متابعات

صمت دولي حول مذبحة الأطفال في أفغانستان

اندلعت موجة غضب في أفغانستان على خلفية الغارة التي أسقطت مئات القتلى من الأطفال خلال حفل تخريج حفظة القرآن في مدرسة بولاية قندوز.

واستنكر أكاديميون وعلماء ونواب، المذبحة التي ارتكبتها القوات الجوية الأفغانية يوم الإثنين الماضي، على حفل لتخريج حفاظ القرآن في إحدى مدارس ولاية قندوز، وراح ضحيتها ما يزيد عن 150 ما بين قتيل وجريح، وسط صمت دولي.

ووصف قلب الدين حكمتيار زعيم “الحزب الإسلامي” في أفغانستان، الغارة الجوية التي شنها الجيش الأفغاني، بأنها جريمة حرب ضد الإنسانية.

وأضاف في تصريحات صحفية: “ترى الأمة الأفغانية بكاملها أن قصف المدن والمساجد الذي يستهدف علماء الدين وقادة المجاهدين، وقصف المدارس الدينية قد تم تنفيذه تحت عنوان واحد هو استمرار الحرب”.

وبينما وعدت الحكومة بإجراء تحقيق شامل في تلك الغارة التي وقعت في منطقة دشت آرتشي، يصر المسؤولون الأفغان على أن الغارة “قتلت مسلحين مشتبها بهم فقط”.

وقال المتحدث باسم ولاية قندوز أنام الدين رحماني في تصريح سابق: إن الغارة “جرت أثناء عقد قيادات طالبان اجتماعا داخل المدرسة”.

غير أن وسائل إعلام محلية ذكرت أن أكثر من 100 مدني بينهم أطفال، قتلوا في الغارة.

كما وصفت التقارير الإعلامية القصف بأنه “خطأ كارثي”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور جثث أطفال يرتدون العمائم التقليدية وأجسادهم ملطخة بدماء، قيل إنهم راحوا ضحية الغارة على المدرسة أثناء الاحتفال بتخريج دفعة من حفظة القرآن الكريم.

كما دعمت منظمات مجتمع مدني التقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال قريب الرحمن، وهو عضو في لجنة العدالة والأمن للمدنيين (غير حكومية)، للأناضول، إن النتائج التي توصلت إليها اللجنة تشير إلى “وجود أكثر من 300 شخص، معظمهم من المدنيين في المدرسة عندما وقع القصف”.

وأضاف أن “نحو 50 مدنيا فقدوا أرواحهم في الغارة”.

وأمس، أمر الرئيس الأفغاني أشرف غني بتشكيل لجنة تحقيق في قصف المدرسة.

وقال في بيان رئاسي: إن التحقيق يهدف إلى “استيضاح الرؤية حول طبيعة الضرر الذي لحق بالمدنيين في الحادث”.

كما أعلنت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA)، أنها فتحت تحقيقا آخر في ذلك القصف.

وقالت الرابطة العالمية للحقوق والحريات في بيان، اطلعت “المجتمع” عليه: تحت بصر ومسمع المجتمع الدولي الذي يستتر وراء شعارات رعاية حقوق الإنسان ترتكب مجزرة ضد الأطفال بمدرسة لحفظ القرآن بمقاطعة قندوز شمال أفغانستان حيث قامت طائرات تابعة للحكومة الأفغانية بقصف المدرسة.

وأضافت الرابطة: ويأتي هذا الحادث المروع ليعزز فقدان المجتمع الدولي للثقة والمصداقية في شعاراته بشأن حقوق الإنسان.

علماء ونواب: عمل إجرامي

وقال عضو مجلس الأمة النائب الكويتي د. جمعان الحربش: قصف بالطائرات على حفل لتخريج حفاظ القرآن من الأطفال يسفر عن مئات القتلى لكنه لا يعتبر إرهاباً في نظر العالم المتآمر لأن الضحايا مسلمون.

فيما قال النائب الكويتي السابق د. بدر الداهوم: استهداف العلماء وحفظة كتاب الله في القصف أمر يدل على خبث الفاعل وكرهه للإسلام وللأسف لم نسمع من الدول الإسلامية من يدين ويستنكر هذا العمل الإجرامي والإرهابي.

نايف المرداس: إن العين لتدمع على ما حدث في أفغانستان من مذبحة لطلبة العلم وحفاظ القرآن من الأطفال، بيد من يدعي حماية حقوق الأطفال وحقوق الإنسان.

وقال مستشار وزير الأوقاف وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري السابق د. محمد الصغير: غارة جوية استهدفت مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم أثناء حفل التخرج في مديرية دشت ارتشيه بولاية قندوز وأدت لاستشهاد 100 وإصابة أكثر من 200 من الطلاب والأطفال والمعلمين والآباء وسكان المنطقة وسط تجاهل إعلامي فاضح.

تركي المغامس، إعلامي وصحفي في جريدة “الراي” الكويتية يقول: تعجز الكلمات عن وصف المشاعر وتعجز الدموع عن وصف الم القلب، تدعون حماية حقوق الأطفال وتقتلون حفظة كتاب الله، اللهم انتصر، فلا غالب لحكمك.

وقال د. خالد الخشلان، أستاذ الفقه في كلية الشريعة بالرياض: بربكم أي ذنبٍ ارتكبه هؤلاء حتى يقتلوا بهذه الوحشية، مضيفاً أن الظلم مرتعه وخيم وإن الله للظالمين بالمرصاد.

وكتب الناشط اليمني محمد المحيميد عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: لم يستنكر أحد هذه الجريمة، تخيلوا لو أن معتوهاً طعن بسكين فرداً في إحدى العواصم الغربية كم سيتباكى عليه من أبناء جلدتنا وكم مبنى سيرفع علم بلاد ذلك المطعون؟!

ولم يصدر عن الإدارة الأمريكية، حتى، يوم أمس الأربعاء، أي بيان حول القصف الذي شنته القوات الجوية الأفغانية، الإثنين الماضي، على مدرسة بولاية قندوز (شمال)؛ رغم أنباء تحدثت عن سقوط مدنيين.

فرغم مرور ثلاث أيام على الواقعة، لم يصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية أية توضيح حول الحادث.

أما وزارة الدفاع “البنتاغون” فأكدت في بيان أنها لم تضطلع بأي دور في الهجوم.

وأعربت الوزارة عن رفضها للربط بين وحداتها وذلك الهجوم، مضيفة: “القوات الأمريكية في أفغانستان لم تشن أية غارة جوية في قندوز، والادّعاء بعكس ذلك غير صحيح”.

كما أن وزارة الخارجية التي دأبت في أكثر من مناسبة على تأكيد حساسيتها بشأن الوفيات من المدنيين، اكتفت في رد منها على أسئلة بخصوص الحادث بالقول “وجهوا أسئلتكم للحكومة الأفغانية”.

وأسفر القصف الجوي الذي استهدف المدرسة عن سقوط 100 قتيل، وإصابة 50 آخرين.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى