متابعات

الإيغور يحتجون في أنقرة المدافعة عنهم لدى الصين

الإيغور يحتجون في أنقرة المدافعة عنهم لدى الصين

صعدت أنقرة من ضغوطها على بكين بشأن مسلمي الإيغور شمال غربي البلاد الذين تعيش جالية كبيرة منهم فيتركيا، ونظموا الأسبوع الماضي مسيرة حاشدة في العاصمة للاحتجاج على ما وصفوها بممارسات الصين تجاه أهاليهم في الإقليم المسلم.

وفي كلمة له أمام الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، عبر وزير الخارجية التركيمولود جاويش أوغلو عن قلق بلاده من تقارير انتهاكات حقوق الإنسان بحق المسلمين في إقليم شينغيانغ شمال غربي الصين.

وقال جاويش أوغلو إن التقارير التي تشمل أدلة على انتهاك حقوق المسلمين بالإقليم بمن فيهم أتراك الإيغور مثيرة للقلق وفي مقدمتها تقرير لجنة القضاء على التمييز العنصري التابعة للأمم المتحدة.

ووفقا لإعلان صادر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، فإن عدد الإيغور في تركيا يبلغ 300 ألف نسمة، أكثرهم تجار وموظفون، ويتركزون في عاصمة البلاد أنقرة، وكبرى مدنها إسطنبول ومدينة قيصري.

جاويش أوغلو طالب الصين بحماية مسلمي الإيغور (الأوروبية)

مسيرة احتجاجية
والأسبوع الماضي نظم الإيغوريون المقيمون في تركيا مسيرة نددوات فيها بما وصفوها بالانتهاكات الصينية بحق عائلاتهم في الإقليم المسلم.

ورددت الحشود في ميدان بايزيد الشهير في مدينة إسطنبول “ليس شينغيانغ، إنه تركستان الشرقية”، استجابة لدعوة اتحاد الجمعيات التركستانية للتنديد بإجراءات الصين بحق سكان الإقليم.

ورفع المشاركون في المسيرة صور عائلاتهم وذويهم المختفين في الإقليم الذي يقولون إنه يشهد حرب تطهير دينية تستهدف المسلمين عموما وأبناء عرق الإيغور بشكل خاص.

كما حملوا أعلام “تركستان الشرقية” والأعلام التركية وارتدوا ملابس تقليدية من التراث التركستاني، في إشارةٍ إلى تمسكهم بهويتهم ورفضهم التخلي عنها.

المسيرة نددت بالإجراءات الصينية بحق الإيغور (الجزيرة نت)

وجذب ناشطو الإيغور انتباه العالم إلى قضيتهم، بفعل العديد من الأنشطة الدولية التي يمارسونها في محاولة للضغط على بكين لتخفيف الخناق عن عائلاتهم.

ويقول الإيغوريون المقيمون في تركيا إنهم لا يعلمون شيئا عن أحوال عائلاتهم في الإقليم الذي انقطعت اتصالاتهم به منذ تشديد بكين الخناق عليه، ولا يدرون “إن كانوا أحياء أو أمواتا”، وفقا لتعبير بعض المتظاهرين.

وتقول الصين إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بمعسكرات اعتقال إنما هي مراكز تدريب مهني وترمي إلى “تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة”.

هل هم أحياء؟
وقبل أسبوعين، أصدرت الخارجية التركية بيانا دانت فيه انتهاكات بكين بحق مسلمي الإيغور وما تمارسه من أعمال تجاههم خاصة الاعتقالات التعسفية وزجهم في مراكز الاحتجاز.

وتعاملت الصين بجدية كبيرة مع البيان التركي فنشرت شريط فيديو للفنان الإيغوري عبد الرحيم هيت يثبت أنه ما زال حيا ولم يتعرض لأذى، في رد على البيان التركي الذي قال إن هيت توفي في سجون الصين.

وطالب الناشط الإيغوري محمود محمد عضو “جمعية علماء مسلمي تركستان” الحكومة الصينية بنشر فيديوهات لعائلات الإيغوريين المغتربين، مؤكدا أن من حق آلاف الإيغوريين في تركيا والعالم أن يعرفوا إن كان ذووهم ما زالوا على قيد الحياة أم لا.

وقال الناشط الإيغوري للجزيرة نت إن الشعوب المسلمة تتعاطف مع الشعب الإيغوري المسلم، لكنها بلا حول ولا قوة، أما حكومات العالم الإسلامي فتهتم بمصالحها الاقتصادية مع الصين ولا تهتم بمعاناة شعب الإيغور.

طفلة من الإيغور ترفع صور أقارب لها (الجزيرة نت)

تضامن أميركي
وكانت سفارة الولايات المتحدة في بكين قد نشرت على حسابها في تويتر 10 أسباب قالت إنها تقف وراء تعرض الإيغوريين للاحتجاز في معسكرات الاعتقال الجماعي الصينية.

وتتمثل الأسباب العشرة في استخدام مكالمات واتساب، وارتداء ملابس عليها كتابات عربية، والامتناع عن التدخين وشرب الكحول، واستخدام اللغة الإيغورية في المدارس وإعفاء اللحية للرجال وتغطية رأس المرأة.

كما تحتجز السلطات الصينية الإيغوري الذي يدخل المساجد أو يثبت صيامه أو يدفن ميته على الطريقة الإسلامية أو يسافر لدولة أخرى أو يختلف مع أحد المسؤولين ورجال الدولة الصينيين، وفق تغريدة سفارة الولايات المتحدة.

وقال أبو بكر عبد القادر وهو إيغوري مقيم بمدينة إسطنبول إن الشعب التركستاني يتعرض لخطر وجودي يتهدد وجوده على أرضه.

وأضاف في لقاء مع الجزيرة نت خلال مسيرة إسطنبول أن الصينيين هدموا مساجد إقليم تركستان الشرقية وأحرقوا الكتب الإسلامية وحظروا الشعائر الدينية فيه.

وخلص إلى التساؤل “ماذا ينتظر المسلمون كي يتحركوا لمساعدة أهالي تركستان الشرقية؟ إن لم يتحركوا سريعا سينتهي الإسلام في تلك الديار”.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى