلاة قابلة للاجتهاد، وفيها سعة فقهية تستوعب جميع الاجتهادات والدرجات المعمول بها في الوقت الحاضر بين الدرجة 12 والدرجة 19 وما قاربهما مع رعاية خطوط العرض والأيام التي تنعدم أو تضطرب فيها العلامات الشرعية.

2- طالبت الندوة المسلمين في أوروبا بالسعي لتحقيق الأفضل والأنسب لمقاصد الشريعة من حيث رفع الحرج والتيسير على المسلمين والعمل على وحدتهم في عباداتهم بقدر الإمكان.

3- ولتحقيق ما سبق قررت الندوة تشكيل لجنة مكونة من فقهاء وفلكيين لإعداد تقويم موحد لألمانيا تراعى فيه جميع المتطلبات الشرعية والفلكية التي تضبط للمسلمين عباداتهم وتجمع كلمتهم، على أن يبدأ العمل بهذا التقويم اعتباراً من العام الميلادي 2017م، وتتابع لجنة الفتوى بالتنسيق مع المؤسسات الأخرى في ألمانيا إنجاز هذا التقويم.

4- التأكيد على أن وقت دخول الفجر هو وقت الإمساك ووقت صلاة المغرب هو وقت الإفطار.

5- توصي الندوة عموم المسلمين في ألمانيا بالرجوع إلى مؤسسات الاجتهاد الجماعي كلجنة الفتوى والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث وغيرهما وتقديمها على الإفتاء الفردي، وترجيح الاختيار الفقهي الذي يراعي قوانين البلاد وأعرافها من ظروف العمل والعلاقة مع الجيران ونحوها.

6- توصي الندوة جموع المسلمين في ألمانيا بضرورة الالتزام بأن تكون مواعيد صيامهم وأعيادهم واحدة، وأن وحدة المسلمين في البلد الواحد واجبة ومقدمة على الاجتهادات التي لا تحقق الوحدة الإسلامية المنشودة.

ولجنة الفتوى بألمانيا تم تدشينها الأسبوع الماضي، وهي أول هيئة إغاثية جماعية باللغتين العربية والألمانية، وهي تتبع المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، وتقوم بالإجابة عن تساؤلات المسلمين هناك واستشاراتهم، وتعنى بتنظيم الندوات الفقهية، وكتابة البحوث العلمية في النوازل الجديدة لسلمي ألمانيا، وتعمل على التنسيق مع هيئات الفتوى على الساحة الأوروبية.

المصدر: مجلة المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى