تقارير وإضاءات

المسجد الكبير.. منارة إسلامية بقلب باريس

%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%ac%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%82%d9%84%d8%a8-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%8a
التأسيس
أسس مسجد باريس على مساحة 7500 متر مربع، وفتح أبوابه للمصلين في 15 يوليو/تموز 1926، بحضور السلطان المغربي مولاي يوسف ابن الحسن الأول، ومدير المسجد الجزائري قدور بن غبريط ، والرئيس الفرنسي أنداك دومارغ.

وكان العالم أحمد بن الحاج العياشي سكيرج، وهو أحد أقطاب الطريقة الصوفية التيجانية بالمغرب، أول من خطب وصلّى بالناس في أول جمعة في هذا المسجد.

الموقع
يقع المسجد في قلب العاصمة الفرنسية، وتحديداً في الدائرة الخامسة التي تتواجد فيها مؤسسات علمية وسياسية مثل جامعة السوربون ومعهد العالم العربي ومجلس الشيوخ الغرفة الثانية للبرلمان الفرنسي.

التاريخ
طرحت فكرة إنشاء مسجد باريس عام 1842، وبعد الحرب العالمية الأولى تبلورت الفكرة، وتحمس لها مفكرون وسياسيون فرنسيون، بينهم الصحفي بول بورداري صاحب مجلة “السكان الأصليون” الذي أسس “لجنة المؤسسة الإسلامية” عام 1916.

وبني المسجد على أنقاض مستشفى “الرحمة” الذي تم نقله سنة 1911 إلى مكان آخر.

وتعاقبت على رئاسة المسجد شخصيات جزائرية هي: قدور بن غبريط الذي أداره من عام 1922 حتى 1954، ثم ابن أخيه أحمد بن غبريط من عام 1954 حتى عام 1956، ثم حمزة بوبكر الذي عين عميداً لمعهد ومسجد باريس من عام 1957حتى عام 1982، وخلفه تيجاني هدّام من عام 1989 حتى 1992.

وخلف هدام  الدكتور دليل بوبكر، الذي تولى أيضا أول رئاسة للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة، الجهة الممثلة دينياً للمسلمين لدى السلطات الفرنسية.

الهندسة المعمارية
يعد مسجد باريس أحد المعالم الدينية الكبرى في فرنسا، وبه مئذنة ترتفع إلى طول 33 متراً على نمط صومعة مسجد جامع الزيتونة العريق بتونس، وعند مدخله توجد حديقة جميلة، تذكّر بحدائق قصر الحمراء في غرناطة.

ويغلب الطابع الأندلسي على الهندسة المعمارية للمسجد المستوحاة من الفن الأندلسي بمدينتي فاس المغربية، وتلمسان الجزائرية.

المهام
يقوم المسجد بتقديم دروس للتعريف بالإسلام وحضارته، ويعد معهد الغزالي التابع للمؤسسة معهداً إسلامياً لتدريس الشريعة الإسلامية وتخريج الأئمة.

وتتجاوز أدوار مسجد باريس ما هو ديني تعبدي إلى أدوار ثقافية وسياسية، حيث فتح أبوابه أكثر من مرة أمام المواطنين الفرنسيين وغير الفرنسيين للاطلاع على محتوياته والتعرف على الإسلام والحديث مع مسؤوليه.

كما يعد قبلة كل مهتم بالشأن الإسلامي من الباحثين وأصحاب الديانات الأخرى.

وخلال الهجمات التي شهدتها باريس في يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2015 استقبل المسجد آلاف الأشخاص في إطار مبادرة سميت “أخوة الشاي” تقضي بفتح بعض المساجد أمام الفرنسيين وغيرهم للتجول داخلها والحديث مع مسؤوليها.

ويرى مراقبون أن نشاط مسجد باريس يتأثر بفعل الخلافات بين مكوناته، إضافة إلى أن البعض يأخذ على المسجد ارتباطه بالمصالح السياسية الفرنسية مع بلاد المغرب العربي.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى