متابعات

كتائب القسام تخاطب الإسرائيليين بشأن أسراهم وتضع نتنياهو أمام خيارين

كتائب القسام تخاطب الإسرائيليين بشأن أسراهم وتضع نتنياهو أمام خيارين

شككت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حديث رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة جيشه، حول مصير جنوده الأسرى في غزة، وأعطت إشارات قوية حول وجود أحياء من بين الأسرى الذين تحتفظ بهم، لكنها تتمسك بموقفها بأنه “لا معلومة من دون ثمن”.

وقالت -في خطاب متلفز للمتحدث العسكري باسمها “أبو عبيدة” تزامنا مع تجاهل الأحزاب الإسرائيلية ملف الجنود الأسرى في غزة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية في 17 سبتمبر/أيلول- إن هناك فرصة حقيقية لإنجاز وحل قضية الأسرى والمفقودين في قطاع غزة إذا كانت قيادة الاحتلال جادة في فتح وتحريك هذا الملف ودفع الثمن الطبيعي عبر المسار الواضح الذي أفضى سابقا إلى حل قضايا مشابهة، في إشارة إلى الصفقة المعروفة إعلاميا بـ “صفقة شاليط”.

وترفض كتائب القسام منح تل أبيب أي معلومة واضحة حول مصير الجنود الأسرى، قبل الإفراج عن جميع محرري “صفقة شاليط” الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد إطلاقهم عام 2011.

مصير أراد
وهدد أبو عبيدة بأن مصير الجنود الأسرى قد يكون مشابها لمصير الجندي رون أراد المفقود بجنوب لبنان منذ سنوات طويلة، وقال “إننا لا نضمن أن يبقى هذا الملف على طاولة البحث مجددا في حال أضاعت قيادة الاحتلال هذه الفرص (..) وقد يكون عرضة للنسيان والإغلاق نهائيا لعوامل تعلمها قيادة العدو جيدا”.

واتهم حكومة نتنياهو بالتهرب من إنجاز صفقة تبادل أسرى، و”الكذب والتدليس على أهالي الجنود الذين أرسلتهم لميدان المعركة”.

وفي إشارة إلى تشكيك في توقعات الاحتلال حول مصير الأسرى، قال أبو عبيدة “قيادة العدو تعلل وتبرر تجاهلها لقضية جنودها الأسرى والمفقودين بأنهم جثث ورفات”. وأضاف “إذا كانت هذه الفرضية صحيحة فلماذا لم يبادروا إلى تحقيق حلم عائلاتهم بإعادة جثثهم؟ وهم يعلمون بأن الثمن الذي سيدفعونه أمام جثث قتلى هو ثمن متواضع مقارنة بالأحياء”.

واستدرك “لكن الواضح الذي لا لبس فيه أن قيادة العدو تتهرب من مواجهة الحقيقة، ومن دفع الثمن، وتضحي بمعاناة جمهورها وعائلات جنودها وتستمر في تخديرهم”.

وقال أبو عبيدة “أكبر دليل على مماطلة وكذب حكومة العدو والرموزِ السياسية هو قضية المفقود في غزة أبراهام منغستو اليهودي من أصول إثيوبية، والذي نؤكد أن العدو لم يطرح قضيته مطلقا أمام الوسطاء الذين تدخلوا منذ سنوات”.

وكانت كتائب القسام كشفت عام 2016، لأول مرة، عن احتفاظها بأربعة إسرائيليين أسرى لديها، منهم جنديان أسرتهما خلال حرب 2014، والآخران أحدهما من أصل إثيوبي والثاني عربي دخلا غزة بعد الحرب عن طريق الخطأ بطريقة غير شرعية.

ملف الأسرى
ومن جانبه شدد حازم قاسم المتحدث باسم حماس -في تصريح للجزيرة نت- على أن الحركة تولي ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أهمية كبيرة، وستواصل جهودها من أجل إطلاق سراحهم مهما كلف من ثمن.

وأكد قاسم على خطاب كتائب القسام بأن حكومة الاحتلال هي التي تعطل عملية تبادل الأسرى وتنشر الأكاذيب حول الملف، داعيا عائلات الجنود الأسرى إلى التحرك والضغط على حكومتها لتحريك هذا الملف.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة د. حسام الدجني للجزيرة نت إن كتائب القسام وعبر خطاب أبو عبيدة وضعت إسرائيل أمام خيارين محددين وهما “إما صفقة تبادل أو مصير رون أراد”.

دلالات التوقيت
وأوضح الدجني أن لتوقيت خطاب كتائب القسام دلالة مهمة في ظل ما تشهده الساحة الإسرائيلية، سواء احتجاجات اليهود الأفارقة، أو التحضير للانتخابات المقبلة. كما يأتي الخطاب في إطار “الحرب النفسية وصراع الأدمغة بين المقاومة والاحتلال”.

وتوقع أن يؤدي الخطاب -بما تضمنه من إشارات واضحة وقوية بأن الجنود الأسرى أحياء وليسوا جثثا كما تروج حكومة نتنياهو على مدار السنوات الماضية- إلى حدوث إرباك في المجتمع الإسرائيلي.

وحول قراءته الخاصة، أكد الدجني أنه وصل لقناعة -من خلال هذا الخطاب وإشارات سابقة لكتائب القسام- أن الجنود الأسرى في غزة أحياء وأن إسرائيل ستدفع ثمن تحريرهم عاجلا أو آجلا.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى