كتب وبحوث

حركةُ التصوُّف في الخليج العربي- دراسة تحليليَّةٌ نقديَّة

عنوان الكتاب: حركةُ التصوُّف في الخليج العربي- دراسة تحليليَّةٌ نقديَّة
اسم المؤلِّف: د. عبد العزيز بن أحمد البداح
الناشر : بدون
رقم الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1436ه -2015م
عدد الصفحات: 860 صفحة
النَّوع: رسالة دكتوراه – قسم العقيدة بكلية الدَّعوة وأصول الدينِ بالجامعة الإسلاميَّة بالمدينةِ المنوَّرة

التعريفُ بموضوعِ الكتابِ

نَشِطَ التصوُّفُ في الخليج في السَّنواتِ الأخيرةِ من خلال تأليفِ الكتبِ والرَّسائلِ واستغلالِ الفضائيَّاتِ وشَبَكة المعلوماتِ؛ وذلك للدَّعْوةِ إلى البِدَع وتَشْويه المعتَقَد الصَّحيحِ، وكان مِن رحمةِ اللهِ بهذه الأمَّة أنْ قيَّض لها في كلِّ زمانٍ من الوُلاة والعُلَماء من يقومُ بواجِبِ الدَّعوةِ إلى الله تعالى، والذَّوْدِ عن دِينه، وحَمْلِ الناسِ على المعْتَقَدِ السلفيِّ الصحيحِ، ومن هؤلاء: الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود- رحمهما الله؛ وكان من آثارِ ذلك نَشْرُ العقيدةِ السَّلفيَّةِ الصحيحةِ في جزيرةِ العَرَبِ والخليجِ العربيِّ، واختفاءُ أكثرِ مظاهرِ الشِّركِ والبِدَع والانحرافاتِ في العَصْر الحاضِرِ.

وكتاب هذا الأسبوع يتناولُ فيه المُؤلِّفُ حركةَ التصوُّف في الخليج العربي، والمقصودُ بدول الخليج العربي (المملكة العربية السعوديَّة – الإمارات – الكُوَيت – البحرين – عمان – قطر).

وجاء الكتاب في مُقَدِّمة، وتمهيدٍ، وخمسةِ أبوابٍ، وتحت كلِّ بابٍ فصوله ومباحِثه، ثم الخاتِمَة.

ذكَر في المقدِّمة أهميَّة البحثِ، وأسبابَ اختيارِه للمَوْضوعِ، وخُطَّةَ البحثِ، ومَنْهَجَه فيه، موضِّحًا أنَّه سلكَ المنهجَ الاستقرائيَّ التحليليَّ، وذلك من خلال عدَّة خُطواتٍ؛ أهمُّها:

– بيانُ تاريخِ التصوُّف في الخليجِ العربيِّ.

– عَرْض عقائِدِ المتصوِّفة المُنْحرِفَة، ومناقشتُها بإيجاز.

– الرَّبْطُ بين عقائد الصوفيَّة في الخليج والصوفية الأوائل.

أمَّا التمهيدُ فقد بيَّنَ فيه تعريفَ التصوُّف، وبيان المراحل التي مرَّ بها.

وكان البابُ الأوَّلُ للحديثِ عن: بيان تاريخ التصوُّفِ في الخليجِ، ومصادر التلقِّي ومنهج الاستدلال عند الصوفية، وضَمَّنَه فصلينِ:

الفصل الأوَّل: نشأة التصوُّفِ في الخليج وأسبابه ومراحله؛ وفيه ألقى الضوءَ على نشأة التصوُّف في كلٍّ من (الإمارات، ونجد، والبحرين، وقطر، وغيرها)، ثم تحدَّث عن أسبابِ النشأةِ والانتشارِ؛ ذاكرًا أنَّ التصوُّف في الخليج تأثَّرَ بمدارسِ التصوُّف المنتشِرَة في (الهند، ومصر، والشام، والعراق، وحضرموت، وغيرها).

ثم تحدَّث عن مراحِلِ التصوُّف في الخليج، وذكر أنَّه مرَّ بمرحلتين؛ هما:

مرحلة الضَّعف والتراجع: وذكَر أنَّ هذه المرحلةَ بدأَتْ بظهورِ الدَّعْوة السَّلفية المباركة، وقيام الدولة السُّعودية الثالثة.

مرحلة الإحياء والإعادة: وذكر أنَّها نَشِطَت في السنواتِ العشرين الأخيرة، وكان ذلك من خلال جملةٍ من المؤشِّرات؛ من أهمها: وجودُ المكتباتِ المتخصِّصة في نَشْر التراث الصوفي، وظُهُور شخصياتٍ صوفيَّةٍ نَشِطَةٍ، وصدورُ مؤلَّفاتٍ جديدةٍ تدافِعُ عن التصوُّف، أو تدعو إليه، والإعلانُ عن بِدْعة المَوْلد النبويِّ.

 ثم تحدَّثَ عن الطُّرُق الصوفيَّة في الخليجِ، موضِّحًا الطريقةَ المنتَشِرةِ في كلِّ بلدٍ، ومِن هذه الطُّرُق:

 في البحرين: الطريقةُ القادريَّة والنقشبنديَّة. وفي الحجاز الطريقة الميرغنيَّة والعلويَّة والخلوتية وغيرها، وفي الكويت تُوجَدُ الطريقة الرفاعية.

 ثم تحدَّث عن دوافِعِ الصوفيَّة في الخليج، ومِن أهَمِّ هذه الدوافع: طَلَبُ العلوِّ والمكانة في الناس، والمحافظةُ على النفوذِ، وطَلَبُ الرِّياسة.

ثم كان الفصل الثاني عن: مصادِر التلقِّي ومنهج الاستدلالِ عند الصوفيَّة في الخليج، وفيه ذَكَرَ أنَّ الصوفيَّة يستندون في تقريرِ الأحكامِ على الهواتِفِ والرُّؤى كمصدرٍ من مصادرِ التلقِّي، ثم بعد ذلك على القَصَصِ وأخبارِ الشُّيوخِ، ثم العِلْم اللدنِّي، ثم ذكر أنَّ الدِّين عِندَهم ينقسِمُ إلى حقيقةٍ وشريعةٍ، وظاهرٍ وباطنٍ. كَمَا ذكَرَ أنَّ مَنهجَ الاستدلالِ عند الصوفيَّةِ يقوم على الاعتقادِ أولًا ثمَّ الاستدلالِ له؛ ولذا وقعوا في الاستدلالِ بالأحاديثِ الموضوعةِ والضَّعيفةِ، ثم ذكر أنَّهم يُطوِّعون النُّصوصَ الشرعيَّة؛ لتوافِقَ ما يذهبون إليه، ثم ذَكَر اعتمادَهم على القياسِ الفاسِدِ لتقريرِ العقائِدِ والأحكامِ، ثمَّ الاحتجاج بالأكثَرِ في مقابلَةِ الصَّحيحِ الصَّريحِ، ثم عَدَم الاحتجاجِ بأحاديثِ الآحادِ.

وجاء البابُ الثاني: عن عقائد الصوفَّية في الخليج والرَّد عليها، وقد ضمَّنه أربعةَ فصول:

الفصل الأول: عقيدتُهم في توحيدِ الرُّبوبيَّة، وذكر فيه تصريحَ جماعةٍ من الصُّوفيَّة في الخليج بأنَّهم على عقيدَةِ الأشاعِرَةِ الماتريديَّة في أبوابِ الاعتقادِ، وهي قائِمَةٌ على دليلِ حُدوثِ الأجسامِ، كما أنَّهم يَنْسُبون إلى أولياءِ الصوفيَّة كثيرًا من خصائص الرُّبوبيَّة.

الفصل الثاني: عقيدتُهم في توحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ، وفيه ذَكَر أنَّ الصوفيَّة يَجْحَدون الصِّفاتِ الذَّاتيَّة بتأويلها وصَرْفها عن معانيها، أو بتفويضِ المعنى؛ فالوَجْهُ عندهم: الذَّاتُ، واليدانِ: العطاءُ، والعينُ: العنايَةُ، وعقيدَتُهم في هذا عقيدَةُ الأشاعِرَةِ الذين يقولون بإثباتِ سَبْعِ صفاتٍ ونَفْي ما عداها، وكذلك معتَقَدُهم في الصِّفاتِ الفِعْليَّة؛ فالإتيانُ عندهم: إتيانُ آياتِه، والفَرَح: الرِّضا، والضَّحِك: القَبُول، والعَجَب: الرِّضا.

الفصل الثالث: عقيدَتُهم في توحيد الألوهيَّة،  وفيه ذَكَرَ أنَّ جماعةً من الصُّوفيَّة يُنْكِرون تقسيمَ التوحيدِ إلى ثلاثةِ أنواعٍ: توحيدِ الربوبيَّة، توحيد الألوهيَّة، وتوحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ، ثم ذكر قولَهُم بمشروعيةِ الاستغاثةِ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وغيرِه، وردَّ عليهم، وكذا عقيدَتَهم في التوسُّل بالجاهِ والذَّاتِ والحُرْمَةِ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وغيرِه، وكذا عقيدَتَهم في التبرُّكِ بقبورِ الصَّالحينَ، ورَدَّها.

 الفصل الرابع: عقيدَتُهم في النُّبُوَّة والوِلاية، وفيه ذَكَرَ قَولَهم: إنَّ النبيَّ أوَّلُ النَّبيِّينَ خَلقًا، وأنَّه مخلوقٌ من نور، وذكر الرَّدَّ عليهم، وكذا عقيدَتَهم في أنَّ رُوحانِيَّةَ المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم حاضِرَةٌ في كلِّ مكانٍ، وذَكَر الرَّدَّ عليها، ثم ذكر عقيدَتَهم في نجاةِ أبوَيِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنَّهما مُؤمنانِ، والرَّدَّ عليهم، وكذا عقيدَتَهم في رُؤْيَةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الدُّنْيا يقظَةً، والرَّدَّ عليهم، ثم ذكر قولَهم: إنَّ مراتِبَ الوِلايَةِ: الأقطابُ، والنُّقَباءُ، والنُّجَباءُ، والأَبْدال، والأَوْتادُ، والرَّدَّ عليهم.

أمَّا البابُ الثالِثُ فقد عَقَدَه المؤلِّف لـ: أسباب الانحراف عند الصوفيَّة وشُبُهاتهم ودعاواهم، وضمَّنه ثلاثةَ فُصُولٍ:

الفصل الأول: أسبابُ الانحرافِ عِند الصوفيَّة، وذكر أمورًا؛ منها: القَوْل بتقسيمِ البِدَعِ إلى بِدْعةٍ محمودةٍ، وبِدْعَةٍ مذمومةٍ، ثم اتباعُ الهَوَى، ثُم شُيوخُ الضَّلالِ الذين يُضِلُّون الناسَ بِغَيْر عِلْمٍ.

 الفصل الثاني: شُبُهاتُ الصُّوفيَّة، وذكر منها: اتخاذَ الأندادِ شُفَعاءَ عندَ الله، ورَدَّ عليهم، وكذا قولَهم: إنَّ الأمَّةَ محفوظةٌ مِن الشِّرْك؛ فلا يُخافُ عليها منه.

 الفصل الثالث: دَعاوى الصُّوفيَّة في الخليجِ؛ وفيه ذَكَر ادِّعاءَهم أنَّهم أهْلُ السُّنَّة والجماعة، ورَدَّ عليهم، ثم  ادِّعاءَهم أنَّهم دُعاةُ الاجتماعِ والاتِّفاقِ، ورَدَّ عليهم، وكذا ادِّعاءَهم أنَّهم أهْلُ الاعتدالِ والوَسَطيَّة، ورَدَّ عليهم.

ثم كان البابُ الرَّابِعُ: وَسائِلُ الخطابِ الصوفيِّ في الخليج وأساليبه وسماته؛ وضمَّنه ثلاثةَ فصولٍ:

 الفصل الأول: وسائِلُ الخطابِ الصُّوفيِّ، وذكر من هذه الوسائِل: القنواتِ ومواقِعَ الإنترنت، وكذا الكُتُبَ والرَّسائِلَ والمجلَّاتِ، ثم  الجَمْعيَّاتِ والمَكْتباتِ، وكذا المدارِسَ والمعاهِدَ.

الفصل الثاني: أساليبُ الخِطابِ الصُّوفيِّ، وذكر من هذه الأساليبِ: مُهاجَمَةَ المنهَجِ السَّلفيِّ وعُلمائِه، ثُمَّ التَّهوينَ مِن مسائِلِ العقيدةِ، وكذا التنزُّلَ مع المُخالِف.

الفصل الثالث: سِماتُ الخطابِ الصوفيِّ، وذَكر من هذه السِّماتِ: الخَلْطَ، والتَّلْبيس، والضَّعْف العِلْميَّ، والمُغالَطَة، ورَدَّ عليها كَلِّها.

أمَّا البابُ الخامِسُ والأخيرُ، فقد جَعَله المؤلِّفُ تحت عنوانِ: عَلاقَة الصُّوفيَّة في الخليجِ بالفِرَق الضَّالَّة وآثارها وجُهُود حكَّام وعُلماءِ أهْلِ السُّنَّة في مُواجَهَتِها، وضمَّنه ثلاثَةَ فصولٍ:

 الفصل الأول: عَلاقَةُ الصوفيَّة بالفِرَقِ الضَّالَّة والأحزابِ المُنْحَرِفة، وفيه تحدَّثَ عن عَلاقَةِ الصُّوفيَّة بالجَهْميَّة، والرَّافِضَة، وعَلاقة صوفيَّة الخليجِ بالصُّوفيَّة في العالَم، وكذا علاقتها بالعلمانِيَّة.

 الفصل الثاني: آثار الصُّوفيَّة في الخليجِ العربيِّ، ذَكَر منها: الغُلُوَّ في الصالحينَ، والاحتفالَ بالموالِدِ، وبِدَعَ الأذكارِ، واختفاءَ السُّنَنِ، والتَّهْوينَ من المعاصي، وغيرَها.

 الفصل الثالث: جُهُودُ حكَّام وعُلماءِ أهْلِ السُّنَّة في مواجهة التصوُّف، وفيه تحدَّثَ عن جُهودِ حُكَّامِ الخليجِ في مواجهة التصوُّف، وذكَر جُهودَ المَلِك عبد العزيز العَمَليَّةَ والدَّعَوِيَّةَ في مواجهة التصوُّفِ، وكذا ذَكَر من حكَّام قَطَر: الشَّيْخ قاسم بن محمَّد، ثم ذكر جُهودَ عُلَماء المَمْلَكَة العربيَّة السعوديَّة في مُواجَهَةِ التصوُّف والتَّحْذير من عقائده، وذكر منهم:  الشَّيخ أحمد بن علي مشرف، والشَّيخ عبد اللَّطيف بن إبراهيم، والشَّيخ محمَّد بن إبراهيم، والشيخ الألبانيَّ، والشَّيخ حمود التويجري، والشَّيخ بكر أبو زيد، والشيخ صالح الفوزان.

 وفي الخاتمة ذكر جملة من النتائج؛ منها:

1- الغالِبُ على التصوُّف في الحِجاز وعمان والإمارات التصوُّفُ الحَضْرميُّ نتيجةَ انتقالِ كثيرٍ مِن أتباعِه إلى تلك البلادِ واستقرارِهم فيها.

2- لم يتأثَّرِ السُّكَّانُ الأصليُّونَ في الخليجِ بالتصوُّفِ، وبَقِيَ التصوُّفُ مَحْصورًا في بعضِ الوَافدينَ إليه، على أن كثيرًا منهم رجَع إلى مذهب السَّلَفِ.

3- تراجُعُ التصوُّفِ ومظاهِرِه في الخليجِ بدايةً من سنة (1343هـ) التي دخل فيها الملك عبد العزيز الحجازَ، وامتدَّ فيها المنهجُ السَّلفيُّ، وانحسرت الصوفيَّةُ أو ضَعُفتْ.

4- من أسبابِ ظُهورِ الصُّوفيَّة وثباتِ التصوُّفِ في الخليج التَّوجُّهاتُ الدَّعَويَّة المخالِفَة؛ تقاربًا مع المبتَدِعَة، وتعظيمًا لهم؛ وتهوينًا من شأنِ البِدْعة، وتقويضًا لأصولِ أهْلِ السُّنَّة في التعامُل مع أهلها.

والكتابُ قيِّمٌ ومفيدٌ وفريدٌ في بابِه.

(المصدر: موقع الدرر السنية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى