متابعات

علماء ومحامون يطالبون مفتي لبنان بتوضيح موقفه من الإساءة للعثمانيين

علماء ومحامون يطالبون مفتي لبنان بتوضيح موقفه من الإساءة للعثمانيين

طالب عدد من علماء الدين والمشايخ إضافة لشخصيات سياسية وحقوقية، مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، توضيح الأسباب التي دفعت وزير الدفاع الوطني لمهاجمة الدولة العثمانية من داخل مقر مرجعية المسلمين في لبنان.

وتأتي تلك المطالبات عقب إدعاء وزير الدفاع الوطني اللبناني إلياس بو صعب، أن “ما جاء في خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون بخصوص الدولة العثمانية، والتي وصفها أنها “دولة إرهابية”، “هو أمر واقعي لا يمكن التنصل منه”.

وجاء كلام بوصعب في تصريحات من مقر دار الفتوى في بيروت بعيد لقاء جمعه بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الثلاثاء، وفق مانقلت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية).

وقال المدير العام السابق للأوقاف الإسلامية في لبنان، الشيخ هشام خليفة، إن “علماء لبنان يناشدون سماحة مفتي الجمهورية، توضيح أسباب تصريح الوزير بوصعب ضد الخلافة العثمانية من صرح دار الفتوى”.

أمّا الشيخ وليد أبو القطع الإداري في إحدى المؤسسات الدينية التابعة لدار الفتوى وخطيب في مساجد لبنان، إن “هذا الحقد والحسد والضغينه التي يرسمها أعداء الإسلام والمسلمين، منذ زمن الرسالة السماوية ومنذ العصور التي مرت، والتي نتلوها في القرآن الكريم عندما خاطب الحق تبارك وتعالى نبينا سيدنا وحبيبنا محمد “صل الله عليه وسلم” قائلا له، ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”.

وأضاف، أن “ما جاء عن ميشال عون هو حقد ضغين لهذه الأمة، وزاد الطينه بلة هو كلام بو صعب من داخل دار المسلمين في دار الفتوى، مؤكدا كلام رئيسه، وقلت رئيسه لأنه بحقده لا يمثل المسلمين ونحن نطالبه بالاستقالة الفورية هو ومن معه بهذه النفسية المبغضة”.

وتابع بالقول “وما أرى إلا أن كثير من السياسيين في لبنان والبعض منهم للأسف الشديد مسلم بالهوية من أتباع “الماسونية” العالمية العلمانية، أيضا يؤيدون موقف ذاك المعتوه في عقله والمغبون على كرسيه في قصر بعبدا”.

وختم بالقول، أنه “لا يسعنا إلا أن نطلب من الله تعالى أن يرسل لنا رجلا يعز الإسلام والمسلمين يا رب العالمين”.

من جهته رأى الشيخ علي الحسيني وهو فلسطيني مقيم في منطقة صور مخيم البرج الشمالي، أن “ما طالب به العلماء هو موقف رجولي يدل على انتمائهم إلى دينهم وتاريخهم”.

وتساءل الشيخ الحسيني، أنه “هل يستجيب المفتي ويوضح ما قاله وزير الدفاع في دار الفتوى؟ أظن أن المفتي لن يستطيع أن يفعل شيء، فلابد  له من استشارة سعد الحريري في ذلك”.

وأضاف أن “الوزير بو صعب كرر ما قاله زعيمه ميشال عون وبكل وقاحة، وكأن لبنان كان دولة أيام الخلافة العثمانية”.

وأشار إلى أن “المفتي دريان ضعيف الشخصية وهو تم تعيينه من قبل الحريري، وهناك من علماء أهل السنة في لبنان من هم أجدر منه بتولي دار الإفتاء”.

بدوره طالب المحامي مروان سلام مفتي لبنان بضرورة توضيح موقفه من تصريحات بوصعب وقال، إنه “بعد أن أكد بوصعب على تصريح رئيس الجمهورية بأن الدولة العثمانية دولة إرهابية ليزيد عليها من على باب صرح دار الفتوى بأنها دولة احتلال، نطالب بشدة سماحة مفتي الجمهورية تصريحا منه يوضح لنا فيه موقفه من تأكيد الإهانة من نابشي القبور الطائفية، وافتعال مشكلة مع دولة تركيا التي شرعت أبواب دولتها سياحيا وتجاريا لجميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم دون تفريق”.

وحذّر سلام بالقول، إنه “إن لم تتخذ دار الفتوى موقفا رسميا، سوف يكون لنا موقفا آخر من هذا الصمت للموقع الأول للمسلمين في لبنان، إضافة إلى الصمت الرسمي من رؤساء الحكومة ونوابنا”.

ولم يكن موقف همام عبد اللطيف زيادة عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان مختلف عن باقي علماء الدين، والذ قال، إن “اللياقة كانت تفرض على الياس بوصعب وهو يصرح من قاعة دار الفتوى المركزية في لبنان، ألا يتطرق اطلاقا لموضوع الدولة العثمانية لسببين، الأول أن ماصرح به لا يؤيده لا سماحة مفتي الجمهورية ولا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ولا أي مسلم على الإطلاق في لبنان وهو ضد قناعاتهم جميعا”.

وتابع أن “السبب الثاني هو  أن لبنان لم يكن كيانا أصلا ليتم احتلاله إنما جزء من الدولة الإسلامية بأشكالها المختلفة، اللهم إلا إذا كان يعتبر الفتح الإسلامي لبلاد الشام وللبنان منذ 1400 سنة احتلال”.

ومساء السبت الماضي، شن عون هجومًا واضحًا ضد الدولة العثمانية خلال خطاب متلفز بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس “لبنان”، قائلا إن “الدولة العثمانية دولة مارست الإرهاب ضد اللبنانيين وخاصة خلال الحرب العالمية الأولى”، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين.

(المصدر: وكالة أنباء تركيا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى