متابعات

بيان هيئة علماء المسلمين في العراق حول حرب الإبادة في الغوطة الشرقية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فتواصل قوّات نظام الأسد بدعم مباشر من روسيا استهداف مناطق (الغوطة الشرقية) بريف دمشق؛ بقصف جوّي ومدفعي على مدار اليوم وبلا هوادة، على الرغم من أنها تعد من ضمن ما تسمى (مناطق خفض التصعيد)، التي اتُفق عليها خلال الجولة الرابعة من (مفاوضات أستانا) سنة 2017، ولم
يلتزم النظام ولا حلفاؤه بها مطلقًا.
وأسفر القصف ـ الذي يوصف بأنه إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ـ عن مقتل (115) مدنيًا جلّهم أطفال ونساء خلال مدة لا تتجاوز أربعًا وعشرين ساعة، مع احتمال زيادة أعداد الضحايا ــ إذا بقي الحال على ما هو عليه ــ الأمر الذي سيؤدي إلى خروج الوضع الإنساني عن السيطرة بشكل كامل.
واستهدف القصف الممنهج بواسطة البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام والصواريخ الناجمة عن غارات سلاح الجو الروسي؛ بلدات: (مسرابا) و(بيت سوا) و(الزريقية) و(حرزما) بغوطة دمشق الشرقية، إلى جانب الأحياء السكنية في مدن (سقبا) و(جسرين) و(حمورية)، فضلًا عن القصف المدفعي المتواصل منذ يومين بلا انقطاع، والذي أدى إلى توقف المستشفى الميداني في مدينة (سقبا) عن الخدمة.
وتؤكد مصادر طبيّة أن مستشفيات الغوطة اكتظت بالمصابين الذين زاد عددهم عن (300)، بينهم الكثير من الأطفال، في ظل معاناة حادة من نقص في المواد والمعدات الطبية جراء الحصار المحكم الذي تفرضه قوّات النظام على المنطقة منذ سنة 2013.
إن جرائم الإبادة المتواصلة التي يتعرض لها الأبرياء في شتى بقاع سورية هي نتاج تواطؤ دولي وإقليمي مفضوح يهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة على الشكل الذي تريده (القوى العظمى) دون النظر إلى مصلحة الشعوب وآمالها، وإن التصريحات الهلامية التي تطلقها المنظمات الدولية على استحياء؛ تأتي لذر الرماد في العيون كمحاولة لامتصاص أي غضب شعبي محتمل، والعمل في الوقت نفسه على إرضاء الأنظمة المستبدة، التي تحرص على البقاء على سدة الحكم حتى لو أبادت شعوبها بالكامل.
رحم الله شهداء سورية، ومَنَّ على جرحاهم بالشفاء والعافية، وانتقم من قاتليهم والمتآمرين عليهم، والمتواطئين على استمرار مأساتهم التي طال ليلها واشتد ظلامها.

الأمانة العامة
4/ جمادى الآخرة/ 1439 هـ
20/2/2018 م

 

 

(المصدر: هيئة علماء المسلمين في العراق)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى