كتاباتكتابات مختارة

كسر الوثن العلماني (1) .. بقلم عبد المنعم إسماعيل

هل العلمانية وثن؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

للإجابة على السؤال هل العلمانية وثن ؟

يقتضي التعريف الجامع لكلمة الوثن أو الأوثان ثم بيان التعريف الجامع للعلمانية ، ثم بيان الأسباب التي جعلتنا نقول بوثنية العلمانية في أصل فكرتها. وهل ينسحب وصف الوثنية على كل علماني ؟ وهل كل العلمانيين سواء في تحمل توابع الوصف؟ .

جاء مصطلح الأوثان في القرآن الكريم في قول الله عزوجل : (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) العنكبوت “17”. ثم في قول الله عزوجل :(إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) “العنكبوت ” 25.

وقال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) .”الحج “62. وقال تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) الحج : 30.

فكل معبود غير الله عزوجل هو وثن لصاحبه، وكل منهج لتلاقي الناس على غير المنهج الرباني هو أداة لاستنساخ الوثنية بصورة محدثة أو بالية بمرور التاريخ .

فكل أداة يتلاقي الناس عليها تكون سببا في تحليل الحرام أو تحريم الحلال هى مظهر من مظاهر وثنية الفكر أو العقل .

واقتران الوثنية في التفكير أو العقيدة بقول الزور هو أقوى دليل على تلازم العلمانية بوثنية الفكر أو جاهلية العقل حال تلازم النطق بالزور ومنه الشرك أو الحكم بأحكام الجاهلية سواء عادات وتقاليد تخالف أصل وفرع الشريعة الربانية أو قوانين قديمة من موروث الفكر اليوناني أو الفارسي أو الفرعوني أو الأوروبي المعاصر أو الشرقي المنبت بعيد العبودية لله أو الاتباع المطلق لأمر الله عزوجل .

العلمانية : هي تربية المجتمعات العربية والعالمية بشكل عامه والإسلامية بشكل خاص بعيد عن أصل العبودية لله عزوجل .

والعبودية لله عزوجل هي كمال الحب لله مع كمال الذل والانكسار له سبحانه وتعالى .

قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) 54.

فالأصل في الإسلام أن الخلق لله عزوجل والأمر بالتحليل أو التحريم لله عزوجل أيضا .

أما العلمانية فهي قد تقر بحق الله عزوجل في الخلق ثم تعارض هذا الحق في الأمر . فتجعل الخلق لله والأمر للجماهير ظنا منهم بقدسية العقل البشري عامة أو خاصة .

العلمانية كفكر مظهر من مظاهر الانقلاب على العبودية لله عزوجل و الشريعة الإسلامية بشكل أخص .

كانت المجتمعات الغربية حال حكم الكنيسة الأوروبية الجاهلية في حالة أشبه بتجريف العقول والمعارف والحقائق نظرا لسيطرة الكهنوت الكنسي على العقل الغربي ومنعه من طلب العلم أو التفكير أو التدبر بل جعل هذا الفكر أوروبا مقبرة كبرى للبشرية ومن ثم قال أهل الفكر عندهم : اقتلوا آخر قسيس بامعاء آخر راهب .

الإسلام دين الله ودين العلم بل كرم الإسلام الكلب المتعلم عن الكلب الجاهل حال الصيد حيث أحل أكل صيد الكلب المعلم وحرم صيد الكلب الجاهل .

فكيف نجعل من كلا المنهجين خدم لفكرة العلمانية بوثنيتها الجاهلية القديمة أو المعاصرة ؟!

إن الحرص على التعلم والانتصار لمعايير الحضارة الإسلامية والعلمية درب من دروب العبودية لله عزوجل .

إن التسويق لفكرة الندية لأحكام الشريعة الإسلامية من خلال أوهام العقول وحثالات فكر المعاصرين تقديسا لهم درب من دروب الانحدار نحو وثنية الفكر وتقديس الغير مقدس بل ومعاداة النصوص الشرعية المقدسة .

إن الإسلام لا يجدد فكرة الكهنوتية في أشخاص من المعاصرين بل جاء الخطاب للرسول صل الله عليه وسلم ” لما تحرم ما أحل الله لك “

يا الله الخطاب لمن ؟ لسيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم .

إن الإسلام دين الفطرة يحافظ على الثوابت ويضبط قبول المتغيرات فلا غلو في فهم ثوابت ولا تفريط في فهم متغيرات .

وصلاة ربي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

(المصدر: إيران بوست)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى