كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (16) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (16) 

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

الجزء السادس عشر

(تابع لسورة الكهف)

89- {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}.

بيَّنَ في الآيةِ (84) من السورة، أن (السببَ) ما يتوسَّلُ به إلى الشيءِ من علمٍ أو مقدرةٍ أو آلاتِ التسخيرِ على وجهِ الاستعارة. اهـ.

وتفسيرُ الآية: سلكَ طرقاً ومنازل. (البغوي).

92- {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}.

أي: ثم سلكَ طريقاً من مشارقِ الأرض. (ابن كثير).

106- {وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}.

{آَيَاتِي}: القرآنَ وغيرَهُ من الكتبِ الإلهية.

{هُزُوًا}: سخريةً واستهزاء. (روح البيان).

107- {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}.

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: إنَّ الذين آمنوا، وأتْبَعوا إيمانَهم بالعملِ الصَّالح، وهو الموافِقُ لشرعِ الله… (الواضح).

{نُزُلًا}: أشارَ إلى تقدُّمِها قريبًا، ويعني عند تفسيرِ الآيةِ (102) من السورة، قال: والنُّزُل – بضمتين – ما يُعَدُّ للنزيلِ والضيفِ من القِرى.

110- {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا}.

{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ} أي: يخافُ المصيرَ إليه. وقيل: يأملُ رؤيةَ ربِّه. (البغوي)، وقالَ ابنُ كثير: أي: ثوابَهُ وجزاءَهُ الصالح، {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا}: فلـيُخلِصْ له العبادة، ولـيُفرِدْ له الربوبيَّة. (الطبري).

سورة مريم

5- {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}.

ولدًا وارثًا ومُعِينًا. (الطبري).

6- {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.

أي: مرضيًّا عندكَ وعند خلقك، تحبه، وتحبِّبهُ إلى خلقك، في دينهِ وخُلقه. (ابن كثير).

11- {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}.

صلاةَ الفجرِ وصلاةَ العصر. (النسفي، روح المعاني).

19- {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}.

{رَسُولُ رَبِّكِ}: أي: بعثني الله إليك. (ابن كثير).

{غُلَامًا زَكِيًّا}: الغلامُ الزكيّ: هو الطاهرُ مِن الذنوب. (الطبري).

21- {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ}.

علامة. (البغوي).

22- {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا}.

أحالَ تفسيرَهُ إلى ما سبقَ في الآيةِ (16) من السورة: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}، قال: الانتباذ: الانفرادُ والاعتزال؛ لأن النبذَ الإبعادُ والطرح، فالانتباذُ في الأصلِ افتعال، مطاوعُ نبذه، ثم أُطلِقَ على الفعلِ الحاصلِ بدونِ سبقِ فاعلٍ له. وانتصبَ {مَكَانًا} على أنه مفعولُ {انتَبَذَتْ}؛ لتضمنهِ معنى حلَّت. ويجوزُ نصبهُ على الظرفية، لما فيه من الإبهام. والمعنى: ابتعدتْ عن أهلها في مكانٍ شرقيّ. ونُكرَ المكانُ إبهاماً له؛ لعدمِ تعلُّقِ الغرضِ بتعيينِ نوعه، إذ لا يفيدُ كمالاً في المقصودِ من القصة.

26- {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}.

أوجبتُ علـى نفسي. (الطبري).

28- {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}.

أشارَ إلى تقدُّمِ معنى الكلمة (أثناءَ تفسيرِ الآيةِ 20 من السورة)، وقد قالَ بعدَ بيانِ اشتقاقِها: البغِيّ: اسمٌ للمرأةِ الزانية.

32- {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ آنفًا، ويعني قولَهُ تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ} (الآية 14 من السورة)، قالَ هناك: البرور: الإكرامُ والسعيُ في الطاعة.

33- {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}.

فسَّرَ قسمًا منه، وذكرَ في أولهِ أن القولَ تقدَّمَ فيه، ويعني عند تفسيرِ الآيةِ (15) من السورة، قال: السّلامُ اسمٌ للكلامِ الذي يفاتَحُ به الزائرُ والراحل، فيه ثناءٌ أو دعاء. وسمِّيَ ذلك سلاماً لأنه يشتملُ على الدعاءِ بالسلامة، ولأنه يؤذِنُ بأن الذي أقدمَ هو عليه مسالمٌ له، لا يخشى منه بأساً. فالمرادُ هنا: سلامٌ من الله عليه، وهو ثناءُ الله عليه..

ثم قال: المعنى أن إكرامَ الله متمكنٌ من أحوالهِ الثلاثةِ المذكورة. وهذه الأحوالُ الثلاثةُ المذكورةُ هنا أحوالُ ابتداءِ أطوار: طورِ الورودِ على الدنيا، وطورِ الارتحالِ عنها، وطورِ الورودِ على الآخرة. وهذا كنايةٌ على أنه بمحلِّ العنايةِ الإلهيةِ في هذه الأحوال.

38- {لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

بيِّن. (البغوي).

39- {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ}.

خوِّفهم. (روح البيان، وغيره).

48- {عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ معناهُ عند قولهِ تعالى: {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (الآية 4 من السورة)، ومما قالَهُ هناك: المعنى: لم أكنْ فيما دعوتُكَ من قبلُ مردودَ الدعوةِ منك، أي أنه قد عهدَ من الله الاستجابةَ كلما دعاه.

وقالَ الإمامُ الطبري هنا: يقول: عسَى أنْ لا أشقَى بدعاءِ ربِّي، ولكنْ يُجيبُ دعائي، ويُعطيني ما أسأله.

54- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا}.

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ}: واتلُ على قومِكَ يا محمدُ في القرآنِ قصةَ جدِّكَ إسماعيلَ وبلِّغها إليهم. (روح البيان).

{وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا}: أحالَ معناها إلى ما سبقَ أن فسَّرَهُ في الآيةِ (51) من السورة: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا}، قال: الرسولُ بالمعنى الشرعيِّ أخصُّ من النبيّ، لأن الرسولَ هو المرسَلُ بوحي من الله ليبلغَ إلى الناس، فلا يكونُ الرسولُ إلا نبياً، وأما النبي، فهو المنبَّأُ بوحي من الله وإن لم يؤمَرْ بتبليغه، فإذا لم يؤمَرْ بالتبليغِ فهو نبيٌّ وليس رسولاً، فالجمعُ بينهما هنا لتأكيدِ الوصف، إشارةً إلى أن رسالتَهُ بلغتْ مبلغاً قوياً.

56- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}.

قالَ عند تفسيرِ قولهِ تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} (الآية 41 من السورة): وُصِفَ إبراهيمُ بالصدِّيقِ لفرطِ صدقهِ في امتثالِ ما يكلِّفهُ الله تعالى، لا يصدُّهُ عن ذلك ما قد يكونُ عذراً للمكلَّف، مثلُ مبادرتهِ إلى محاولةِ ذبحِ ولدهِ حين أمرَهُ الله بذلك في وحي الرؤيا، فالصدقُ هنا بمعنى بلوغِ نهايةِ الصفةِ في الموصوفِ بها.

58- {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.

مِنْ ذرِّيَّةِ آدم: إدريسُ ونوح، ومِن ذرِّيَّةِ مَن حمَلناهُم مع نوح: إبراهيمُ، ومِن ذرِّيَّةِ إبراهيمَ: إسماعيلُ وإسحاقُ ويعقوب، ومِن ذرِّيَّةِ إسرائيلَ (وهو يعقوبُ): موسَى وهارونُ وزكريّا ويَحيَى وعيسى. هؤلاءِ مِن جملةِ مَن أرشدناهُم إلى الحقِّ واصطفيناهُم للنبوَّة. (الواضح).

{خَرُّوا}: سقطوا على الأرضِ حالَ كونهم ساجدين. (روح البيان).

60- {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا}.

إلاّ مَن تابَ مِن ذنوبَه، وصدَقَ في إيمانِه، وقرنَ توبتَهُ بالعملِ الصَّالِح. (الواضح).

63- {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا}.

وهم المطيعون لله عزَّ وجلَّ في السرّاء والضرّاء، والكاظمون الغيظ، والعافون عن الناس، وكما قال َتعالَى في أولِ سورةِ المؤمنين: {قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ} [سورة المؤمنون: 1، 2] إلى أن قال: {أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ . ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ} [سورة المؤمنون: 10 – 11]. (ابن كثير).

70- {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا}.

المرادُ أنه تعالى أعلمُ بمن يستحقُّ من العبادِ أن يصلَى بنارِ جهنمَ ويخلدَ فيها، وبمن يستحقُّ تضعيفَ العذاب. (ابن كثير).

72- {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}.

ذكرَ أنه تقدَّم، ويعني عند الآيةِ (68) من السورة، قال: يجثو: إذا بركَ على ركبتيه، وهي هيئةُ الخاضعِ الذليل.

73- {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}.

وهو مجتمعُ الرجالِ للحديث، أي: ناديهم أعمرُ وأكثرُ وارداً وطارقاً. (ابن كثير).

75- {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا}.

… فسيَعلَمون عند ذلك مَن هو شرٌّ مكانةً ومنزلة، وأقلُّ أنصارًا وأعوانًا، المؤمنون أم الكافرون؟ (الواضح في التفسير).

76- {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}.

أي: إيماناً وإيقاناً على يقينهم. (البغوي).

82- {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ}.

قالَ في مثلها، في الآيةِ (79) من السورة: {كَلَّا} حرفُ ردعٍ وزجرٍ عن مضمونِ كلامٍ سابقٍ من متكلِّمٍ واحد، أو من كلامٍ يُحكَى عن متكلِّمٍ آخر، أو مسموعٍ منه، كقولهِ تعالى: {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ .  قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}: [سورة لشعراء 61، 62]، والأكثرُ أن تكونَ عقبَ آخرِ الكلامِ المبطَلِ بها، وقد تُقُدِّمَ على الكلامِ المبطَلِ للاهتمامِ بالإبطالِ وتعجيله، والتشويقِ إلى سماعِ الكلامِ الذي سيردُ بعدها…

85- {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}.

الذين اتقوا في الدنـيا فخافوا عقابه، فـاجتنبوا لذلك معاصيَه، وأدَّوا فرائضَه. (الطبري).

89- {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا}.

أي: عظيماً، في قولِ الجميع، ومعنى الآية: قلتم قولاً عظيماً. وقيل: الإدّ: العَجَب، والإدَّة: الشدَّة، والمعنى متقارب، والتركيبُ يدورُ على الشدَّةِ والثقل. (فتح القدير). ويقال: {إِدًّا} بكسرِ الهمزة، وفتحها، ومع مدِّها أيضاً، ثلاثُ لغات، أشهرها الأولى. (ابن كثير).

سورة طه

8- {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.

المعبودُ الذي لا تصلحُ العبـادةُ إلاّ له. يقول: فإيّاهُ فـاعبدوا أيُّها الناس، دونَ ما سواهُ مِن الآلهةِ والأوثان. (الطبري).

11- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَامُوسَى}.

أي: النار، واقتربَ منها. (ابن كثير).

16- {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى}.

{يَصُدَّنَّكَ}: فلا يصرفنَّك. (البغوي).

{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي: مُرادَه، وخالفَ أمرَ الله عزَّ وجلّ. (زاد المسير).

17- {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى}.

إشارةٌ إلى اليد. (مفاتح الغيب).

19- {قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى}.

اطرحها، لترى من شأنها ما لم يخطرْ ببالك. والإلقاءُ والنبذُ والطرحُ بمعنى واحد. (روح البيان).

22- {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى}.

دلالة. (البغوي).

23- {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى}.

أدلَّتِنا. (الطبري).

24- {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}.

أي: جاوزَ الحدَّ في العصيانِ والتمرد. (البغوي). أي: جاوزَ حدَّ العبوديةِ بدعوى الربوبية… (روح البيان).

40- {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ}.

{يَكْفُلُهُ} أي: على امرأةٍ ترضعهُ وتضمُّهُ إليها؛ وذلك أنه كان لا يقبلُ ثديَ امرأة.

{فَلَبِثْتَ}: فمكثت، أي: فخرجتَ من مصرَ فلبثت. (البغوي).

42- {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي}.

المعنى: لا تقصرا عن ذكري بالإحسانِ إليكما، والإنعامِ عليكما. وذكرُ النعمةِ شكرُها. (فتح القدير).

43- {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}.

تمرَّد في ضلالهِ وغيِّه. (الطبري).

48- {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}.

أعرضَ عنه. (البغوي).

إذا عدِّيَ بـ (عن) لفظًا أو تقديرًا، اقتضى معنى الإعراض… (روح البيان).

53- {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}.

{مِنَ السَّمَاءِ} أي: من الفَلَك، أو من السحاب، فإن كلَّ ما علا سحاب، {مَاءً}: المرادُ هنا المطر. (روح البيان، باختصار).

54- {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى}.

{أَنْعَامَكُمْ}: وهي الإبلُ والبقرُ والضأنُ والمعزَى. (روح البيان).

{لآيَاتٍ}: لدلالاتٍ وعلاماتٍ تدلُّ على وحدانيةِ ربِّكم، وأنْ لا إله لكم غيره. (الطبري).

56- {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى}.

{وَأَبَى} عن قبولها، لعتوِّه. والإباء: شدَّةُ الامتناع، فكلُّ إباءٍ امتناع، وليس كلُّ امتناعٍ إباء. (روح البيان).

61- {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى}.

أي: خسرَ وهلك. (فتح القدير).

66- {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}.

الحبال: جمعُ حبل، وهو الرسن، والعِصيّ: جمعُ عصا.

السعي: المشيُ السريع، وهو دونَ العَدْو. (روح البيان).

69- {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ}.

{يَمِينِكَ}: اليمينُ أصلهُ الجارحة. (مفردات الراغب). أي: يدِكَ اليمنى.

قالَ ابنُ حيان الأندلسي في تفسيره: لم يأتِ التركيب: “وألقِ عصاك”؛ لما في لفظِ “اليمينِ” من معنى اليُمنِ والبركة. (البحر المحيط).

{إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ}: إن الذي صنعَهُ هؤلاء السحرةُ كيدٌ مِن ساحر. (الطبري). والكيد: ضربٌ من الاحتيال، يكونُ محمودًا أو مذمومًا، وإن كان يستعملُ في المذمومِ أكثر، وكذلك الاستدراجُ والمكر. (روح البيان).

71- {قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ}.

أي: أنتم إنما أخذتم السحرَ عن موسى، واتفقتم أنتم وإيّاهُ عليَّ وعلى رعيتي لتظهروه، كما قالَ تعالى في الآيةِ الأخرى: { إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِى ٱلْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَآ أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [سورة الأعراف: 123]. (ابن كثير).

73- {إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ}.

إنّا أقررنا بتوحيدِ ربِّنا، وصدَّقنا بوعدهِ ووعيده، وأنَّ ما جاءَ به موسى حقّ، {لِـيَغْفِرَ لَنا خَطايانا} يقول: لـيعفوَ لنا عن ذنوبنا فـيسترها علـينا. (الطبري).

74- {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ}.

أي: يلقَى اللهَ يومَ القيامة. (ابن كثير).

75- {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى}.

{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً}: موحِّداً، لا يُشركُ به، {قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ}، يقول: قد عملَ ما أمرَهُ به ربُّه، وانتهَى عمّا نهاهُ عنه، {فأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ العُلَى} يقول: فأولئكَ الذين لهم درجاتُ الجنةِ العُلَـى. (الطبري).

76- {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى}.

وهي جنَّاتٌ مُعَدَّةٌ للإقامةِ الدَّائمة فيها، ومِن نعيمِها وجمالِها أنَّها تجري مِن تحتِها الأنهار، ويمكثُ فيها أصحابُها على الدَّوام، فلا رحيلَ عنها، ولا استبدالَ بها. (الواضح).

77- {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي}.

يقولُ تعالى مخبراً أنه أمرَ موسى عليه السلام حين أبى فرعونُ أن يرسلَ معه بني إسرائيل، أن يسريَ بهم في الليل، ويذهبَ بهم من قبضةِ فرعون. (ابن كثير).

80- {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}.

بيَّن معناهما في الآية (57) من سورةِ البقرة، فقالَ ما مختصره: إن المنَّ مادةٌ صمغيةٌ جوية، ينزلُ على شجرِ الباديةِ شبهَ الدقيقِ المبلول، فيه حلاوةٌ إلى الحموضة، ولونهُ إلى الصفرة. وأما السَّلوى فهي اسمُ جنسٍ جمعيّ، واحدتهُ سلواة. وهو طائرٌ بريٌّ لذيذُ اللحم، سهلُ الصيد، كانت تسوقهُ لهم ريحُ الجنوبِ كلَّ مساء، فيمسكونهُ قبضاً. ويسمَّى هذا الطائرُ أيضاً السُّمانَى.

81- {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}.

كُلوا يا بني إسرائيل من شهيِّاتِ رزقِنا الذي رزقناكم, وحلالهِ الذي طيِّبناهُ لكم. (الطبري).

82- {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}.

{وَآمَنَ} يقول: وأخلصَ لي الألوهة، ولم يشركْ في عبـادتهِ إيّايَ غيري. {وَعمِلَ صَالِـحاً} يقول: وأدَّى فرائضي التي افترضتها علـيه، واجتنبَ معاصيّ. (الطبري).

86- {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا}.

فـانصرفَ موسى إلى قومهِ من بني إسرائيـل، بعد انقضاءِ الأربعينَ لـيـلة. (الطبري).

90- {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ}.

ابتُليتم بالعجل. (البغوي).

94- {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}.

ولم تحفظْ. (النسفي).

106- {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا}.

أي: فيدَعُ أماكنَ الجبالِ من الأرض. (البغوي).

111- {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}.

{خَابَ}: خسر. (البغوي).

{حَمَلَ}: المرادُ به: من وافَى بالظلمِ ولم يتبْ عنه. (مفاتيح الغيب).

112- {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}.

ومَن يعملْ مِن صالحاتِ الأعمال، وذلكَ فيما قيل: أداءُ فرائضِ اللهِ التي فرضَها على عباده، {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} يقول: وهو مصدِّقٌ بالله، وأنهُ مُجازٍ أهلَ طاعته، وأهلَ معاصيهِ على معاصيهم.. (الطبري).

116- {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى}.

واذكرْ قولَنا للملائكةِ – بعدَ أن سوَّينا خِلقَةَ آدمَ ونفَخنا فيه مِن روحِنا -: اسجُدوا لآدم، سجدةَ تشريفٍ وتكريم، فسجدوا جميعًا، إلاّ إبليس، استكبرَ وامتنعَ من السُّجودِ له. (الواضح).

117- {فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.

 المعنى: لا تباشرْ أسبابَ الخروجِ فيحصلَ الشقاء، وهو الكدُّ والتعبُ الدنيوي، مثلُ الحرثِ والزرعِ والحصدِ والطحنِ والعجنِ والخَبز، ونحوِ ذلك مما لا يخلو الناسُ عنه في أمرِ تعيُّشِهم، ويؤيدهُ ما بعد الآية.. (روح البيان).

121- {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في الأعراف. وهو في الآيةِ (22) من السورةِ المذكورة. وملخصُ تفسيرهِ له: دلَّتْ هذه الآيةُ على أن بدُوَّ سوآتهما حصلَ عند أوَّلِ إدراكِ طعمِ الشّجرة، دلالةً على سرعةِ ترتُّبِ الأمرِ المحذورِ عند أوَّلِ المخالفة، الذي هو أثرُ الإقدامِ على المعصية، ونبذِ النصيحةِ إلى الاقتداءِ بالغَرور، والاغترارِ بقَسَمه. ولما شعرا بسَوآتهما، عَرفا بعضَ جزئياتها، وهي العورة، وحدثَ في نفوسهما الشعورُ بقبحِ بروزها، فشرعا يخفيانها عن أنظارهما استبشاعاً وكراهية. والخصفُ حقيقتهُ تقويةُ الطبقةِ من النعلِ بطبقةٍ أخرى لتشتدّ، ويستعملُ مجازاً مرسلاً في مطلقِ التقويةِ للخِرقةِ والثّوب. ومعنى يخصفان: يضعان على عوراتهما الورَقَ بعضَهُ على بعض، كفعلِ الخاصف، وضعا مُلزقاً متمكّناً.

127- {وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ}

برسلهِ وكتبه. (الطبري).

132- {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.

عند تفسيرهِ الآيةَ الثانيةَ من سورةِ البقرةِ قال: التقوى الشرعيةُ هي امتثالُ الأوامر، واجتنابُ المنهياتِ من الكبائر، وعدمُ الاسترسالِ على الصغائر، ظاهراً وباطناً، أي: اتقاءُ ما جعلَ الله الاقتحامَ فيه موجباً غضبَهُ وعقابه.

134- {فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ}.

فنتَّبِعَ حجَّتكَ وأدلَّتكَ وما تُنزلهُ عليه مِن أمرِكَ ونهيك. (الطبري).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى