متابعات

قائد روسي: جئنا لسوريا لحماية المسيحيين.. وردود رافضة

قائد روسي: جئنا لسوريا لحماية المسيحيين.. وردود رافضة

عبّر ناشطون مسيحيون سوريون عن رفضهم لتصريحات قائد عسكري روسي في سوريا. وكان المتحدث الرسمي باسم قاعدة حميميم الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف، قد قال إن القوات الجوية الروسية تشن “هجمات مركزة ومكثفة على مقاطعة إدلب؛ ردا على قصف مسيحيين أرثوذكس في مدينة محردة”، مضيفا عبر قناته في تيلغرام: “دخولنا إلى سوريا هو لحماية المسيحيين فقط، لكن رغم كل هذا القصف تستمر المجموعات الإرهابية بالاعتداء على محردة. يجب أن نجد حلا سريعا لهذا الأمر” .

من جهتها، عبّرت “منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام” عن استنكارها لتصريحات الضابط الروسي، مؤكدة أن القوات الروسية لم تكتف “بعمليات القصف والتدمير والتهجير الممنهج للسوريين طيلة السنوات الماضية دعما لنظام الأسد، المتهم بانتهاكات إنسانية وباستخدام أسلحة محظورة عالميا، بل دأبت على زرع الفتنة بين أبناء الشعب السوري باستمرار، عبر ادعاءاتها حماية المسيحيين في الشرق حينا والمسيحيين في سوريا حينا آخر، تبريرا لعمليات القصف”.

وأوضحت المنظمة أن تصريحات إيفانوف “تحمّل السوريين المسيحيين الأرثوذكس وزر عمليات القصف الأخيرة في إدلب”.

واستنكرت المنظمة “هذه الادعاءات الكاذبة”، مضيفة: “نوضح للرأي العام السوري أن روسيا تتدخل في سوريا لدعم بقاء نظام الأسد في السلطة فقط، وهو نظام انتهك حقوق المسيحيين السياسية والمدنية طيلة عقود، وتسبب بتهجيرهم، وتواطأت مع الفصائل المتشددة لتهديد مناطقهم، واستخدامهم كأداة للبقاء في السلطة بحجة حمايتهم”، بحسب البيان.

وحذرت المنظمة من أن “هذه التصريحات الأسدية/الروسية تعرض حياة المسيحيين للخطر المباشر، بوصفهم فاعلين في التسبب بالعنف على إخوتهم وأبناء بلدهم، في حين أنهم لم يكونوا يوما كذلك”.

وشددت على أن “السوريين المسيحيين لا يحملون وزر جرائم القوات الروسية والأسدية”، مؤكدة أن “وجودهم وبقاءهم في أرضهم أصيل ومتجذر كجزء من الشعب السوري، الذي تحمّل سنوات القمع والاستبداد وسنوات الحرب والنزاع؛ أملا ببناء سوريا المستقبل يدا بيد على أسس المواطنة المتساوية واحترام الحقوق والقوانين”.

وقال البيان إن هذه التصريحات الروسية ما هي “إلا نقض لكافة المفاهيم والمرتكزات التي سيبنى عليها السلام مستقبلا، ولذلك نطالب كلا من القوات الروسية والأسدية بإبعاد الراجمات المختبئة خلف منازل المدنيين في محردة؛ حفاظا على حياتهم، ونرفض حماية نظام السد المفرط في الإجرام وحليفته روسيا”، ما قالت المنظمة.

وتأتي التصريحات الروسية الجديدة بينما تعرضت مناطق في إدلب للقصف العنيف في اليومين الماضيين، ما أدى لمقتل العشرات من المدنيين في معرة النعمان وسراقب.

وكانت فصائل سورية، بينها جيش العزة المنتمي للجيش الوطني، قد سيطرت الشهر الماضي على بلدة تل ملح شمالي حماة، الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي محردة ذات الغالبية المسيحية، ومدينة السقيلبية المدينة التي يسكنها خليط ديموغرافي (مسيحي، مرشدي، علوي، سني) بأكثرية مسيحية.

وفي محاولة لطمأنة السكان في هذه المناطق، أصدر جيش العزة حينها بيانا خاطب فيه “أهلنا في مدينتي محردة والسقيلبية” بالقول: “النظام سوف يبيعكم من أول لحظة يدخل فيها مقاتلونا.. نحن أهلكم وأنتم منا، قوموا قومة رجل ضد هؤلاء المجرمين، أبعدوا كافة القواعد العسكرية عنكم، واطردوا كافة الشبيحة والمليشيات الطائفية”، بحسب البيان الذي نشره مسؤول العلاقات العامة في “جيش العزة” المقدم سامر الصالح الشهر الماضي.

واعتبر القيادي في “الجيش الحر”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، في تصريحات سابقة لـ”عربي21″، أن النظام استطاع التلاعب بورقة الأقليات في سوريا؛ ليوحي للعالم بأنه يواجه ثورة دينية ضد الأقليات.

(المصدر: عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى