تقارير وإضاءات

“الكيمين”.. مسلمون منسيون في ميانمار ويشاطرون الروهينغا معاناتهم

سلط تقرير صحافي الضوء على قومية “الكيمين” أو “الكمان”، التي توصف بأنها أصغر القوميات المسلمة في ميانمار، ولا تقل معاناتها عن معاناة قومية الروهينغا، وكلاهما يتشاطران العيش في ولاية أراكان.

وتمارس حكومة ميانمار البوذية تمييزا عنصريًا ضد “الكمان”؛ فبعضهم يعيش مع الروهينغا في مخيمات النازحين والآلاف منهم فقدوا منازلهم.

ويشير التقرير الذي نشرته الجزيرة نت إلى أن وجود قومية الكيمين في ميانمار يعود إلى عامِ ميلادية 1660 عندما هاجر أحد أمراء مغولِ الهند المسلمين إلى أراكان ومعه بعض أهله وأنصارِه، وتوالت هجرةُ آخرين حتى صاروا جنودا في بلاط ملوك أراكان آنذاك.

ومنذ خمس سنوات، فرضت الحكومة البوذية على نحو 1500 مسلم العيش في مخيم شبيه بالسجن في جزيرة رامري جنوب أراكان؛ وذلك إثر إحراق منازلهم ومساجدهم، نصفهم من الروهينغا والبقية من قوميةِ الكيمين، يحمل بعضهم بطاقة وطنية تؤكد أنه مواطن، لكنهم محرومون من حقوق كثيرة كونهم مسلمين.

ولا تقتصر معاناة قومية الكيمين على عيشتهم في المخيمات؛ فالجيش يجدد الأسلاك الشائكة المحيطة بقراهم، وكما يُحرض الرهبان ضد المسلمين فإن الجنود ينفذون السياساتِ الأمنيةَ والتمييزيةَ ضدهم.

ويقول سكان قرى مسلمةٍ إن الجيش الميانماري استولى على بعض أراضيهم الزراعية، وهو أمر يحدث أيضا بولايات أخرى تقطنها الأقليات، لكن الفارق هنا إحاطة القرى بالأسلاك الشائكة لتقييد حركة السكان من قوميتي الروهينغا والكيمين.

ويؤجج التحريض ضد المسلمين بكل قومياتهم في ميانمار خطاب الكراهيةِ من بعض مدارسِ الرهبان ومعابدِهم، ذلك الخطاب الذي يتماهى مع مصالح العسكر وساسة قوميين من الريكاين.

ويقول البوذي ووا تيه تا الراهب بمدرسة تشايوء للرهبان في سيتوي “لو ظلوا يعيشون هنا بسلام فهذا جيد، وإذا لم يتحلوا بالهدوء واختلقوا الخلافات فستشتعل المشاكل مجددا”.

ويرى الراهب البوذي أن العرقية الأصلية “هنا هي الريكاين، وأما أولئك فهم ضيوف وجاؤوا من بنغلاديش، وعليهم أن يتخلقوا بأدب الضيوف لا أن يطالبوا بحقوق السكان الأصليين”.
وقد أسس الكيمين حزبا سياسيا يسعون من خلاله إلى إسماع صوتهم تجاه قرارات عنصرية ضدهم، ويقول أودونغ زي القيادي بحزب الكمان الوطني للتنمية: “لم نؤسس حزبنا للحصول على مقاعد برلمانية، لكن لننشر الوعي بقضايا قومنا، لأننا نعلم أننا لن نحصد أعدادا كافية من الأصوات للتمثيل النيابي بسبب قلة عددنا، فعدد الكمان لا يتجاوز خمسين ألفا في ميانمار”.

(المصدر: موقع المسلم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى