تقارير وإضاءات

رسائل كلينتون: تقارير عن تورط حزب النور في أحداث عنف لإحراج مرسي

رسائل كلينتون: تقارير عن تورط حزب النور في أحداث عنف لإحراج مرسي

 لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

هذه الوثيقة من إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي أرسلها سيدني بلومنتال، المسؤول السابق في مكتب الرئيس بيل كلينتون. وأحد المقربين من هيلاري كلينتون لفترة طويلة، إلى هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة الخارجية، والتي أرسلتها بدورها إلى سوليفان جاكوب، نائب كبير موظفي الخارجية الأمريكية آنذاك، وذلك بتاريخ 14 سبتمبر 2012، جاءت بعنوان: “محادثات مرسي الخاصة والتنسيق مع المقريف، رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا (البرلمان) “.

ونسبت الوثيقة المعلومات التي وردت بها إلى مصادر خاصة قالت إنها على اتصال رفيع المستوى مع المجلس العسكري المصري والإخوان المسلمين بمصر، بالإضافة إلى أجهزة مخابرات غربية، وأجهزة أمنية محلية.

وأبرز ما في جاء هذه الوثيقة أن السيسي كان قد بعث برسالة إلى مرسي، وهو في بروكسل أثناء عقده اجتماعات مع الاتحاد الأوروبي، يبلغه فيها بأن مسلحين إسلاميين، يُعتقد بأنهم من قبيلة السواركي في سيناء، قد شنوا هجوماً على قاعدة لقوة حفظ السلام الدولية في سيناء. “حيث أفاد السيسي أن 1500 جندي من قوات الأمم المتحدة في القاعدة، بما في ذلك بعض القوات الأمريكية تعرضوا لهجوم عنيف ولم يعرف بعد عدد الضحايا”.

وقد كان مرسي يشعر بقلق متزايد من أن العنف المناهض للولايات المتحدة والغرب والذي كان منتشراً في القاهرة وفي أنحاء أخرى من مصر قد يكون جزءاً من جهود يقوم بها خصومه السياسيون من السلفيين لزعزعة استقرار حكومته، حيث يعتقد الكثير منهم أنها (حكومة مرسي) مُفرطة في الاعتدال في مواقفها التي تتعلق بالإسلام وإسرائيل والعالم غير الإسلامي.

وفي نفس السياق، قالت الوثيقة أيضاً إن “موجة العنف الحالية مرتبطة بالصراع الدائر بشكل مستمر بين السلفيين والصوفية في جميع أنحاء مصر.” وأضافت: “وما يجعل الأمر أكثر إحباطاً لمرسي ​​هو أن الكثير من أعمال العنف يبدو أنها مستوحاة من أعضاء حزب النور السلفي، الشريك في التحالف مع حزب مرسي، الحرية والعدالة، في البرلمان المصري الجديد.”

وقد جاءت الوثيقة على النحو التالي:

1- في وقت متأخر من يوم الرابع عشر من سبتمبر عام 2012، قال الرئيس المصري محمد مرسي في حديث له مع كبار الدبلوماسيين الأوروبيين إنه يشعر بقلق متزايد من أن العنف المناهض للولايات المتحدة والغرب والذي كان منتشراً في القاهرة وفي أنحاء أخرى من مصر قد يكون جزءاً من جهود يقوم بها خصومه السياسيون من السلفيين لزعزعة استقرار حكومته، حيث يعتقد الكثير منهم أنها (حكومة مرسي) مُفرطة في الاعتدال في مواقفها التي تتعلق بالإسلام وإسرائيل والعالم غير الإسلامي.

وبحسب هذا المصدر، فقد كان مرسي، المتواجد في ذلك الوقت في بروكسل لعقد اجتماعات مع الاتحاد الأوروبي، قلقاً بشكل خاص من رسالة وصلت إليه من قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح السيسي، مفادها أن مسلحين إسلاميين، يُعتقد أنهم ينحدرون بشكل أساسي من قبيلة السواركي من بدو سيناء، قد شنوا هجوماً على قاعدة لقوة حفظ السلام الدولية في سيناء. حيث أفاد السيسي أن 1500 جندي من قوات الأمم المتحدة في القاعدة، بما في ذلك بعض القوات الأمريكية، تعرضوا لهجوم عنيف ولم يعرف بعد عدد الضحايا. وذكر مرسي أن هذه الحادثة تُعتبر مثالاً على أن مجموعات متشددة مناهضة للحكومة ومعارضين إسلاميين من السلفيين قد استغلوا الوضع الحالي لشن هجمات بهدف الإيحاء بأن حكومته غير قادرة على حماية الأفراد والمنشآت الغربية في مصر. وصرح مرسي أن نجاح أو فشل نظامه مرتبط بشكل مباشر بقدرته على إقامة دولة إسلامية معتدلة يمكنها العمل مع مصالح الأعمال الغربية.

2- ويرى هذا المصدر أن موجة العنف الحالية مرتبطة بالصراع الدائر باستمرار بين السلفيين والصوفية في جميع أنحاء مصر. وما يجعل الأمر أكثر إحباطاً لمرسي ​​هو أن الكثير من أعمال العنف كان يبدو أنها مستوحاة من أعضاء حزب النور السلفي، الشريك في التحالف مع حزب مرسي، الحرية والعدالة، في البرلمان المصري الجديد. ووفقاً لهذا المصدر، فإن مرسي كان قد أخّر إدانة الهجمات الأولية على السفارة الأمريكية خوفاً من أن يستخدم خصومه مثل هذا البيان في التحرك ضد حكومته.

وفي وقت متأخر من مساء يوم الثالث عشر من سبتمبر 2012، أرسل محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، رسالة إلى مرسي يعرب فيها من قلقه هو ومكتب الإرشاد خوفاً من خروج الموقف حول السفارة الأمريكية عن السيطرة، وأنه مهما كان الموقف يبدو صعباً، فإن عليه اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، وحماية مصالح الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى. وفي محادثة هاتفية مع سعد الكتاتني، رئيس البرلمان وحزب الحرية والعدالة، أقرّ مرسي بأنه شعر بأنه مغلول اليدين في التصرف، نظراً لتاريخ علاقته الشخصية السابقة السيئة مع قادة حزب النور. ولكن الكتاتني حثّه على السيطرة على الوضع.

3- وفي الرابع عشر من سبتمبر، صرح مرسي أيضاً لمسؤول في الاتحاد الأوروبي أنه تلقى رسائل قوية للغاية من كل من وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب الرئيس الأمريكي، مما لا يترك مجالاً للشك في أن العلاقات الأمريكية – المصرية وأكثر من مليار دولار من المساعدات الأمريكية لمصر كانت على المحك جرّاء هذه المسألة. وأضاف مرسي أنه نظراً لأن الكثير من هذه المساعدات يذهب إلى الجيش المصري، فقد اتفق هو والكتاتني على أن الإجراءات التي تعرض هذه المساعدات للخطر ستضر أيضاً بالعلاقة الجيدة الحالية للإدارة المصرية الجديدة مع الجيش.

وبناءً على ذلك، فقد أصدر مرسي تعليماته للجيش وقوات الأمن باستخدام كل القوة اللازمة باستثناء الإجراءات المميتة لحماية المنشآت الأمريكية والغربية. وفي محادثة خاصة له مع الكتاتني، قال مرسي إنه يشعر أنه يفقد السيطرة على الوضع السياسي وأنه يخشى إذا أدت الاشتباكات الحالية إلى حالات قتل، سواء من المتظاهرين أو الدبلوماسيين الأمريكيين أو أفراد الأمن المصريين أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فقد يخرج الوضع من السيطرة وقد يؤدي إلى سقوط حكومته. ووافقه الكتاتني على ذلك، ولكنه قال له إن عدم اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى كارثة.

واتفق كلاهما على أنه عندما يهدأ الوضع سيتعين عليهم التصرف حيال حزب النور، حيث كانوا يخشون أن يستغل الظروف في المستقبل لمحاولة زعزعة استقرار إدارة مرسي. ومع وضع ذلك في الاعتبار، أمر مرسي السيسي بتوجيه قادة المخابرات العسكرية لتكثيف عمليات جمع المعلومات عن أنشطة قيادة حزب النور، مع التركيز على أي اتصالات مع منشقين سلفيين يحتمل أن يكونوا ممن يتبنى العنف.

4- وأشار مصدر حساس بشكل منفصل أيضاً إلى أن الجنرال السيسي نبّه مرسي إلى هناك تقارير صحفية تقول بأن الشخص الذي قام بإعداد فيلم الإنترنت المثير للجدل في قلب هذا الموقف هو مصري قبطي، وحذّر الجنرال السيسي أنه مع انتشار هذا التقرير على نطاق أوسع، فإن على الحكومة والجيش الاستعداد لهجمات عنيفة قد تأتي من إسلاميين ضد الأقباط، الذين يشكلون (حسب بعض التقديرات غير الرسمية) حوالي عشرة بالمائة من سكان مصر.

5- وأشار مصدر حساس بشكل منفصل إلى أن السيسي من جانبه كان مستعداً لجعل قواته تتخذ إجراءات قاسية ضد أي متظاهرين يهاجمون الأفراد والمنشآت الغربية. كما كان السيسي يشعر بالقلق من أن قادة حزب النور كانوا أكثر خطورة عما قد يدركه مرسي، وأنه قد أمر المخابرات الحربية بزيادة المراقبة، بشقيها الفني والمادي، على هؤلاء الأفراد.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد صرح (المصدر) بشكل خاص أن مرسي والكتاتني تحدثا مع رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد يوسف المقريف، واتفقا جميعاً على أن المسؤولين العسكريين والأمنيين في مصر وليبيا سيتعاونون في محاولة لتتبع الروابط بين العنف الذي يحدث في القاهرة والذي يحدث في بنغازي. وأمر السيسي وحدات القوات الخاصة بتكثيف الدوريات في المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا، بينما ستراقب المخابرات العسكرية الاتصالات بين المنشقين، من السلفيين بشكل رئيسي، في كلا البلدين في المقام الأول.

 ووفقاً لهذا المصدر فإن السيسي كان مقتنعا بأن هؤلاء المنشقين كانوا ينتهزون الفرصة التي تتيحها الاضطرابات الحالية للتحرك ضد حكومتي مرسي في مصر والمقريف في ليبيا. كما أن السيسي حصل على إذن من مرسي لتكثيف التعاون مع نظرائه في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية للتعامل مع هذا الوضع؛ ويعتقد السيسي أن المقريف قد أعطى تعليمات مماثلة للمسؤولين العسكريين والأمنيين الليبيين.

6- ووفقاً لمصدر حساس منفصل، يعتقد السيسي أنه في ضوء الأوامر الجديدة التي تلقاها من مرسي، فإنه يمكن للجيش، إلى حد كبير، أن يحمي المنشآت والأفراد الغربيين في مصر. لكن الجنرال السيسي يشعر بالقلق من أن الأجهزة الأمنية لا يمكنها أبداً القضاء بشكل كامل على التهديد الذي تشكله العصابات الصغيرة جيدة التنظيم والتي تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية. وبعد محادثات له مع مسؤولي الأمن الليبيين، فهو يعتقد أنه كانت لديهم نفس المخاوف.

تنويه: هذا النص العربي هو ترجمة دقيقة للأصل المنشور باللغة الإنجليزية في رسائل هيلاري كلينتون التي تم كشف السرية عنها على أن يتم التعامل مع كامل النصوص، وفق معايير الضبط العلمي والمنهجي عند الدراسة والتحليل.

(المصدر: المعهد المصري للدراسات)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى