كتابات

المجلس الأوربي للافتاء يصدر فتاوى جديدة بخصوص شهر رمضان المبارك

المجلس الأوربي للافتاء يصدر فتاوى جديدة بخصوص شهر رمضان المبارك

حدد المجلس الأوروبي للإفتاء يوم الخميس القادم غرة رمضان حسب الحسابات الشرعية المبنية على الرؤية الفلكية. كما أصدر المجلس فتاوى جديدة بتحديد مواعيد الإمساك والإفطار الخاصة بمسلمي شمال أوروبا.

وأفتى الأمين العام للمجلس الشيخ حسين حلاوة للساكنين في شمال أوروبا الذين يجدون مشقة في الصوم لساعات طويلة، بجواز الإفطار والقضاء في أوقات أخرى من العام.

ووضع حلاوة في حوار مع الجزيرة نت ثلاثة خيارات أمام المسلمين في مسألة جمع صلاتي المغرب والعشاء وصلاة التراويح في رمضان حسب ظروف كل بلد ومدينة أوروبية. وفيما يلي نص الحوار:

كيف حددتم الخميس كأول يوم من رمضان؟

– حددناه حسب الحسابات الفلكية القطعية التي أثبتت أن الهلال يولد الثلاثاء، ومن المستحيل أن يرى في أي مكان من الكرة الأرضية ليلة الأربعاء، إذا الخميس هو أول أيام رمضان.

ما هي الفتاوى الجديدة التي خرج بها مجلس الإفتاء الأوروبي هذا العام؟

– عقد المجلس ندوة مؤخرا، وذهب وفد من المجلس إلى أقصى شمال السويد حيث الشمس لا تغيب أبدا طوال الـ24 ساعة، وأصدرت الندوة فتاوى خاصة بتلك المناطق باعتماد الأوقات من العام التي يكون فيها الليل والنهار متساويين كمعيار لتحديد وقت الصيام والصلاة في رمضان وفي الأشهر الأخرى التي لا تغيب فيها الشمس، بمعنى أن المواقيت في رمضان تحسب وفق الشهور التي يكون فيها الليل 12 ساعة والنهار 12 ساعة في تلك البلدان.

أما الدول التي فيها ليل لكنه قصير قصرا ليس فيه علامات واضحة للفجر، وغير كاف لصلاة العشاء والتراويح والسحور، فهؤلاء أفتينا لهم بأمرين: النظر إلى آخر يوم لديهم كانت فيه علامات الشروق والغروب والعشاء واضحة، وأخذ هذه الأوقات وتنزيلها في رمضان، وغالبا تكون في آخر أبريل/نيسان في بعض البلاد، وأول مايو/أيار في دول أخرى.

وأيضا للتخفيف على المسلمين في هذه البلاد التي يكون الليل فيها قصيرا، لا بأس عليهم بتأخير الفجر والسحور إلى ما قبل ساعة وخمس دقائق من الشروق، فيمكن للمسلم أن يبقى يأكل ويشرب ويصلي الفجر قبل ساعة وخمس دقائق من الشروق.

 ما هي الدول الأطول صياما في أوروبا في رمضان المقبل؟

– هي مدن موجودة في السويد والنرويج وفنلندا وفي شمال أسكتلندا ببريطانيا، والمناطق التي في شمال الخط 48 استوائي.

بعض مسلمي أوروبا يتبنون رأيا يقول باتباع مكة المكرمة والصوم والإفطار حسب توقيت السعودية؟

– هذا رأي موجود لكنه رأي اجتهادي لا دليل عليه، ويجب عدم الأخذ به، وحتى علماء السعودية وشيخنا ابن باز رحمه الله لم يقولوا بهذا الرأي، فمكة على مدار السنة بها علاماتها المنضبطة والصلوات ثابتة، أما في أوروبا فلا يوجد علامات منضبطة.

“لا يجوز جمع الظهر والعصر لأن علاماتهما واضحتان، لكن لا علامات للعشاء، فأفتينا بعدة أمور لكل مركز إسلامي أن يأخذ منها ما يراه أنسب، فيمكن الجمع بين المغرب والعشاء والتراويح مرة واحدة”.

يقول بعض المسلمين في أوروبا إنهم يجدون مشقة بالغة في الصوم لساعات طويلة، فهل يجوز لهم الإفطار والقضاء في وقت آخر من السنة؟

– هذا الدين يسر، والله قال في الصيام “فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر”، وقال “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”، ثم قال تعالى بعد ذلك كله “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”.

فالذي لا يستطيع أن يصوم لظرف ما أو لسبب ما يشق عليه الصيام لساعات الطويلة ولا يستطيع تحمل هذه المشقة، فيجوز له الإفطار وأن يقضي في أي وقت آخر، فالصيام عبادة إيمانية روحانية، وهذا الأمر يعود إلى الشخص نفسه، فهو الذي يستطيع أن يقرر إن كان يطيق الصيام أو لا يطيق، لكن يجب أن نذكره بأنه إذا أفطر متعمدا دون عذر، فلو صام الدهر كله لا يعوضه.

وما هي فتوى المجلس بخصوص جمع الصلوات؟

– لا يجوز جمع الظهر والعصر لأن علاماتهما واضحتان، لكن لا علامات للعشاء، فأفتينا بعدة أمور لكل مركز إسلامي أن يأخذ منها ما يراه أنسب، فيمكن الجمع بين المغرب والعشاء والتراويح مرة واحدة، أو يمكن الإفطار وتأدية صلاة المغرب ثم العودة إلى البيت والقدوم بعد المغرب بساعة لصلاة العشاء فالتراويح.

ورأي أخير أفتينا به في الدول التي علامات العشاء فيها موجودة لكنها متأخرة وتقترب من الفجر، فيمكن أداء صلاة المغرب أولا ثم أداء صلاة التراويح بعدها مباشرة وقبل العشاء بـ45 دقيقة، ثم بعد التراويح يصلون العشاء، فالتراويح يمكن تقديمها على العشاء لكونها تصح في أي وقت من الليل.

وماذا عن الإمساك والإفطار لمسلمي أوروبا وتعدد مواقيت المساجد إزاءها؟

– وقت الفجر هو وقت الإمساك، فما يعرف بوقت الإمساك بدعة ليست موجودة في الدين، وعلى الناس أن يجتمعوا على أمر واحد، ويمكن أن يكون هذا الوقت قبل الشروق بساعة وخمس دقائق.

المصدر: الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى