متابعات

د. بنكيران: كيف يمنع عمال مغاربة مسلمون من أداء صلاتهم في شركة (الكابلاج) داخل بلدهم الإسلامي بنص الدستور؟!!

د. بنكيران: كيف يمنع عمال مغاربة مسلمون من أداء صلاتهم في شركة (الكابلاج) داخل بلدهم الإسلامي بنص الدستور؟!!

تحت عنوان “عمال يمنعون من الصلاة في بلاد الإسلام”، كتب الدكتور رشيد بنكيران “اتصل بي مجموعة من الناس على انفراد وتفرق، يسألونني عن حكم صلاة الصبح قبل دخول وقتها، وهل يجوز أداؤها بعد الساعة الثانية عشرة زوالا؟
فأجبت السائلين بما هو مجمع عليه في الشرع عند جميع الفقهاء والمسلمين أنه لا يجوز صلاة الصبح قبل دخول وقتها، كما لا يجوز أداء صلاة الصبح بعد خروج وقتها دون عذر شرعي.
ولما استفسرت بعض السائلين عن سبب السؤال، هنا بدأت تظهر المعاناة، والإحساس بالقهر، ومنهم من بكى..”!!

وأضاف مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات “معظم من سأل هم عمال في شركة الكابلاج (بمدينة القنيطرة)، يفرض عليهم بداية العمل مع السادسة صباحا؛ أي قبل وقت دخول صلاة الصبح، ولا يسمح للعمال بالصلاة، ولو في مكان العمل، ومن خرق قانون العمل فالويل له”.

وتابع الداعية والباحث في العلوم الشرعية في منشور له على حسابه في فيسبوك “في الواقع، إن هذه المعاناة المذكورة ليست حديثة أو جديدة، إنما اشتدت أكثر مع إقرار الساعة المزيدة..
معاناة العمال لا تنحصر فقط في صلاة الصبح، بل هي موجودة في جميع الصلوات، غير أن هناك حلولا ترقيعية لصلاة الظهرين ولصلاة العشاءين قد تخفف من شدة الظلم الذي يلاقونه، ولا حل يوجد مع صلاة الصبح، كما لا حل يوجد مع صلاة الجمعة..
نعم صلاة الجمعة، كذلك يمنع العمال منها، فمنهم من يعمل في دويرة تبدأ العمل وقت صلاة الجمعة.. ولا اعتبار لأي شيء، اعمل كأنك عبد مقهور، لا قيمة لإيمانك، ولا قيمة لإنسانيتك…

هذا القهر والظلم المتعلق بأبسط الحقوق الشرعية المتعلق بتمكين المسلم في بلاده، وفي أرض أجداده، التي سقاها بعرقه ودمائه من أداء صلاته يوجد كذلك في شركات ومعامل أخرى؛ كما هو الشأن في معمل تعليب السمك، وفي معمل صناعة الورق وفي…
بل يوجد ذلك أيضا لدى القطاعات الصغيرة والخاصة مثل سائقي سيارات النقل المدرسي، ومن يعمل في المقاهي…
والقائمة كبيرة والمعاناة أكبر، والله المستعان”.

وأضاف الشيخ رشيد “نقرأ في الدستور المغربي أننا دولة إسلامية، ومن أعظم الأسس للدولة الإسلامية هي الصلاة وتمكين المصلي منها.. فلماذا…
نقرأ في دستور البلاد بضرورة احترام حقوق الإنسان، ومن أعظم حقوق الإنسان هو تمكين الإنسان من عبادة ربه.. فلماذا…
لا شرع ربنا التزمنا!؟ ولا حقوق الإنسان اعتبرنا!؟”.

وطالب بنكيران في نفس منشوره “من بيده القدرة على رفع هذه المعاناة؛
من لديه السلطة لدفع هذه المأساة؛
من يملك الجرأة في الحق لتغيير هذا الواقع المنكوس؛
من تحمل الأمانة لتحقيق مصالح الناس؛
من أوجب الله عليه مراعاة حقوق الناس… أن يتدخلوا في إنهاء هذه المظالم وتمكين الناس من حقوقها.
وليعلم الجميع أن محاربة الفكر المتطرف المنحرف من هنا يبدأ”.

وكتب في آخر المنشور “أنهي كلمتي بكلام عميق يؤكد ما سبق تقريره، وقد أخرجه الإمام رحمه الله في موطئه:
فعن مالك، عن نافع مولى عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: “إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع”.
اللهم جنب البلاد والعباد الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم رد هؤلاء إلى دينك ردا جميلا”.

(المصدر: هوية بريس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى