كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (25) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (25)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

الجزء الخامس والعشرون

 

سورة الشورى

5- {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

ألا إنَّ اللهَ هو الغفورُ لذنوبِ مؤمني عباده, الرحيمُ بهم أنْ يعاقبَهم بعد توبتِهم منها. (الطبري).

6- {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ}.

آلهةً يتولَّونَها ويعبدونَها.. (الطبري).

7- {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في سورةِ الإسراء (الآية 97). قالَ هناك: السعير: لهبُ النار، وهو مشتقٌّ من سعَّرَ النارَ إذا هيَّجَ وقودها.

10- {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي}.

يقولُ لنبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: قلْ لهؤلاءِ المشركين بالله: هذا الذي هذه الصفاتُ صفاتهُ ربي، لا آلهتُكم التي تدعون من دونه، التي لا تقدرُ على شيء. (الطبري).

11- {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا}.

ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (142) من سورةِ الأنعام، أنها الإبلُ والبقرُ والشاءُ والمعز.

13- {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيب}.

أي: يوفِّقُ لدينهِ ويستخلصُ لعبادتهِ من يرجعُ إلى طاعتهِ ويُقبِلُ إلى عبادته. (فتح القدير).

14- {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ}.

 بين مَن آمنَ وكفر، يعني أنزلَ العذابَ بالمكذِّبين في الدنيا. (البغوي).

21- {وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}.

لفُرِغَ من الحكمِ بينكم وبينهم، بتعجيلهِ العذابَ لهم في الدنيا.

22- {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ}.

والذين آمنوا بالله وأطاعوهُ فيما أمرَ ونهَى في الدنيا. (الطبري).

23- {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.

عبادَهُ الذين آمنوا به في الدنيا، وعملوا بطاعتهِ فيها. (الطبري).

24- {وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

{ويُحِقُّ الحَقَّ}: ويثبتُ الحق. (روح البيان).

{إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: ذكرَ أنه تقدَّمَ في سورةِ الأنفال (الآية 43)، وهو في مناسبةِ غزوةِ بدر، لكنْ قالَ فيما يتعلقُ بذاتِ الصدور: معنى {بِذَاتِ الصُّدُورِ}: الأحوالِ المصاحبةِ لضمائرِ النفوس، فالصدورُ أُطلقتْ على ما حلَّ فيها من النوايا والمضمرات. اهـ.

وقالَ الإمامُ الطبري: إنَّ اللهَ ذو علمٍ بما في صدورِ خلقه, وما تنطوي عليه ضمائرهم, لا يخفَى عليه مِن أمورِهم شيء.

26- {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد}.

{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: وعملوا بما أمرهم الله به، وانتهَوا عما نهاهم عنه. (الطبري).

{عَذَابٌ شَدِيد}: لما ذكرَ المؤمنين وما لهم مِن الثوابِ الجزيل، ذكرَ الكافرينَ وما لهم عندَهُ يومَ القيامةِ مِن العذابِ الشديدِ الموجعِ المؤلمِ يومَ معادِهم وحسابِهم. (ابن كثير).

27- {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ}.

وسَّعَهُ وكثَّره. (الطبري).

33- {إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور}.

{فَيَظْلَلْنَ}: فيَصِرن. (روح البيان).

{صَبَّارٍ شَكُور}: كثيرِ الصبرِ على البلوى، كثيرِ الشكرِ على النعماء. (فتح القدير).

34- {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِير}.

ذكرَ أن الباءَ للسببية، وأنه في معنى قوله: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} (الآية 30 من السورة)، ومما قالَهُ هناك: أي: سببُ ما أصابكم من مصيبةٍ هو أعمالكم.

40- {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

{وَأَصْلَحَ} ما بينه وبين من يعاديهِ بالعفوِ والإغضاءِ عمّا صدرَ منه. (روح المعاني).

44- {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيل}.

{وَلِيٍّ}: ناصرٍ يتولاه. (البغوي)

{الظَّالِمِينَ}: المشركين المكذِّبين بالبعث.

{سَبِيل}: من طريق. (فتح القدير).

45- {أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ}.

المشركين. (روح البيان).

46- {وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيل}.

{أَوْلِيَاء}: أعوان. (فتح القدير).

{وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ}: قالَ في نظيرها في الآيةِ (44) من السورة: وأما من قدَّرَ الله عليه بالضلال. اهـ، {فَمَا لَهُ مِن سَبِيل}: طريقٍ إلى الصواب، وإلى الوصولِ إلى الحقِّ في الدنيا، والجنةِ في العقبى، قد انسدَّ عليهم طريقُ الخير. (البغوي).

48- {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُور}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ بسطهُ عند تفسيرِ الآيةِ (30) من السورة {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}. ومن قولهِ هناك: أُطلِقَ كسبُ الأيدي على الأفعالِ والأقوالِ المنكرةِ على وجه المجازِ بعلاقةِ الإطلاق، أي: بما صدرَ منكم من أقوالِ الشركِ والأذَى للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفعلِ المنكراتِ الناشئةِ عن دينِ الشرك. والخطابُ للمشركين ابتداءً لأنهم المقصودُ من سياقِ الآياتِ كلِّها، وهم أَولَى بهذه الموعظة؛ لأنهم كانوا غيرَ مؤمنين بوعيدِ الآخرة. ويشملُ المؤمنين بطريقِ القياس، وبما دلَّ على شمولِ هذا الحكمِ لهم من الأخبارِ الصحيحة، ومن آياتِ أخرى. والباءُ للسببية، أي: سببُ ما أصابكم من مصيبةٍ هو أعمالكم.

سورة الزخرف

23- {قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}.

منهاجِهم وطريقتِهم. (الطبري).

27- {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}

خلَقني. (الطبري).

34- {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُون}.

الاتكاء: الاعتماد. (روح البيان).

35- {وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِين}.

{مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: يستمتعُ به أهلُ الدنيا في الدنيا.

{لِلْمُتَّقِين}: الذين اتقَوا الله فخافوا عقابه، فجدُّوا في طاعته، وحذروا معاصيهِ خاصةً دونَ غيرهم من خلقِ الله. (الطبري).

46- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ}.

بحججنا. (الطبري). بمعجزاتنا. (الواضح).

46- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

 فقالَ لهم موسى: إني رسولُ ربِّ العالمين، كما قلتَ أنت لقومِكَ من قريش: إني رسولُ الله إليكم. (الطبري).

48- {وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا}.

معجزة. (روح البيان). يقولُ تعالى ذكره: وما نُري فرعونَ وملأهُ آية، يعني حجَّتَهُ لنا عليه بحقيقةِ ما يدعوهُ إليه رسولنا موسى. (الطبري).

53- {أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِين}.

أي: حالَ كونهم مقرونين بموسى، منضمِّين إليه، يعينونهُ على أمره، وينصرونَهُ ويصدِّقونه، أي: يشهدون له بصدقه. قالَ الراغب: الاقترانُ كالازدواج، في كونهِ اجتماعَ شيئين أو أشياء، في معنى من المعاني. (روح المعاني).

55- {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}.

انتقمنا منهم بعاجلِ العذابِ الذي عجَّلناه لهم, فأغرقناهُم جميعًا في البحر. (الطبري).

57- {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّون}.

يُعرِضون. (البغوي).

62- {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.

لا يصرفنَّكم. (البغوي).

66- {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

الساعةَ التي فيها تقومُ القيامة. (الطبري).

67- {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِين}.

إلا المتحابِّين في الله عزَّ وجلّ، على طاعةِ الله عزَّ وجلّ. (البغوي).

69- {الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ}.

القرآن. (تفسير الجلالين).

74- {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}.

أي: لا ينقطعُ عذابهم في جهنمَ كما ينقطعُ عذابُ عصاةِ المؤمنين، على تقديرِ دخولهم فيها. (روح البيان).

85- {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

{وَمَا بَيْنَهُمَا}: إما على الدوام، كالهواء، أو في بعضِ الأوقات، كالطيرِ والسحاب.

{وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}: أي: الساعةُ التي فيها تقومُ القيامة، لا يعلمها إلا هو.

{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: الالتفاتُ للتهديد، أي: تردُّون للجزاء، فاهتمُّوا بالاستعدادِ للقائه. (روح البيان).

سورة الدخان

2- {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ}.

قالَ في نظيره، في الآيةِ الثانيةِ من سورةِ الزخرف: على أن القرآنَ جعلَهُ الله عربيًّا واضحَ الدلالة، فهو حقيقٌ بأن يُصدِّقوا به لو كانوا غيرَ مكابرين، ولكنهم بمكابرتهم كانوا كمن لا يعقلون.

3- {إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}.

فسَّرَهُ في الآيةِ الرابعة.

قالَ ابنُ كثير رحمَهُ الله: أي: مُعلِمينَ الناسَ ما ينفعُهم ويضرُّهم شرعًا، لتقومَ حجَّةُ اللهِ على عباده. (ابن كثير).

7- {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}.

أي: الذي أنزلَ هذا القرآنَ هو ربُّ السماواتِ والأرضِ وخالقُهما ومالكُهما وما فيهما. (ابن كثير).

14- {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُون}.

أعرضوا عنه. (البغوي).

16- {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُون}.

أي: ننتقمُ منهم في ذلك اليوم. (النسفي).

25- {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}

كم تركَ فرعونُ وقومهُ مِن القبطِ بعدَ مهلكِهم وتغريقِ اللهِ إيّاهم مِن بساتينَ وأشجار, وهي الجنَّات, {وَعُيُونٍ}: يعني ومنابعَ ما كانَ ينفجرُ في جنانِهم. (الطبري).

26- {وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيم}.

جمعُ زَرْع، وهو ما استُنبِتَ بالبذر، تسميةً بالمصدر، مِن زرعَ اللهُ الحرثَ إذا أنبتَهُ وأنماه. قالَ في “كشف الأسرار”: وفنونِ الأقواتِ وألوانِ الأطعمة، أي: كانوا أهلَ ريفٍ وخصب، خلافَ حالِ العرب. (روح البيان).

28- {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِين}.

إيراثها: تمليكُها مخلفةً عليهم، أو تمكينُهم من التصرفِ فيها تمكينَ الوارثِ فيما يرثه. (روح البيان).

33- {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ}.

ظاهر… واضح. (فتح القدير).

48- {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيم}.

ثم صبُّوا على رأسِ هذا الأثيمِ من عذابِ الحميم، يعني من الماءِ المسخَّن، الذي وصفنا صفته، وهو الماءُ الذي قالَ الله: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [سورة الحج: 20]. (الطبري).

51- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ}

إنَّ الذين اتَّقَوا اللهَ بأداءِ طاعته، واجتنابِ معاصيه… (الطبري).

52- {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في الآية (60) من سورةِ البقرة {فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}، وإنما ذكرَهُ في الآيةِ (45) من سورةِ الحِجر {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}، قال: العيون: جمعُ عين، اسمٌ لثقبٍ أرضيٍّ يخرجُ منه الماءُ من الأرض.

سورة الجاثية

5- {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}

{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}: وفي تفاوتِ اللَّيلِ والنَّهارِ طولاً وقصرًا، وتعاقبِهما المتتالي، هذا بظلامهِ وهذا بضيائه.

{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}: وفي تصريفِ الرِّياح، للمطرِ أو للِّقاح، للرَّحمةِ أو للعذاب، دافئةً وباردة، شرقًا وغربًا. (الواضح).

6- {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ}.

أي: محقِّين، أو حالَ كونِ الآياتِ ملتبسةً بالحقِّ والصدق، بعيدةً من الباطلِ والكذب. (روح البيان).

9- {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

يذلُّهم ويذهبُ بعزِّهم. وُصِفَ العذابُ بالإهانةِ توفيةً لحقِّ استكبارهم واستهزائهم بآياتِ الله. (روح البيان).

10- {وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ}.

 أي: ولا ينفعهم أيضًا ما عبدوهُ من دونِ الله من الأصنام. (روح البيان).

12- {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}.

{الْفُلْكُ}: السفن.

{وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}: لتطلبوا رزقَكم مِن فضلِه، بالتِّجارةِ والصَّيدِ وغيرِه. (الواضح).

19- {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}.

{أَوْلِيَاءُ}: أنصار.

{الْمُتَّقِينَ}: من اتَّقاهُ بأداءِ فرائضه، واجتنابِ معاصيه، بكفايته، ودفاعِ من أرادهُ بسوء. (الطبري).

يعني يكفيهِ الله، ويدفعُ عنه السوء.

23- {وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُون}.

{غِشَاوَةً}: ذكرَ أن معناهُ تقدَّمَ في سورةِ البقرة (الآية 7)، وفيه مختصرًا: معنى الغشاوة: الغطاء. وليستِ الغشاوةُ على الأبصارِ هنا حقيقة، بل ذلك جارٍ على طريقةِ المجاز، بأن جعلَ أعينهم في عدمِ الانتفاعِ بما ترى من المعجزاتِ والدلائلِ الكونية، كأنها مغشًّى دونها.

{أَفَلاَ تَذَكَّرُون} أيها الناس, فتعلَموا أنَّ مَن فعلَ اللهُ به ما وصفنا فلن يهتديَ أبدًا, ولن يجدَ لنفسهِ وليًّا مُرشدًا؟ (الطبري).

25- {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.

{بَيِّنَاتٍ} واضحاتٍ جليَّات، تنفي الشكَّ عن قلبِ أهلِ التصديقِ بالله في ذلك. (الطبري).

{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: إنْ كانَ ما تقولونَهُ حقًّا. (ابن كثير).

30- {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}.

فأمَّا الذين آمنوا بالله في الدنيا، فوحَّدوه, ولم يُشركوا به شيئًا, وعملوا بما أمرهم اللهُ به, وانتهَوا عمّا نهاهُم اللهُ عنه، فيُدخِلُهم في جنَّتهِ برحمته، وذلكَ هو الظفرُ بما كانوا يطلبونه, وإدراكُ ما كانوا يسعون في الدنيا له, المبينُ غايتُهم فيها أنه هو الفوز. (الطبري، باختصار).

32- {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا}.

{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: وإذا قالَ لكم المؤمنون: إنَّ ما وعدَ اللهُ بهِ حقٌّ وصدق. (الواضح).

{لَا رَيْبَ}: لا شكَّ فيها، يعني في الساعة. (الطبري).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى