كتب وبحوث

قراءة في كتاب (وعد الآخرة زوال لا إبادة)

قراءة في كتاب (وعد الآخرة زوال لا إبادة)

قراءة د. تسنيم الرنتيسي

يتحدث الكتاب عن “وعد الآخرة” المتعلق بزوال الاحتلال والتتبير للعلو الكبير لفساد بني إسرائيل، ليكون لوناً من البُشرى في الحياة الدنيا للمؤمنين، ونوعاً من البركات التي جعلها الله تعالى للعالمين في أرض فلسطين.

ويذكر الكاتب تأملات في سورة الإسراء حاول من خلالها الوقوف على بعض المعاني والإشارات القرآنية مستصحباً الأحاديث الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومستأنساً بأقوال العلماء في العصور المختلفة، كما استعرض بعض أقوال المفسرين فيما يتعلق بالإفسادة الآخرة لبني إسرائيل، ومناقشة هذه الأقوال بما تهيأ للكاتب من الأدلة النقلية والعقلية.

ووقف الكاتب على بعض الإشارات والدلالات التي تفيد المسلمين في الصراع المستمر مع #اليهود الذين يحتلون #فلسطين منذ سبعين سنة، وتضيء للمجاهدين الطريق فيمضون في جهادهم واثقين من معية الله ومتيقنين من النصر المبين والتحرير القريب، وأن فلسطين ستعود لأهلها بإذن الله، وهذا من وحي القرآن.

مَعَ الكِتاب:

قسّم المؤلف كتابه إلى اثنتين وعشرين وقفةً، تخللتها بعض الفروع أحياناً زيادةً في تجلية المعنى، وهي:

الوقفة الأولى/ بعد التأكيد على جملة من فضائل المسجد الأقصى توسع في مفهوم الأقصى، فكان أقصى للعباد، سواءٌ العاكف فيه والباد، حتى إنه ليتفوق في بعض الأعوام بالثواب عن المسجد الحرام، لا سيما حين تكون فيه الطائفة المنصورة في مجابهة مع العلو الكبير لبني إسرائيل.

الوقفة الثانية/ التوسع في مدلول ما حول المسجد الأقصى من البركة؛ لتشمل المنطقة الكبرى للشام، وطرفاً من مصر والعراق، أيْ من الفرات إلى النيل وقد تجلت في قيام المجاهدين بالزحف على الغزاة المحتلين والجبابرة المفسدين، من زمن سيدنا موسى، ثم تلميذه يوشع بن نون، إلى القائد طالوت الذي أوتي بسطة في العلم والجسم، ثم الفتح الإسلامي في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وانطلاق صلاح الدين الكردي من مصر حتى وحّد الأمة ثم انتصر في معركة حطين، وكذلك الأتراك المماليك الذين زحفوا من مصر إلى عين جالوت بفلسطين فقضوا على المغول والتتر الذين قرروا أن يدمروا حضارة البشر، وقد جاء الدور على بني صهيون ومن معهم من المنافقين والمشركين.

الوقفة الثالثة/ “لنريه من آياتنا” ويرى الكاتب أن معظم الآيات التي رآها النبي في رحلته لها علاقة بالمسجد الأقصى وبالأرض المباركة وبما سيحدث في هذه الأرض المباركة والمسجد الأقصى من أحداثٍ كبرى وبما تعرضت له الأمة الإسلامية خلال مسيرتها خاص من قِبل اليهود الذين تتحدث عنهم سورة الإسراء، بل عن نهايتهم على أرض فلسطين، وجمع الكاتب الآيات التي رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج، خاصة المتعلقة بالأرض المباركة والمسجد الأقصى، ومنها: رؤية بعض الأنبياء في السماوات، إمامة النبي محمد -عليه السلام- بالأنبياء، رؤية نهري: النيل والفرات، رؤية الشجرة الملعونة في القرآن، رؤيته -عليه السلام- لعمود الكتاب.

أثرى الكاتب قبضة من المعاني، بما يصعب تصورها بالتدبر الظاهري لبعض المفردات القرآنية في سورة الإسراء، ومن ذلك النقاط الأربع التالية:

1- بلغت وجوه العلو الكبير لبني إسرائيل ثمانية، ولا يخلو هذا البحث من الإشارة إلى المزيد منها، بالإضافة إلى فروع أخرى برزت بتراجم خاصة في ثنايا بعض الوقفات: كنعوت جند التحرير في الوقفة السابعة عشرة، أو عودة اليهود مع الدجال في الوقفة التاسعة عشرة، أو عودة اليهود مع الدجال في الوقفة التاسعة عشرة.

2- بلغت تأويلات النفير في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} [الإسراء: 6] ستة، لتشمل إعلان الحرب، بدليل عدد الحروب التي خاضوها من عام 1948م إلى يومنا هذا وقد أتمت عشراً، كما يكونون أكثر نفيراً من خصومهم الذين جاسوا خلال ديارهم في التسليط الأول، أو أنهم أكثر نفيراً من العرب، أو أكثر استنفاراً للدول الكبرى.

3- وجوه إساءة بني إسرائيل في وعد الآخرة وقد بلغت عشرة، من الاضطرار إلى الانسحاب من غزة، إلى خطف الجنود من دباباتهم المتينة ومواقعهم الحصينة، إلى نجاح عشرات العمليات الاستشهادية من الوصول إلى العمق الصهيوني، إلى انكشاف ضعف العقيدة القتالية عند الجنود، وسقوط أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ضرب العمق الإسرائيلي بالصواريخ من قِبل المجاهدين في غزة، وصمود المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة رغم ضراوة الهجمات التي تشنها “إسرائيل” ضدها وليس أدل على ذلك من هذه الحروب الثلاث المتتالية التي صمدت فيها غزة وأهلها ومقاومتها، وأوقعت خسائر فادحة في صفوف الجنود اليهود، وغير ذلك كما في الوقفة الخامسة عشرة.

4- وصلت معاني المجيء بهم لفيفاً إلى أربعة وكذا معاني التتبير في الوقفتين الرابعة عشرة والسابعة عشرة، وفي هذه الأخيرة أوصل عدد المواقع والمؤسسات التي يطالها التتبير إلى اثنتي عشرة بما فيها مقر الكنيست “البرلمان”، والوزارات، والمواقع العسكرية، والجدار الفاصل الذي يطوق المدن الفلسطينية.

ذكر الكاتب بعد ذلك ستة أمور تحدث بعد التتبير، منها: هروب اليهود من فلسطين، وتخلّي الغرب عنهم، وسقوط الأنظمة العربية المرتهن وجودها بهم، والإعلان عن قيام الدولة الإسلامية.

كما ذكر ستة وجوه أخرى من النتائج المترتبة على عودة سبعين ألفاً من اليهود مع المسيح الدجال، لتكون فلسطين مرة أخرى حاضنة للقضاء على الفساد اليهودي الداعم للدجال الكبير فما أنْ يقتله المسيح بن مريم -عليه السلام- حتى يتفرق اليهود خلف الشجر والحجر فينادى على المسلمين عباد الله؛ ليجيئوا لقتل أولئك اليهود المفسدين.

اعتمد المؤلف على الكثير من المصنفات والأبحاث، والاستئناس في الترجيح برأي طائفة من العلماء والدعاة المعاصرين أمثال: الشيخ محمد متولي الشعراوي، وسعيد حوّى، وبسام جرار، وأحمد نوفل.

أقرّ المؤلف بصعوبة الحسم في الخلاف بين العلماء والمفسرين قديماً وحديثاً في تحديد المرة الأولى للإفساد والعلو الكبير وأن وعد الآخرة لا يخلو من عراك علمي، وقد بذل المؤلف جهده في الترجيح بينهما.

ويؤكد المؤلف في خاتمة كتابه بأنّ تحرير فلسطين سيكون على أيدي أبنائها من أهل بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، ومرابطي عسقلان “غزة” مع احتمالية مساندة أهل دمشق وما حولها لأهل فلسطين عن بُعد من خلال الاشتباك مع اليهود وإشغالهم، وأنّ زوال “إسرائيل” بات قريباً جداً، تدل على هذا العديد من الدراسات العلمية، والبحوث المتخصصة التي تؤكد بأنّ “إسرائيل” ستزول خلال السنوات القليلة القادمة بإذن الله.

مَعَ المؤلف:

الدكتور نصر فحجان من قطاع غزة، محاضر جامعي، وأستاذ الدراسات الإسلامية في كلية فلسطين للتمريض بغزة، وعميد كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية سابقاً، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من كلية أصول التربية من معهد البحوث والدراسات العربية، كما أنه عضو رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، يقدم برنامجاً عبر قناته على اليوتيوب “خواطر قرآنية” يعمل من خلاله على نشر مفاهيم جديدة وتفسير آيات من القرآن الكريم، قدّم فحجان ابنه شهيداً خلال حرب عام 2014 على غزة.

بِطاقة الكتاب:

اسم الكِتاب: وعد الآخرة زوال لا إبادة – تأملات في سورة الإسراء
اسم الكاتب: د. نصر فحجان
سنة النشر: 1440ه-2019م
رقم الطبعة: الطبعة الرابعة
عدد الصفحات: 195 صفحة

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى